ما هو الثُقب البُطَـيْـنِى الجِـدارى (ثـقْـب بين الـبُـطَـيْـنِـين) ؟
الـُثـقْـب الـبُـطَـيْـنِـى الـجِـدارى أو ثـقْـب بين الـبُـطَـيْـنِـين هو عيب خِلقِى فى الجدار الفاصل بين حجرتى القلب السُفليتين ؛ و التى يُطلق على كل منهما البُطين . عادة يوجد هذا العيب منفردا ، أى غير مُصاحَب بأى عيوب خِلقية أخرى عند الولادة . وفقا لتقديرات الخبراء ، يحتل هذا العيب حوالى ٣٠ ٪ من كافة عيوب القلب الخِلقِية ؛ حيث يصيب واحدا من كل ٥٠٠ طفل حديثى الولادة .
ما هى أعراض الثُقب البُطَـيـنْى الجِـدارى (ثـقْـب بين الـبُـطَـيْـنِـين)؟
تعتمد أعراض و طريقة علاج هذا العيب على مدى اتساع و موقع الثقب ، كما أن أداء القلب لوظائفه يرتبط بصورة مباشرة بحجم هذا العيب . ففى حالة اتساع الثُقب البُطَـيْـنِى الجِـدارى ؛ يحدث ارتداد للخلف فى مسار الدم المُحَمَّل بالأﮐﺳﭽـين ، و يتدفق عبر هذا الثقب من البطين الأيسر إلى البطين الأيمن ؛ بدلا من ضخه خارج القلب إلى أجزاء الجسم . و من البطين الأيمن يتم ضخ هذا الدم المُؤكسَدّ مرة أخرى إلى الرئة ؛ حيث يُزيح الدم الغير مؤكسد الموجود فى الدورة الرئوية . و يترتب على هذا زيادة العِبء المُلقىَ على القلب لضخ الدم ؛ من أجل تعويض هذا الخلل .
يؤدى هذا الإضطراب إلى تضخم فى القلب و ارتفاع ضغط الدم فى الشرايين الرئوية ، كما يعانى المريض حينئذ من عدم القدرة على التنفس بعمق ، الإرهاق ، و الوَهَن .
أما إذا كان الثقب صغيرا ؛ فربما يشكو المريض من عَرَضٍ واحدٍ غيرمألوف ؛ ألا و هو سماعه لصوت عالى ( يصدر عند انعكاس مجرى الدم و ارتداده للخلف ، عبر الثقب الجدارى ، المُوَصِّل إلى البُطين الأيمن ) .
كيف يُشَخَّص الثُقب البُطَـيْـنِى الجِـدارى ؟
عادة يتم اكتشاف هذا العيب بعد الولادة مباشرة أو خلال بضعة أيام بعدها ؛ عند استماع الطبيب إلى اللَغَـط ( وشوشة ، همس ، خرير ) المُمَيِّز للثقب . أما الأطفال و البالغون المُصابون بهذا العيب و لكن لم يتم تشخيصه بعد ، قد يعانون من عدم القدرة على التنفس بعمق أو اضطراب فى ضربات القلب ؛ مما يدفعهم إلى اللجوء للطبيب . لتقرير التشخيص يُلجَأ إلى الفحوصات التالية :
- أشعة عادية على الصدر
- رسم القلب الكهربائى لتقييم كفاءة النظام الكهربائى داخل القلب
- الموجات فوق الصوتية عبر الصدر المُقتـرنة بالموجات فوق الصوتية المُلَوَّنَة ( دوپلر ) : تعطى صورا تساعد فى تقدير حجم حجرات القلب و كفاءة أدائها ، و تقييم حالة الصمامات ، و كذلك قياس سرعة سريان الدم عبر الثقب البطينى الجدارى
- رسم الشرايين التاجية بالصبغة : للمرضى الأكثر عُرضة لأمراض الشريان التاجى ، أو للمرضى فوق سن الأربعين المقرر لهم إجراء عملية غلق الثقب جراحيا .
- الرنين المغناطيسى : لإكتشاف أى عيوب خِلقِيَّة أخرى فى القلب
هل يحتاج الثُقب البُطَـيْـنِى الجِـدارى دائما إلى العلاج ؟
- حوالى ٧٥ ٪ من حالات الثُقب البُطَـيْـنِى الجِـدارى تنغلق تلقائيا خلال السنة الأولى من الولادة أو حين بلوغ الطفل عامه العاشر ، و بالتالى لا يلزم العلاج لهذه الحالات و إنما فقط المتابعة عن كَثَب . تبلغ نسبة الإنغلاق التلقائى للثقوب المتوسطة و الكبيرة الحجم حوالى من ٥ إلى ١٠ ٪ . أما إذا تعَدّى الطفل عامه العاشر مع بقاء الثقب مفتوحا ؛ فإن فرصة الإنغلاق التلقائى بوجه عام ، تكاد تكون مُنعدمة ؛ إذ أنّ من النادر حدوث هذا الإنغلاق التلقائى لدى البالغين .
- تنتفى الحاجة إلى التدخل الجراحى فى حالة غياب شكوى للمريض البالغ ؛ المُصاب بهذا الثقب البطينى الجدارى ، و لكن يتحتم عليه فى نفس الوقت الإلتزام بالمتابعة الدورية المُنتظمة ، لدى طبيب ذى باعٍ طويل فى علاج عيوب القلب الخِلقِيَّة لدى البالغين . و بالرغم من خلو هذا المريض من أى متاعب فى القلب أو الرئة أو حتى عدم معاناته من أى شكوى ؛ إلاّ أنّ خطر الإصابة باضطرابات فى صمامات القلب يظل قائما ؛ و بصورة أكبر من الأشخاص الطبيعيين ، كما تزداد أيضا لدى هؤلاء المرضى احتمالات التعرض لإلتهاب عضلة القلب الداخلية ، الأمر الذى يمثل تهديدا مباشرا على حياتهم .
متى يحتاج مريض الثُقب البُطَـيْـنِى الجِـدارى إلى العلاج الجراحى ؟
- عند بدء ظهور أى شكوى ، ينبغى على المريض سرعة معاودة الطبيب المتخصص فى عيوب القلب الخِلقِيَّة لدى البالغين ؛ و ذلك لبدء العلاج بهدف درء مخاطر الإصابة بمضاعفات فى القلب و الرئة .
- يتمثل العلاج فى إجراء عملية لسد فوهة الثقب الموجود بين البطينين ، و لكن يجب أن يكون الجراح مُتمَرِّسا فى كيفية إصلاح عيوب القلب الخِلقِيَّة لدى البالغين ؛ وعادةً يتم شق الصدر أثناء هذه العملية ؛ بما يُحاكى عملية القلب المفتوح ؛ حيث يقوم الجراح بغلق الثقب إما مباشرة بأخذ غرز فيه ( و تسمى هذه الطريقة الإصلاح الأوَّلِى ) ، أو باستخدام رُقعَة عبارة عن شبكة اصطناعية ( و تسمى هذه الطريقة الإصلاح الثانوى ) . يَتْبَع ذلك نمو أنسجة القلب حول و على جانبى هذه الرقعة حتى تغطيها تماما ؛ و من ثمَّ يجرى امتصاصها أو إدماجها كنسيج متكامل مع عضلة القلب .
الحَمل المُصاحِب للثُقب البُطَـيْـنِى الجِـدارى
- السيدات الحوامل اللاتى سبق إصلاح هذا العيب الخِلقى لديهن ؛ و يتمتعن فى نفس الوقت بسلامة فحوصات وظائف القلب ، أو اللاتى لديهن ثقب صغير بالبطين و لكن بدون أى أعراض ، يمكنهن الإنجاب ؛ حيث أنَّ احتمالية تعرضهن لمخاطر الحمل تتساوى مع المعدل الطبيعى . أما السيدات الراغبات فى الإنجاب ، و لكن يُعانَيْن من مضاعفات فى القلب أو الرئة أو كلاهما ؛ متزامنة مع عدم إصلاح الثقب البطينى لديهن ؛ أو إصلاحه فى السابق ، يتحتم عليهن استشارة كل من طبيب ذى خبرة فى علاج عيوب القلب الخِلقِيَّة لدى البالغين ، و كذلك طبيب متخصص فى رعاية حالات الحمل الحرجة أو العالية الخطورة . و بتوفير العناية الطبية الفائقة و المتابعة عن كَثَب قبل الولادة ؛ يُمكن لهذه السيدة أن تحظى كذلك بحمل آمن .
- يُنصح بتجنب الحمل للسيدة المُصابة بالثقب البطينى الجدارى إذا كان شديد الإتساع ، أو لديها ارتفاع فى ضغط الشريان الرئوى ؛ نظرا لازدياد نسبة وفيات الأمهات فى هذه الأحوال .
- تزداد نسبة حدوث العيوب الخِلقِيّة فى القلب لدى الأطفال ، عن المعدل الطبيعى ، إذا كان أى من الأبوين مصابا بإحدى تلك العيوب .
تجارب المرضى الأعزاء
تعمل ايكو جديد عند حد متخصص في العيوب الخلقية بعد كده نقرر