ضعف عضلة القلب بعد عملية القلب المفتوح

أستاذ دكتور/ ياسر النحاس
محتويات المقالة

ضعف عضلة القلب بعد عملية القلب المفتوح: الأسباب والعوامل المؤثرة

تُعَدّ عملية القلب المفتوح واحدة من العمليات الجراحية الكبرى التي تهدف إلى تحسين وظائف القلب. ولكن، في بعض الأحيان، قد يعاني المرضى من ضعف عضلة القلب بعد الجراحة. يرجع ذلك إلى عدة أسباب منها تعرض القلب للصدمة الجراحية. حيث يتعرض القلب لتغييرات هيكلية ووظيفية بسبب تدخل الجراحة. هذه التغييرات يمكن أن تؤثر سلباً على كفاءة العضلة القلبية.

من العوامل الأخرى التي تسهم في ضعف عضلة القلب بعد عملية القلب المفتوح هو التهابات ما بعد العملية. الالتهابات قد تؤدي إلى تلف الأنسجة المحيطة بالقلب، مما يزيد من العبء على عضلة القلب. كما أن وجود تاريخ مرضي سابق لمشاكل القلب يزيد من احتمال الإصابة بضعف العضلة بعد العملية.

أيضاً، قد تكون العوامل المتعلقة بالتخدير والمضاعفات الجراحية سبباً في ضعف عضلة القلب. حيث أن التخدير العام والجراحة الطويلة يمكن أن تؤدي إلى تغييرات في توازن السوائل والأملاح في الجسم. هذه التغييرات يمكن أن تؤثر على وظيفة القلب بشكل كبير. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي مشاكل أخرى مثل النزيف أو انخفاض ضغط الدم أثناء الجراحة إلى نفس النتيجة.

تعد الرعاية الطبية بعد العملية أمراً حيوياً في تجنب ضعف عضلة القلب. حيث تتضمن هذه الرعاية متابعة مستمرة لحالة القلب، وتقديم الأدوية المناسبة. كما يتطلب الأمر مراقبة دقيقة لأي علامات تدل على تدهور وظيفة القلب. التدخل المبكر في حال حدوث أي مشاكل يمكن أن يقلل من خطر ضعف العضلة القلبية ويحسن من النتائج العامة للجراحة.

الأعراض الشائعة لضعف عضلة القلب بعد عملية القلب المفتوح

تختلف أعراض ضعف عضلة القلب بعد عملية القلب المفتوح بناءً على شدة الحالة والفترة الزمنية التي مرت بعد الجراحة. من الأعراض الشائعة هو الشعور بالتعب والإرهاق المستمر، حيث يجد المرضى صعوبة في أداء الأنشطة اليومية البسيطة. هذا الشعور بالتعب يكون نتيجة لانخفاض كفاءة القلب في ضخ الدم إلى أنحاء الجسم.

كما يعاني المرضى من ضيق في التنفس، خاصةً عند القيام بأي مجهود بدني. يمكن أن يحدث هذا العرض حتى عند الراحة، مما يشير إلى تدهور كبير في وظيفة القلب. ضيق التنفس يحدث بسبب تراكم السوائل في الرئتين نتيجة لضعف قدرة القلب على ضخ الدم بكفاءة.

من الأعراض الأخرى هو انتفاخ القدمين والكاحلين، وهو ما يعرف بالوذمة. هذا الانتفاخ ناتج عن تراكم السوائل في الأطراف السفلية بسبب ضعف ضخ الدم. يمكن أن يكون الانتفاخ مؤلماً ويسبب شعوراً بعدم الراحة للمريض.

كما قد يعاني المرضى من تسارع ضربات القلب أو عدم انتظامها. هذا العرض يمكن أن يكون مقلقاً للغاية ويستدعي التدخل الطبي الفوري. تسارع ضربات القلب يحدث نتيجة لمحاولة القلب التعويض عن نقص الكفاءة في ضخ الدم. عدم انتظام ضربات القلب قد يزيد من خطر حدوث مضاعفات أخرى مثل السكتة الدماغية.

طرق التشخيص المبكرة لضعف عضلة القلب بعد العملية

التشخيص المبكر لضعف عضلة القلب بعد عملية القلب المفتوح يعد أمراً حاسماً في تحسين النتائج العلاجية. يعتمد الأطباء على مجموعة من الفحوصات والإجراءات لتشخيص الحالة بدقة. من أولى الخطوات هي الفحص البدني، حيث يقوم الطبيب بمراقبة العلامات الحيوية مثل النبض وضغط الدم والبحث عن أي أعراض ظاهرية لضعف عضلة القلب مثل الانتفاخ وضيق التنفس.

الفحوصات المخبرية تلعب دوراً مهماً في التشخيص المبكر. تحليل الدم يمكن أن يكشف عن وجود علامات التهابية أو ارتفاع في مستويات الأنزيمات القلبية التي تشير إلى تلف عضلة القلب. هذه الفحوصات تساعد في تحديد مدى تأثير الجراحة على وظيفة القلب.

استخدام تقنيات التصوير الطبي يعتبر من الأدوات الأساسية في تشخيص ضعف عضلة القلب. التصوير بالأشعة السينية يمكن أن يظهر حجم القلب وشكله ومدى تراكم السوائل في الرئتين. بالإضافة إلى ذلك، يُستخدم التصوير بالموجات فوق الصوتية (الإيكو) لتقييم حركة عضلة القلب وكفاءة الصمامات القلبية.

من الإجراءات التشخيصية المتقدمة هو تخطيط كهربية القلب (ECG). هذه التقنية تساعد في اكتشاف أي اضطرابات في نظم القلب والتي قد تكون علامة على ضعف عضلة القلب. كما يمكن استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب للحصول على صور تفصيلية توضح بنية القلب ووظائفه بدقة عالية.

دور الرعاية المركزة في متابعة حالة القلب بعد الجراحة

تعتبر الرعاية المركزة جزءاً أساسياً في متابعة حالة المرضى بعد عملية القلب المفتوح. في هذه الوحدة، يتم مراقبة المرضى بشكل دقيق ومستمر لضمان عدم حدوث أي مضاعفات. يتم متابعة العلامات الحيوية مثل معدل ضربات القلب، ضغط الدم، ونسبة الأكسجين في الدم باستمرار.

الرعاية المركزة توفر بيئة مراقبة عالية التقنية تمكن الأطباء من اكتشاف أي تغييرات في حالة المريض بسرعة. يتم استخدام أجهزة متقدمة لمراقبة وظائف القلب والأعضاء الأخرى. هذه الأجهزة تساعد في الكشف المبكر عن ضعف عضلة القلب أو أي مشاكل أخرى قد تنشأ بعد الجراحة.

من أهم جوانب الرعاية المركزة هو تقديم العلاجات المناسبة بشكل فوري. الأطباء والممرضون المتخصصون يكونون على استعداد للتدخل السريع في حالة تدهور حالة المريض. يتم استخدام الأدوية المدعمة لوظائف القلب والسوائل للحفاظ على توازن السوائل والأملاح في الجسم.

التواصل المستمر بين فريق الرعاية المركزة والجراحين وأطباء القلب هو عنصر حيوي. هذا التعاون يضمن تقديم أفضل رعاية ممكنة للمريض ومتابعة تطور حالته بشكل مستمر. يساهم الفريق الطبي المتكامل في وضع خطط علاجية مخصصة لكل مريض بناءً على احتياجاته الفردية وحالته الصحية.

العلاج الدوائي لضعف عضلة القلب بعد عملية القلب المفتوح

العلاج الدوائي يلعب دوراً حيوياً في إدارة ضعف عضلة القلب بعد عملية القلب المفتوح. الأدوية تساعد في تحسين وظيفة القلب وتقليل الأعراض المصاحبة للحالة. من الأدوية الأساسية التي تستخدم هي مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors). هذه الأدوية تعمل على توسيع الأوعية الدموية وتخفيف العبء على القلب.

مدرات البول تُستخدم بشكل شائع لتقليل تراكم السوائل في الجسم. هذه الأدوية تساعد في تخفيف الانتفاخ وضيق التنفس الذي يعاني منه المرضى بسبب تراكم السوائل في الرئتين والأطراف. يعمل الأطباء على تحديد الجرعة المناسبة لكل مريض بناءً على حالته الصحية وتطور الأعراض.

من الأدوية الأخرى المهمة هي حاصرات مستقبلات البيتا (Beta-blockers). هذه الأدوية تقلل من معدل ضربات القلب وتخفف من الضغط على عضلة القلب. تساعد حاصرات البيتا في تحسين قدرة القلب على ضخ الدم وتقليل الأعراض مثل الإرهاق وضيق التنفس.

يمكن استخدام الأدوية المضادة للتخثر لمنع تكون الجلطات الدموية. هذا مهم جداً في الحالات التي يتعرض فيها المرضى لخطر تجلط الدم بسبب ضعف عضلة القلب. الأدوية مثل الوارفارين أو الهيبارين تُستخدم لتقليل هذا الخطر وضمان تدفق الدم بشكل طبيعي في الأوعية الدموية.

استخدام البالون داخل الشريان الأورطي في علاج ضعف عضلة القلب

استخدام البالون داخل الشريان الأورطي يُعدّ من الخيارات المتقدمة في علاج ضعف عضلة القلب بعد عملية القلب المفتوح. يُستخدم هذا الجهاز لدعم وظيفة القلب وتحسين تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية. يعمل البالون على توسيع الشريان الأورطي وزيادة تدفق الدم عند انقباض القلب.

يتم إدخال البالون داخل الشريان الأورطي عبر إجراء جراحي دقيق. يتم وضع الجهاز في الشريان الأورطي، حيث يتم نفخه وتفريغه بشكل متزامن مع نبضات القلب. هذا الإجراء يساعد في تقليل العبء على عضلة القلب وتحسين كمية الدم المتدفقة إلى الجسم.

من فوائد استخدام البالون داخل الشريان الأورطي هو تقليل أعراض ضعف عضلة القلب مثل ضيق التنفس والتعب. يساعد الجهاز في تحسين وظائف القلب بشكل ملحوظ، مما يساهم في تحسين جودة حياة المرضى. كما يقلل من الحاجة لاستخدام الأدوية المدعمة لوظائف القلب بجرعات كبيرة.

المتابعة المستمرة بعد تركيب البالون هي أمر ضروري لضمان فعالية العلاج وسلامة المريض. يتم مراقبة وظيفة البالون والتأكد من عدم حدوث أي مضاعفات. الفحص الدوري والأشعة التصويرية تساعد في تقييم حالة الشريان الأورطي ووظائف القلب بشكل عام.

دور جهاز الدعم البطيني في تحسين وظائف القلب بعد الجراحة

جهاز الدعم البطيني يُعتبر من الحلول المتقدمة والمهمة في علاج ضعف عضلة القلب بعد عملية القلب المفتوح. هذا الجهاز يساعد في دعم وظيفة البطين الأيسر أو الأيمن أو كلاهما، مما يحسن من قدرة القلب على ضخ الدم إلى باقي أجزاء الجسم. يتم استخدامه في الحالات التي لا تستجيب فيها العلاجات الدوائية بشكل كافٍ.

يتم تركيب جهاز الدعم البطيني عبر إجراء جراحي يتطلب دقة عالية. يتم توصيل الجهاز بالبطين وبالأوعية الدموية الرئيسية، حيث يقوم بضخ الدم ميكانيكياً عندما تكون عضلة القلب غير قادرة على أداء هذه الوظيفة بفعالية. هذا الدعم الميكانيكي يساعد في تقليل الضغط على القلب وتحسين تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية.

يُستخدم جهاز الدعم البطيني كحل مؤقت أو دائم، بناءً على حالة المريض. في بعض الحالات، يكون الهدف هو تحسين حالة المريض حتى يتمكن من الخضوع لعملية زرع قلب. في حالات أخرى، يمكن أن يكون الجهاز حلاً طويل الأمد لتحسين جودة الحياة وتقليل الأعراض المرتبطة بضعف عضلة القلب.

المتابعة والرعاية الدورية بعد تركيب جهاز الدعم البطيني هي أمر حيوي. يحتاج المرضى إلى مراقبة مستمرة لضمان عمل الجهاز بشكل صحيح وتجنب حدوث أي مضاعفات. يتم تقديم إرشادات مفصلة للمرضى حول كيفية العناية بالجهاز والتعامل مع أي مشاكل قد تطرأ. الفحوصات الدورية تساعد في تقييم فعالية الجهاز والتأكد من تحسن وظائف القلب بشكل مستمر.

التغذية المناسبة لمرضى ضعف عضلة القلب بعد عملية القلب المفتوح

التغذية السليمة تلعب دوراً حاسماً في إدارة ضعف عضلة القلب بعد عملية القلب المفتوح. التغذية الجيدة تساعد في تحسين وظيفة القلب وتقليل الأعراض المصاحبة للحالة. من المهم التركيز على تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة القلب.

الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه، الخضروات، والحبوب الكاملة تُعتبر خياراً ممتازاً. هذه الأطعمة تساعد في تحسين عملية الهضم وتقليل مستويات الكوليسترول في الدم. الكوليسترول المنخفض يساعد في تقليل العبء على القلب وتحسين تدفق الدم.

تناول الدهون الصحية مثل الأحماض الدهنية أوميغا-3 يمكن أن يكون مفيداً جداً. هذه الدهون موجودة في الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة، وكذلك في المكسرات والبذور. تساعد أوميغا-3 في تقليل الالتهابات وتحسين صحة الأوعية الدموية.

تقليل تناول الملح والسكر يُعد ضرورياً. الملح الزائد يمكن أن يزيد من ضغط الدم ويؤدي إلى تراكم السوائل في الجسم، مما يزيد من العبء على القلب. السكر الزائد يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن ومشاكل في التمثيل الغذائي، مما يؤثر سلباً على صحة القلب. يُفضل تناول الوجبات الصغيرة والمتكررة بدلاً من الوجبات الكبيرة، وذلك لتجنب زيادة العبء على القلب والهضم.

التمارين الرياضية والأنشطة البدنية المناسبة لمرضى ضعف عضلة القلب

التمارين الرياضية تلعب دوراً مهماً في تحسين حالة المرضى الذين يعانون من ضعف عضلة القلب بعد عملية القلب المفتوح. يجب أن تكون التمارين مختارة بعناية وتحت إشراف طبي لضمان سلامة المريض. من أهم الأنشطة البدنية التي يُوصى بها هي التمارين الهوائية مثل المشي والسباحة وركوب الدراجة.

المشي هو النشاط الأكثر شيوعاً وسهولة للمرضى. يمكن البدء بمشي قصير المدى ثم زيادة المسافة تدريجياً بناءً على قدرة المريض. يساعد المشي في تحسين الدورة الدموية وتقوية عضلة القلب دون إجهاد زائد. يُفضل المشي في أماكن مفتوحة وهادئة لتعزيز الراحة النفسية.

السباحة تُعدّ نشاطاً ممتازاً لأنها توفر تمريناً شاملاً للجسم دون وضع ضغط كبير على المفاصل. الماء يوفر دعمًا للجسم، مما يجعل التمارين أقل إجهاداً للقلب. يُنصح بالبدء بجلسات سباحة قصيرة وزيادة المدة تدريجياً.

ركوب الدراجة الثابتة يمكن أن يكون خياراً جيداً أيضاً. يسمح هذا النشاط بتمرين عضلات الساقين وتحسين قدرة التحمل القلبي الوعائي. يُفضل استخدام الدراجة الثابتة لأن المريض يمكنه التحكم في السرعة والمقاومة بسهولة. ينصح المرضى أيضاً بممارسة تمارين التنفس والاسترخاء. هذه التمارين تساعد في تحسين التنفس وتقليل التوتر النفسي، مما يساهم في تحسين وظيفة القلب بشكل عام.

أهمية المتابعة الدورية والفحوصات اللازمة بعد عملية القلب المفتوح

المتابعة الدورية بعد عملية القلب المفتوح تُعدّ أساسية لضمان استقرار حالة المريض واكتشاف أي مشاكل مبكراً. تتضمن المتابعة زيارات منتظمة للطبيب لإجراء فحوصات شاملة على القلب وباقي الأعضاء. هذه الزيارات تساعد في تقييم فعالية العلاج والتدخل في حال ظهور أي علامات تدهور.

الفحوصات المخبرية جزء مهم من المتابعة. تشمل هذه الفحوصات تحليلات الدم للكشف عن مستويات الإنزيمات القلبية وعلامات الالتهاب. الفحص الدوري لوظائف الكلى والكبد مهم أيضاً، لأن هذه الأعضاء يمكن أن تتأثر بحالة القلب ووظائفه.

استخدام تقنيات التصوير الطبي مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية (الإيكو) والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) يوفر صوراً تفصيلية ودقيقة لوظائف القلب وبنيته. هذه الصور تساعد الأطباء في تشخيص المشاكل بشكل أدق ووضع خطط علاجية مخصصة لكل مريض، مما يزيد من فعالية العلاج.

الفحوصات الأخرى مثل تخطيط كهربية القلب (ECG) تستخدم لمراقبة نظم القلب. يمكن لهذا الفحص اكتشاف أي اضطرابات في ضربات القلب، والتي قد تكون علامة على تدهور وظيفة عضلة القلب. المتابعة المنتظمة تشمل أيضاً مراجعة الأدوية وضبط الجرعات بناءً على حالة المريض. يمكن للطبيب تعديل خطة العلاج لضمان أفضل نتائج ممكنة وتحسين جودة حياة المريض.

المضاعفات المحتملة لضعف عضلة القلب بعد عملية القلب المفتوح

ضعف عضلة القلب بعد عملية القلب المفتوح يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تتطلب رعاية طبية فورية. من أبرز هذه المضاعفات هو الفشل القلبي الحاد، حيث يعجز القلب عن ضخ الدم بشكل كافٍ لتلبية احتياجات الجسم. هذا الفشل يمكن أن يؤدي إلى تراكم السوائل في الرئتين، مما يسبب ضيقاً شديداً في التنفس.

من المضاعفات الأخرى هو اضطرابات النظم القلبية. يمكن أن يعاني المرضى من تسارع غير طبيعي في ضربات القلب أو بطء في النبض، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكتة القلبية أو الدماغية. هذه الاضطرابات تستدعي التدخل الطبي السريع لضبط نظم القلب واستعادة وظائفه الطبيعية.

الجلطات الدموية تشكل أيضاً خطراً كبيراً لمرضى ضعف عضلة القلب. ضعف ضخ الدم يزيد من احتمالية تكون الجلطات في الأوردة والشرايين. يمكن أن تنتقل هذه الجلطات إلى الرئتين أو الدماغ، مما يسبب انسداداً قد يكون مميتاً. الوقاية والعلاج المبكر باستخدام الأدوية المضادة للتخثر هي جزء أساسي من الرعاية.

مضاعفات أخرى تشمل مشاكل الكلى والكبد الناتجة عن ضعف تدفق الدم إلى هذه الأعضاء. يمكن أن يؤدي هذا إلى تدهور وظائف الكلى والكبد، مما يزيد من تعقيد حالة المريض. الرعاية الدورية والفحوصات اللازمة تساعد في اكتشاف هذه المضاعفات مبكراً وعلاجها بشكل فعال.

الدعم النفسي والاجتماعي لمرضى ضعف عضلة القلب بعد الجراحة

الدعم النفسي والاجتماعي يلعب دوراً حيوياً في تعافي المرضى الذين يعانون من ضعف عضلة القلب بعد عملية القلب المفتوح. المرضى غالباً ما يشعرون بالقلق والاكتئاب نتيجة لتغيرات حالتهم الصحية وتأثيرها على حياتهم اليومية. لذلك، من المهم توفير دعم نفسي متخصص لمساعدتهم في التعامل مع هذه المشاعر والتكيف مع وضعهم الجديد.

جلسات المشورة النفسية يمكن أن تكون مفيدة للغاية. يمكن للمرضى مناقشة مخاوفهم وتجاربهم مع أخصائي نفسي يساعدهم في تطوير استراتيجيات للتعامل مع التوتر والقلق. هذه الجلسات تساهم في تحسين الحالة النفسية العامة للمرضى، مما يؤثر بشكل إيجابي على تعافيهم الجسدي.

الدعم الاجتماعي من الأصدقاء والعائلة يلعب دوراً كبيراً أيضاً. الشعور بالدعم والمحبة من المحيطين يساعد المرضى على الشعور بالراحة والأمان. يُنصح أفراد الأسرة والأصدقاء بتقديم المساعدة في الأنشطة اليومية والتواجد بجانب المريض لدعمه معنوياً وجسدياً.

المجموعات الداعمة أو الجماعات التي تضم مرضى آخرين يعانون من حالات مشابهة يمكن أن تكون مفيدة أيضاً. هذه المجموعات توفر بيئة يشعر فيها المرضى بأنهم ليسوا وحدهم. يمكنهم تبادل الخبرات والنصائح، مما يعزز شعورهم بالانتماء والدعم المتبادل. المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والترفيهية، عندما يكون ذلك ممكناً، تساهم في تحسين المزاج العام وتقليل الشعور بالعزلة والوحدة.

دور الأسرة والمحيطين في رعاية مريض ضعف عضلة القلب

الأسرة والمحيطين يلعبون دوراً أساسياً في رعاية المرضى الذين يعانون من ضعف عضلة القلب بعد عملية القلب المفتوح. الرعاية المنزلية الشاملة والدعم المعنوي يمكن أن يحدثا فرقاً كبيراً في تعافي المريض وتحسين جودة حياته. من أهم الجوانب هو تقديم الدعم العاطفي، حيث يشعر المرضى بالحب والاهتمام من قبل أفراد أسرهم، مما يخفف من التوتر والقلق.

تقديم المساعدة في الأنشطة اليومية هو جزء مهم من دور الأسرة. المرضى قد يجدون صعوبة في القيام بالمهام البسيطة بسبب الإرهاق أو ضيق التنفس. دعم الأسرة في المهام المنزلية، مثل الطهي والتنظيف، يمكن أن يخفف عنهم العبء ويتيح لهم التركيز على الراحة والتعافي.

المراقبة الصحية المستمرة أمر ضروري لضمان استقرار حالة المريض. أفراد الأسرة يجب أن يكونوا على دراية بعلامات التحذير التي تشير إلى تدهور الحالة، مثل زيادة ضيق التنفس أو الانتفاخ. التعرف المبكر على هذه الأعراض يمكن أن يمنع حدوث مضاعفات خطيرة ويتيح التدخل الطبي الفوري.

تشجيع المريض على اتباع التعليمات الطبية والغذائية هو دور مهم أيضاً. التزام المريض بالأدوية الموصوفة والتمارين الرياضية والنظام الغذائي الموصى به يعزز من فرص التعافي وتحسين وظائف القلب. الدعم الإيجابي والتحفيز من قبل الأسرة يمكن أن يساعد المريض على الالتزام بخطة العلاج بشكل أفضل، مما يؤدي إلى نتائج صحية أفضل.

التقنيات الحديثة في علاج ضعف عضلة القلب بعد عملية القلب المفتوح

التقنيات الحديثة تلعب دوراً متزايد الأهمية في علاج ضعف عضلة القلب بعد عملية القلب المفتوح. من هذه التقنيات هو استخدام أجهزة القلب المساعدة، مثل أجهزة دعم البطين، التي تساعد في ضخ الدم عندما يكون القلب غير قادر على ذلك بفعالية. هذه الأجهزة توفر دعماً حيوياً وتحسن من تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية.

تقنية أخرى هي العلاج بالخلايا الجذعية، التي تفتح آفاقاً جديدة في علاج ضعف عضلة القلب. هذا العلاج يهدف إلى تجديد الأنسجة القلبية التالفة عن طريق زراعة خلايا جذعية قادرة على التحول إلى خلايا عضلية قلبية. الدراسات تظهر نتائج واعدة في تحسين وظيفة القلب وتقليل الأعراض.

استخدام التقنيات التصويرية المتقدمة، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) والتصوير بالأشعة المقطعية (CT)، يوفر صوراً تفصيلية ودقيقة لوظائف القلب وبنيته. هذه الصور تساعد الأطباء في تشخيص المشاكل بشكل أدق ووضع خطط علاجية مخصصة لكل مريض، مما يزيد من فعالية العلاج.

العلاج الدوائي المتقدم، بما في ذلك الأدوية الجديدة التي تستهدف مسارات محددة في القلب، يُعد من الابتكارات المهمة. هذه الأدوية تعمل على تحسين كفاءة عضلة القلب وتقليل الأعراض بشكل كبير. على سبيل المثال، الأدوية التي تعزز من قوة انقباض القلب وتقلل من تراكم السوائل تُعد جزءاً أساسياً من العلاج الحديث.

التدخلات الجراحية البسيطة، مثل الجراحة بالمنظار، توفر خيارات علاجية أقل توغلاً وتُقلل من فترة التعافي. هذه التقنيات تساعد في تقليل المضاعفات الجراحية وتسريع عملية الشفاء، مما يجعلها خياراً مناسباً للعديد من المرضى الذين يعانون من ضعف عضلة القلب بعد عمليات القلب المفتوح.

تجارب المرضى الأعزاء

أستاذ دكتور/ ياسر النحاس
استاذ جراحة القلب و الصدر - كلية الطب جامعة عين شمس. إستشاري جراحة القلب بمستشفيات دار الفؤاد ، السعودي الألماني، الجوي التخصصي بالتجمع، شفا، جولدن هارت و ويلكير
____________________
عضو الجمعية الأمريكية و الأوروبية لجراحة القلب
____________________
عنوان عيادة دكتور ياسر النحاس
١٥ شارع الخليفه المأمون-روكسي-مصر الجديده- امام سوق العصر– الدور التاسع
مواعيد العيادة:
السبت و الاربعاء: من الثانية إلى الخامسة مساءا
الحجز مسبق تليفونيا : 01150009625
____________________
أفضل دكتور جراحة قلب مفتوح في مصر (استفتاء الأهرام)
أفضل جراح قلب في مصر ( إستفتاء صدى البلد)
أستاذ دكتور/ ياسر النحاس on Facebookأستاذ دكتور/ ياسر النحاس on Linkedinأستاذ دكتور/ ياسر النحاس on Youtube
Share This Article
error: Content is protected !!