اعتلال عضلة القلب أو ما يعرف أيضا بضعف عضلة القلب هو مصطلح وضعه الأطباء لوصف فشل القلب في ضخ الدم المؤكسد إلى الجسم بالمعدل الطبيعي اللازم ليتمكن الجسم من أداء وظائفه. في أغلب الأحيان لا تظهر علي المريض باعتلال عضلة القلب أعراض، ويتم اكتشاف المرض مصادفٌة بالأشعة السينية، وتظهر الأعراض في الحالات الحرجة وتختلف وفقًا لنوع الاعتلال الذي يصيب القلب.
ينقسم اعتلال عضلة القلب إلي ثلاث أنواع رئيسية: اعتلال القلب الضخامي، التضيقي، التوسعي، كما يوجد اعتلال القلب الكحولي بصورة أقل، ويختلف كل نوع عن الآخر في الأعراض والأسباب وطرق العلاج.
ألم عضلة القلب :
يشعر المريض ببعض الأعراض في منطقة الصدر ويصفها كشد عضلة القلب، ولكنه يختلف تمامًا عن العضلات الأخرى الموجودة بالجسم فالقلب عضو ذو تركيب فريد ويستخدم المريض هذا المصطلح للتعبير عن ألم انقباض عضلة القلب أو شعوره بألم في منطقة الصدر.
ولكن في الحقيقة فإن ألم عضلة القلب (كما يصفه المريض) ليس بالضرورة دلالة على وجود مشكلة بالقلب فقد يكون بسبب خلل في المريء أو الحجاب الحاجز، ولكن إذا كان الألم في منطقة الصدر مصحوبًا بهذه الأعراض فهذا يعني وجود مشكلة بعضلة القلب وتشمل هذه الأعراض ما يلي:
- التقيؤ والغثيان
- رجفان عضلة القلب
- صعوبة التنفس
- الصداع
- الشعور بالدوخة والتعرق الشديد
عند حدوث أيًا من هذه الأعراض عليك التوجه للطبيب على الفور فهذا يعني وجود مشكلة حرجة بالقلب مثل الذبحة الصدرية والتي تتطلب التدخل الطبي بشكل طارئ.
اقرأ المزيد: عملية القلب المفتوح.
فحص عضلة القلب :
قبل فحص عضلة القلب عن طريق الأجهزة المختلفة سوف يقوم الطبيب بفحصك جسديًا وطرح بعض الأسئلة الهامة لمعرفة التاريخ الطبي لك ولعائلتك وتحليل الشكوى التي تعانى منها جيدًا حتى يصل إلى تشخيص مبدئي لحالتك.
بعد ذلك يقوم الطبيب بطلب بعض الأشعة والتحاليل لتأكيد التشخيص وتشمل:
- الأشعة السينية.
- تصوير القلب بالموجات الصوتية ECHO.
- تصوير كهربية القلب ECG.
- الرنين المغناطيسي.
- اختبار جهد عضلة القلب.
- اختبار للعامل الجيني والوراثي.
- اختبار الدم تحليل السكر تحليل الغدة الدرقية وتحاليل لمعرفة نسبة الحديد التراكمي بالجسم.
لا يتم عمل جميع هذه التحاليل وإنما يتم من خلالها استبعاد عوامل المرض المختلفة وقد يصل الطبيب إلي تأكيد التشخيص فقط من خلال بعض الفحوصات دون أن يضطر المريض لإجراء بقية الفحوصات.
أسباب ضعف عضلة القلب :
اذا وجدت احداها فاحذر .. اليك 7 اسباب اعتلال عضلة القلب :
يحدث اعتلال عضلة القلب نتيجة العامل الوراثي ولكن هناك بعض الأسباب الغير الوراثية وتشمل ما يلي:
- خلل في عضلة القلب: ويشمل تلف الصمام، وعدم انتظام ضربات القلب، والتهابات القلب.
-
.
- خلل في التمثيل الغذائي: مثل السكر، وأمراض الغدة الدرقية، والسمنة، والداء النشواني.
- التدخين، والكحول، وتعاطي المواد المخدرة الكوكايين.
- العلاج الكيماوي والإشعاعي لمرضى السرطان.
- نقص فيتامين الثيامين، وبعض الفيتامينات والمعادن الأخرى.
- في السيدات الحوامل نتيجة لحدوث مضاعفات أثناء فترة الحمل.
اقرأ المزيد: جراحة القلب المفتوح.
علاج ضعف عضلة القلب :
الهدف من علاج اعتلال عضلة القلب هو تحسين عضلة القلب وضمان وصول الدم اللازم لأعضاء الجسم للقيام بعملياته الحيوية بكفاءة وتشمل طرق العلاج ما يلي:
العلاج الدوائي:
يتم وصف العلاج الدوائي لعلاج مسببات المرض بهدف تحسين وظائف القلب وتشمل:
- أدوية علاج ضغط الدم المرتفع.
- أدوية مضادة لجلطات الدم.
- أدوية لعلاج ترسبات الحديد في الجسم.
- مدرات البول للتخلص من سوائل الجسم الزائدة.
- أدوية لتقليل الدهون والكوليسترول في الدم.
- حاصرات مستقبلات بيتا لتنظيم ضربات القلب.
- أدوية لحل مشاكل التنفس وتقليل آلام الصدر.
جميع هذه الأدوية يتم وصفها حسب حالة المريض من قبل الطبيب المختص تقوم بتحسين عضلة القلب والتخلص من اعتلال عضلة القلب في الحالات البسيطة والمتوسطة. ولكن قد يحتاج المريض في الحالات الحرجة للعلاج الدوائي والتدخل الجراحي معًا.
التدخل الجراحي:
في الحالات المتقدمة وبعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي يتم إجراء بعض العمليات الجراحية مثل:
- عملية إزالة الحاجز الموجود بين البطينين خاصًة في حالة الاعتلال القلبي التضخمي وتعرف هذه العملية ب(septal myectomy) وتعمل على تحسين انقباض القلب.
- عملية تحسين ضربات القلب عن طريق القسطرة القلبية حيث يتم إدخال القسطرة عن طريق الأوعية الدموية مثل الوريد الفخذي والوصول لعضلة القلب.
- تغيير صمامات القلب وزراعة الشرايين التاجية.
- زراعة أجهزة لتحسين ضربات القلب مثل:
- جهاز تنظيم ضربات القلب (pacemaker).
- جهاز المساعدة البطينية (VAD).
- جهاز ضبط تزامن ضربات القلب (CRT).
يتم زراعة هذه الأجهزة عن طريق القسطرة وتعمل على التحكم بضربات القلب وتستخدم عند فشل العلاج الدوائي.
تقوية عضلة القلب :
تقوية عضلة القلب يتم باتباع نظام صحي مناسب والابتعاد عن العادات الصحية الخاطئة ومن العادات المفيدة لتقوية عضلة القلب ما يلي:
- اتباع نظام غذائي صحي يعتمد على الخضراوات والفواكه والتقليل من الأطعمة الدهنية والزيوت والتقليل من الأطعمة الغنية بالكوليسترول والطعام السريع والتقليل من الكافيين المتواجد بالقهوة والشاي.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- الابتعاد عن الكحول وإدمان الكحوليات بأنواعها يؤدي إلى اعتلال عضلة القلب الكحولي وعند منع الكحول فإن هذا النوع يتحسن بطريقة ملحوظة دون اللجوء للعلاج الجراحي.
- الإقلاع عن التدخين.
- الالتزام بعلاج الأمراض المزمنة ضغط الدم أو السكري لتجنب تأثير هذه الأمراض على عضلة القلب.
- التخلص من السمنة.
- التقليل من القلق والتوتر.
- النوم بطريقة كافية لمدة 8 ساعات يوميًا.
جميع هذه النصائح تساعد على تقوية عضلة القلب والتقليل من خطر الإصابة باعتلال القلب كما تحسن حياة الفرد بشكل عام.
مضاعفات اعتلال عضلة القلب :
اعتلال عضلة القلب يمكن أن يؤدي إلى عدة مضاعفات خطيرة تؤثر على جودة حياة المريض. أولى هذه المضاعفات هي قصور القلب، حيث يعجز القلب عن ضخ الكمية الكافية من الدم إلى الجسم. قد يؤدي ذلك إلى احتباس السوائل في الجسم، مما يسبب تورمًا في الساقين والكاحلين وضيقًا في التنفس.
من المضاعفات الأخرى أيضًا، اضطرابات في نظم القلب والتي قد تسبب إغماءً مفاجئًا أو حتى السكتة القلبية في بعض الحالات الشديدة. يحدث هذا الاضطراب نتيجة تلف الخلايا القلبية مما يؤثر على الإشارات الكهربائية في القلب. يجب معالجة هذه الاضطرابات بشكل سريع لتجنب التفاقم.
يمكن أن يؤدي اعتلال عضلة القلب أيضًا إلى مشاكل في الصمامات القلبية. الصمامات قد لا تغلق بشكل صحيح، مما يسبب تسريبًا للدم بين غرف القلب. هذا التسريب يمكن أن يؤدي إلى تضخم القلب وزيادة الضغط عليه، مما يزيد من خطر الإصابة بمزيد من المضاعفات.
أخيرًا، أحد أخطر المضاعفات هو الجلطات الدموية. نتيجة ضعف ضخ الدم، قد تتكون جلطات داخل القلب. إذا انتقلت هذه الجلطات إلى الأوعية الدموية، قد تسبب سكتة دماغية أو انسداد الشرايين الرئوية، ما يستدعي علاجًا فوريًا لتجنب الأضرار الدائمة.
تشخيص اعتلال عضلة القلب :
تشخيص اعتلال عضلة القلب يبدأ بالفحص الجسدي الدقيق وتحليل الأعراض التي يعاني منها المريض. يقوم الطبيب بسؤال المريض عن التاريخ الطبي العائلي وأي أعراض غير طبيعية يشعر بها. قد يلاحظ الطبيب بعض العلامات التي تشير إلى مشاكل في القلب مثل الأصوات غير الطبيعية أثناء الفحص بالسماعة.
بعد الفحص الجسدي، يُطلب من المريض إجراء فحوصات مخبرية تشمل تحليل الدم لمعرفة مستويات الكوليسترول، السكر، ووظائف الكبد والكلى. يمكن لهذه الفحوصات أن تكشف عن عوامل خطورة محتملة تزيد من احتمالية إصابة المريض باعتلال عضلة القلب.
يتم أيضًا إجراء فحوصات تصويرية مثل تخطيط صدى القلب (ECHO) والرنين المغناطيسي للقلب. هذه الفحوصات تساعد في تقييم حجم وشكل القلب، وكفاءة وظائفه. تُستخدم تقنيات تصوير أخرى لتحديد أي تشوهات هيكلية أو انسداد في الشرايين التاجية.
في بعض الحالات، قد يُطلب من المريض إجراء اختبار الجهد القلبي لمعرفة كيفية استجابة القلب للتمارين الرياضية. هذا الاختبار يساهم في الكشف عن مشاكل تدفق الدم إلى القلب أثناء الجهد، مما يساعد في تشخيص اعتلال عضلة القلب بدقة أكبر.
طرق الوقاية من اعتلال عضلة القلب :
الوقاية من اعتلال عضلة القلب تتطلب اتباع نمط حياة صحي والالتزام بتعليمات الطبيب. أولى خطوات الوقاية تبدأ بالتحكم في العوامل التي تزيد من خطر الإصابة، مثل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الكوليسترول. الحفاظ على ضغط الدم ضمن المعدلات الطبيعية يقلل من الضغط على عضلة القلب.
التغذية السليمة تلعب دورًا كبيرًا في الوقاية من اعتلال عضلة القلب. يجب التركيز على تناول الأطعمة الغنية بالألياف، والفواكه، والخضروات، والابتعاد عن الدهون المشبعة والأطعمة السريعة. تناول الأسماك الدهنية مرتين أسبوعيًا يساهم في تحسين صحة القلب بفضل احتوائها على أحماض أوميغا-3.
ممارسة الرياضة بانتظام تعزز من كفاءة عضلة القلب وتقلل من خطر الإصابة باعتلال عضلة القلب. الرياضة تساعد في الحفاظ على وزن صحي وتقلل من مستويات الكوليسترول الضار. يُنصح بممارسة التمارين الهوائية لمدة 30 دقيقة يوميًا على الأقل، خمسة أيام في الأسبوع.
الإقلاع عن التدخين وتجنب الكحوليات له دور مهم في الوقاية من اعتلال عضلة القلب. التدخين يزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين ويؤدي إلى تدهور صحة القلب. كذلك، يجب تجنب التوتر والضغوط النفسية من خلال ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق.
دور التغذية في علاج اعتلال عضلة القلب :
التغذية الجيدة تلعب دورًا محوريًا في علاج اعتلال عضلة القلب وتحسين حالة المرضى. النظام الغذائي الصحي يمكن أن يساهم في تقليل الأعراض وتحسين وظائف القلب. يجب على المريض تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن التي تعزز من صحة القلب، مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم.
يُفضل التركيز على الأطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة مثل التوت، السبانخ، والجزر. هذه الأطعمة تساعد في تقليل الالتهابات داخل الجسم وتحسن من الدورة الدموية. تناول الحبوب الكاملة مثل الشوفان والأرز البني يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بمضاعفات اعتلال عضلة القلب.
من الضروري تقليل استهلاك الملح والسكر في النظام الغذائي للمرضى. زيادة الملح يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، مما يزيد من الضغط على عضلة القلب. السكر الزائد يمكن أن يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب الأخرى مثل السكري.
ينبغي على المرضى تناول الدهون الصحية الموجودة في زيت الزيتون والأفوكادو. هذه الدهون تعزز من صحة القلب وتقلل من مستويات الكوليسترول الضار. يجب تجنب الدهون المشبعة والمتحولة الموجودة في الأطعمة المقلية والمعلبة، لأنها تزيد من خطر تفاقم اعتلال عضلة القلب.
تجارب المرضى الأعزاء