في ظل الحديث عن جراحة القلب المفتوح كغيرها من الجراحات الكبرى، يأتي السؤال عن نسبة نجاح عملية القلب المفتوح ، لتطمئن القلوب إلى ما هي مقبلةٌ عليه، ولإدراك مدى خطورة عملية القلب المفتوح، كما أنه مما يشغل بال المرضى هو كم يعيش الإنسان بعد عملية القلب المفتوح ، وهل تستحق مخاطر العملية الإقبال عليها في ظل ما تمنحه من فوائد؟
نسبة نجاح عملية القلب المفتوح
جراحة القلب المفتوح هي إجراء طبي معقد يتم فيه فتح الصدر لإجراء عمليات على القلب. يتطلب هذا النوع من الجراحة خبرة عالية من الفريق الطبي ويستخدم لعلاج العديد من أمراض القلب. من بين الأسباب الشائعة لإجراء جراحة القلب المفتوح تغيير الصمامات القلبية، تصحيح عيوب القلب الخلقية، وإجراء عمليات تحويل مسار الشريان التاجي.
قبل الجراحة، يخضع المريض لسلسلة من الفحوصات الطبية لتقييم حالته الصحية وتحديد الإجراءات اللازمة. يشمل ذلك فحوصات الدم، الأشعة السينية، واختبارات وظائف القلب. يحتاج المريض إلى الاستعداد جيدًا للجراحة من خلال اتباع تعليمات الطبيب بدقة.
أثناء الجراحة، يتم وضع المريض على جهاز تنفس صناعي ويستخدم الأطباء جهاز القلب والرئة الصناعي للحفاظ على تدفق الدم والأكسجين في الجسم. تستغرق العملية عدة ساعات، وتتطلب مراقبة دقيقة للمريض طوال الوقت.
بعد الجراحة، يبقى المريض في العناية المركزة لمدة قصيرة للمراقبة المستمرة. الشفاء من جراحة القلب المفتوح يتطلب وقتًا وصبرًا، مع التركيز على الراحة وتجنب الإجهاد. يتم أيضًا إعطاء المريض برنامجًا تأهيليًا لمساعدته على استعادة قوته وصحته بشكل تدريجي.
حديثاً ظهرت تقنيات أكثر حداثة وتعددت انواع جراحة القلب، وذلك باستعمال مناظير القلب والجراحات طفيفة التوغل، واقتصر اللجوء إلى جراحة القلب المفتوح في معظم الحالات على جراحة ترقيع الشرايين التاجية.
والمقصد من عملية القلب المفتوح هو علاج الخلل والمرض المُلِمُّ بالمريض والتخلص من تبعاته، وتبلغ نسبة نجاح العملية في علاج المرض دون التعرض لمضاعفات العملية ما يزيد عن 95% وتصل إلى 98% في كثيرٍ من الحالات.
من أنواع جراحة القلب بتقنياتٍ مغايرة للقلب المفتوح ما يلي:
- تغيير الصمام الميترالي بالمنظار
- توسيع الشرايين التاجية بالقسطرة البالونية
- جراحة القلب بالمنظار
- دعامات الشرايين التاجية واستعمال القسطرة القلبية في علاج العديد من أمراض القلب.
تعرف على: الفرق بين الدعامة و القلب المفتوح
وتختلف نسبة نجاح عملية القلب المفتوح باختلاف المرضى وحالتهم الصحية ومدى ملائمتهم للجراحة، ومعاناتهم من مختلف الأمراض المزمنة ونحو ذلك، كما يتوقف الأمر كذلك على نوع المرض ودرجة تقدمه.
قد يهمك أيضاً: جراحة القلب بالليزر
مخاطر عملية القلب المفتوح
يؤثر التعرض لمخاطر جراحة القلب المفتوح المختلفة على نسبة نجاح الجراحة، وتتفاوت في مدى انتشارها وخطورتها، ويمكن أن تؤثر الإصابة بتلك المضاعفات على كم يعيش الإنسان بعد عملية القلب المفتوح ، وتشمل مخاطر عملية القلب المفتوح:
- النزيف.
- ألم بالصدر.
- التهاب رئوي.
- صعوبة بالتنفس.
- التعرض للعدوى.
- السكتة الدماغية.
- اضطراب نظم القلب.
- تكون جلطات دموية.
- التعرض لنوبة القلبية .
- قصور بالرئتين أو الكلى.
- تشوش بالوعي أو الذاكرة.
- الاندحاس القلبي (اندحاس التامور).
- انفصال العظام في أثناء الالتحام بعد العلمية.
- الوفاة.
الأعراض بعد عملية القلب المفتوح
كما من أنه من المتوقع بعد الجراحة ظهور العديد من الأعراض الطبيعية بعد عملية القلب المفتوح، بما يشمل:
- اضطراب درجة الوعي والهذيان و الهلاوس بعد عملية القلب المفتوح .
- ضيق التنفس بعد عملية القلب المفتوح هو نتيجة مزيج من الأسباب، فعملية القلب المفتوح تؤثر على آلية التنفس الطبيعية؛ نتيجة الضغط على الحجاب الحاجز أو الغشاء البللوري المحيط بالرئة، وانكماش الرئة، الأمر الذي يستغرق بعض الوقت ليعود إلى طبيعته، إلا أنه في بعض الحالات قد يكون الألم غير طبيعي.
- الشعور بالدوخة بعد عملية القلب المفتوح، والذي قد يكون أحد التوابع الطبيعية المصاحبة لجراحة القلب المفتوح، حالها كحال التعب والإرهاق والشعور بالألم بعد عملية القلب المفتوح.
- كما ان انخفاض ضغط الدم بعد علمية القب المفتوح، قد يكون طبيعياً كأحد توابع العملية، نتيجة تناول الأدوية ونحو لك، كما قد يكون أيضاً نتيجة أحد المشاكل بعد العملية.
في بعض الأحيان قد يكون ظهور تلك الأعراض غير طبيعيٍ، وذلك كضيق التنفس، أو ظهور الهلاوس والعته والخرف؛ وهو ما قد ينشأ نتيجة تكون الجلطات على سبيل المثال، ومن هنا في حال ظهور أحد تلك المضاعفات أو الأعراض الغير طبيعية تنبغي مراجعة الطبيب للتغلب على تلك المضاعفات.
مختلقف تلك المضاعفات طبيعيٌ وليس له تاثير أو علاقة بـ نسبة نجاح عملية القلب المفتوح، إلا أنها تؤثر بصورة مباشرة على صحة المريض وقد تودي بحياته أحياناً بالرغم من نجاح العملية.
خطورة عملية القلب المفتوح
هل عملية القلب المفتوح خطيرة ؟ وما مدى خطورة عملية القلب المفتوح؟
عملية القلب المفتوح هي آمنة في العموم و لكن قد تشكل خطورة معينة على بعض المرضى. هذه العملية تتطلب فتح الصدر بالكامل للوصول إلى القلب، مما يجعلها تحمل مخاطر متعددة. بالإضافة إلى ذلك، فإن فترة الشفاء بعد العملية قد تكون طويلة وصعبة، وتتطلب رعاية خاصة لضمان التعافي الكامل والسليم.
من المخاطر الرئيسية لعملية القلب المفتوح، مشاكل التنفس والعدوى. نظرًا لأن الجراحة تشمل فتح القفص الصدري، فإن المرضى معرضون لخطر الإصابة بعدوى في موقع الجراحة. كما أن المرضى قد يواجهون صعوبة في التنفس بعد العملية، مما يتطلب في بعض الأحيان استخدام أجهزة مساعدة على التنفس لفترة.
إضافةً إلى ذلك، هناك خطر التعرض لمضاعفات مرتبطة بالتخدير العام وفقدان الدم. التخدير العام ضروري لإجراء العملية، لكنه يحمل مخاطره الخاصة، بما في ذلك ردود فعل سلبية قد تؤثر على القلب والرئتين. كذلك، قد يعاني بعض المرضى من فقدان دم كبير أثناء الجراحة، مما يتطلب نقل دم ويزيد من خطر الإصابة بالعدوى.
أخيرًا، يجب على المرضى وأسرهم أن يكونوا على دراية بأن عملية القلب المفتوح قد تؤدي إلى تغييرات طويلة الأمد في نمط الحياة. الحاجة إلى الالتزام ببرنامج إعادة تأهيل قلبي، وتعديل النظام الغذائي، وممارسة الرياضة بانتظام، كلها جوانب حيوية لضمان الشفاء الأمثل وتجنب المشاكل المستقبلية. لذا، من الضروري التحضير الجيد والمتابعة الدقيقة مع الفريق الطبي لتقليل هذه المخاطر
نسبة نجاح جراحة القلب المفتوح لكبار السن
ذكرنا أنه مما يؤثر على نسبة نجاح عملية القلب المفتوح هي عوامل الخطورة الخاصة بالمريض، من أمراضٍ مزمنة، وعمر المريض وتقدم المرض ونحو ذلك.
لماذا الحديث عن كبار السن؟؟
التقدم في العمر يكون مصحوباً بالعديد من المشاكل الصحية والضعف البدني العام، فمن الشائع إصابة كبار السن بارتفاع ضغط الدم؛ والذي له تأثير على القلب والصحة العامة للجسم، كذلك مرض السكري الذي يتسبب في العديد من المشاكل كصعوبة التئام الجروح وسهولة التعرض للعدوى، بالإضافة إلى مشاكل نفسية وعصبية وأمراض الأورام والعظام والرئة وغيرها من المشاكل.
كل هذه الأمور تؤثر بشكل مباشر على التعافي من عملية القلب المفتوح وكذلك على احتمالية التعرض للمضاعفات والمخاطر بعد العملية، ولهذا كان السؤال عن عملية القلب المفتوح لكبار السن وعن مدى ملاءمتها للمرضى من كبار السن وعن البدائل المتاحة لها.
والسؤال ليس متعلقاً بإمكانية إجراءها من عدمه، إذ أن الجراحة تناسب كبار السن، ولكن الحديث متعلق بخطر إجراء العملية.
في إحدى الدراسات التي أجريت على كبار السن لتقييم مدى خطورة العملية عليهم (وكانت العملية لتغيير مسار الشرايين التاجية)، انخفضت نسبة نجاح العملية إلى 90% مقارنة ب 98% عند إجراءها للمرضى الأصغر سناً.
نسبة نجاح عملية القلب المفتوح لمرضى السكر
تشكل الإصابة بمرض السكري العديد من المخاطر والمضاعفات عند إجراء عملية القلب المفتوح لمرضى السكر، وتشمل:
- ضعف وبطئ التئام الجروح.
- متلازمة فرط الأزمولية السكري.
- الإصابة بالعدوى في موضع الجرح.
- الحُماض الكيتوني السكري diabetic ketoacidosis.
- اضطراب نسبة المعادن الأيونية في الجسم كالصوديوم والبوتاسيوم.
- يكون المرض عرضة أكثر للأنواع الأخرى من العدوى كالالتهاب الرئوي وعدوى المسالك البولية.
اقرأ أيضاً: السكر و مرض القلب
كل تلك العوامل المذكورة تساهم في تحديد نسبة نجاح عملية القلب المفتوح، وكما نوَّهنا فإن مضاعفات عملية القلب المفتوح هي مخاطر قد تنتج عن العملية وتؤثر على صحة المريض وتُهدد حياته، بالرغم من نجاح العملية في علاج مشكلته وما أَلمَّ به من مرض.
وفيما يلي أبرز العوامل التي لها كبير الأثر في ارتفاع نسبة نجاح عملية القلب المفتوح، ومن توافرت فيهم تلك الصفات هم أنسب الأشخاص لإجراء الجراحة:
- المرضى من غير المدخنين.
- الغير مصاببن بالسمنة المفرطة.
- المرضى الأصغر من ثمانين عاماً.
- المرضى ممن يتمتعون بصحة عامة جيدة.
- ذوي العزم والقدرة على استبدال العادات اليومية والغذائية الضارة بأخرى أكثر صحية.
أما المرضى المصابين بأمراضٍ مزمنةٍ كالسكري وأمراض الرئة، أو من تخطت أعمارهم السبعين عاماً، وكذلك المدخنون هم ذوي فرصٍ أقل في نجاح جراحة القلب المفتوح.
طالع أيضاً: نصائح قبل عملية القلب المفتوح
إذاً فما هي نسبة نجاح العملية؟
نسبة نجاح عملية القلب المفتوح في المتوسط العام تبلغ 98% بالمائة، ولكنها قد تختلف قليلاً باختلاف العديد من العوامل كما ذكرنا، كعمر المريض وحالته الصحية وتقدم المرض، كما أنه من الجدير بالذكر أن جراحات القلب طفيفة التوغل تمتاز كذلك بنسب نجاح مرتفعة، إلا أن بعض طرق المعالجة قد تتطلب إعادة العملية بعد فترةٍ من الزمن، كإصلاح صمامات القلب، أو توسيع الشرايين التاجية بالبالون وكذلك مع تركيب دعامات القلب.
وتحديد نسبة نجاح عملية القلب المفتوح على وجه التحديد يجريه الطبيب قبل العملية بعد إطلاعه على حالة المريض العامة وفق مقاييس دولية تعتمد على البيانات الخاصة بمختلف المرضى.
فيديوهات هامة
الخاتمة
عملية القلب المفتوح هي إجراء جراحي يتطلب مهارة عالية وتقنيات متقدمة، وتعد من العمليات الكبرى في مجال الطب. تهدف هذه العملية إلى إصلاح أو استبدال صمامات القلب التالفة، تصحيح عيوب القلب الخلقية، أو إجراء عمليات الشرايين التاجية. مع التطورات التكنولوجية والطبية، شهدت نسبة نجاح عملية القلب المفتوح تحسنًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة.
التحضير لعملية القلب المفتوح يتطلب فحوصات دقيقة وتقييم شامل للحالة الصحية للمريض. يجب على المرضى اتباع تعليمات الطبيب بدقة لضمان أفضل النتائج. يشمل التحضير التوقف عن التدخين، تعديل النظام الغذائي، وممارسة التمارين البدنية بانتظام. هذه الخطوات مهمة لتقوية الجسم وزيادة فرص نجاح العملية.
خلال العملية، يتم استخدام تقنيات متطورة لدعم وظائف القلب والرئتين، مما يسمح بإجراء العملية على قلب غير نابض. يعتبر الفريق الطبي المتخصص والخبرة العالية للجراحين من العوامل الرئيسية لنجاح العملية. بعد الجراحة، يخضع المرضى لفترة تعافي تتطلب رعاية طبية مكثفة لمنع المضاعفات وضمان تعافي سريع.
نسبة نجاح عملية القلب المفتوح تتجاوز الـ 95% في العديد من المراكز الطبية حول العالم، مما يعكس التقدم الكبير في هذا المجال. النتائج طويلة الأمد تعتمد على عدة عوامل بما في ذلك الحالة الصحية للمريض قبل العملية ومدى التزامه بتوجيهات ما بعد الجراحة. مع الرعاية الصحية المناسبة والمتابعة الدورية، يمكن للمرضى العودة إلى حياتهم الطبيعية، مما يؤكد على أهمية هذه العملية في إنقاذ الأرواح وتحسين جودتها.
تجارب المرضى الأعزاء