الحمل مع أمراض القلب

أستاذ دكتور/ ياسر النحاس

يمثل الحمل مع أمراض القلب عبئًا على القلب، وذلك لأن حجم الدم يزداد في أثناء فترة الحمل بمعدل 30-50%، إضافة لازدياد معدل ضربات القلب، كما أن القلب يحتاج إلى أن يضخ الدم لكل من الأم والجنين معا، إضافة إلى زيادة وزن الجسم نتيجة وجود الجنين في الرحم، ويضاف إلى هذا الجهد الواقع على عضلة القلب خلال الولادة، كل هذه الأمور تشكل حملا زائدا على عضلة القلب مما يستدعي أن يكون القلب في حالة جيدة.

كثير من حالات الحمل مع أمراض القلب تكون آمنة وخالية من المشاكل وتلد فيها الأمهات أطفالا بلا أية عيوب خلقية، إلا أن بعض حالات الحمل مع أمراض القلب قد تشكل خطرًا على كلٍ من الأم أو الجنين.

الحمل مع أمراض القلب

 

الحمل مع أمراض القلب المختلفة

العديد من أمراض القلب المختلفة لا تمثل مشاكل مع الحمل مثل ارتجاع الصمام الميترالي، والبعض الآخر قد يمثل خطرًا على الأم أو الجنين أو يكون ممنوعًا في بعض الحالات لخطورته على صحة الأم مثل الحمل في ظل فشل عضلة القلب الحاد.

توجد العديد من أمراض القلب التي قد ينتج عنها مضاعفات أثناء الحمل مثل:

 

 وإليك العديد من أمراض القلب التي  ينصح بالبعد عن الحمل في ظل الإصابة بها وذلك تجنبا للمخاطرة وتفادي المشاكل التي قد تنتج عنها، وهي:

  • ارتفاع الضغط الرئوي الحاد pulmonary hypertension
  • بعض العيوب الخلقية مثل: تضيق الأبهر Coarctation of Aorta
  • تضيق صمام الشريان الأورطي الحاد Severe Aortic stenosis
  • ضيق الصمام الميترالي الحاد Severe Mitral stenosis
  • اعتلال عضلة القلب خلال إحدى مرات الحمل السابقة 
  • فشل عضلة القلب المتوسط أو الحاد Moderate or severe heart failure

 

قد تكون حالة المرأة الصحية لا تسمح بالحمل مع أمراض القلب تلك، إلا أن الأمر يتوقف على رأي الطبيب وتقييمه لحالة المرأة وشدة المرض وغيرها من العوامل المختلفة ، وقد يؤدي الحمل مع أمراض القلب إلى حدوث مشاكل مختلفة مثل:

  • سكتة دماغية 
  • اضطراب نظم القلب
  • استسقاء الرئة
  • الولادة المبكرة
  • ولادة الطفل بعيوب خلقية في القلب؛ إن كانت الأم مصابة بها

اقرأ أيضا: السعال المصحوب بالدماء وأعراض استسقاء الرئة

هل هناك فرصة في الحمل مع أمراض القلب؟

الأمومة هي الحلم الذي يراود كل امرأة، ولكن هناك بعض الفئات من النساء اللاتي لم يحالفها الحظ في الفوز بتلك الفرصة، فهل الحمل مع أمراض القلب ممكن؟

القرار الأول والأخير في إجابة هذا السؤال يرجع إلى الطبيب المعالج الذي يقيم الحالة بناء على ما يراه، إلا أن الحمل ليس مستحيلا في العموم مع أمراض القلب.

مع بعض الحالات قد يستدعي الحمل مع أمراض القلب مجرد إجراءات بسيطة أو وصف أدوية معينة للتحكم في المرض، وفي بعض الأحيان الأخرى قد يشكل الحمل خطرا على صحة كل من الأم والجنين.

الحمل مع أمراض القلب | كيف أحصل على حمل آمن ؟

للحصول على فرصة آمنة في الحمل مع أمراض القلب، يمكنك اتباع الآتي:

  • استشارة الطبيب عند الرغبة في الحمل، وذلك لإبلاغك بمدى ملائمة حالتك الصحية للحمل، واتخاذ الإجراءات العلاجية المناسبة قبل بدء الحمل.
  • اجتناب التعرض للعوامل التي قد تزيد من خطورة الحمل أو فرص الإصابة بأمراض أخرى، مثل ارتفاع الكوليسترول في الدم أو ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع السكر في الدم.
  • تناول غذاء صحي غني بالمواد الغذائية المفيدة للسيدات الحوامل.
  • البعد عن التدخين وشرب الكحوليات.
  • التقليل من التوتر ومن الأنشطة التي تزيد من الجهد الواقع على عضلة القلب.
  • المتابعة الدورية مع الطبيب المختص طوال فترة الحمل.
  • الانتظام على الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب والامتناع عن التوقف عنها أو تغييرها أو تناول أية أدوية أخرى طوال فترة الحمل دون الرجوع إلى الطبيب.

الحمل بعد عملية القلب المفتوح

هل توجد لدي فرصة في الحمل مع أمراض القلب بعد عملية القلب المفتوح؟

تُجرى عملية القلب المفتوح لعدة أسباب كاستبدال صمامات القلب وغيرها، أما إمكانية الحمل بعد عملية القلب المفتوح فتعتمد في الأساس على كفاءة عضلة القلب.

 

للمزيد من المعلومات اطلع على المقال التالي: ما هي جراحة القلب المفتوح؟

 

في العادة لا تمثل عملية القلب المفتوح عائقًا أمام الحمل، إلا أن الحمل بعد عملية القلب المفتوح يتطلب اتباع تعليمات الطبيب المختص والالتزام بالأدوية الموصوفة من قبل الطبيب.

وتكمن أهمية تلك الأدوية في الآتي:

  • تحسين كفاءة عضلة القلب وذلك تجنبا لحدوث فشل في عضلة القلب، وإمداد الجسم بالدم اللازم أثناء الحمل.

اقرأ أيضا: مقدمة عن فشل عضلة القلب

  • أدوية السيولة، منعًا لتكون جلطات دموية أو إذابتها بعد تكونها.

تُفضل الولادة الطبيعية مع حالات الحمل مع أمراض القلب، إلا أن الولادة القيصرية ليست ممنوعة منعًا باتًا.

الولادة القيصرية لمرضى القلب

هل الولادة القيصرية ممكنة لمرضى القلب؟

نعم الولادة القيصرية ممكنة لمرضى القلب، وتشير بعض الدراسات إلى أنه لا يوجد اختلاف كبير بين الولادة الطبيعية والولادة القيصرية لمرضى القلب، إلا أن بعض الدراسات تشير إلى أن الأفضل هو الاتجاه للولادة الطبيعية لمرضى القلب إذا كانت بالإمكان. إلا أن القرار النهائي يرجع إلى الطبيب المعالج.

في حالة عدم معاناة السيدة الحامل في أثناء الحمل مع أمراض القلب بأية مشاكل فغالبا لن تحتاج إلى رعاية خاصة بعد الولادة، فقط تكفي متابعة الحالة بعد انتهاء الولادة للاطمئنان على مرور الولادة بسلام.

في حالة تعرض المرأة بمشاكل أثناء الحمل مع أمراض القلب تحتاج متابعة استقرار حالتها الصحية من تشبع الأكسجين في الدم واحتياجها إلى نقل الدم واستقرار الدورة الدموية أثناء وبعد الولادة.

أعراض مرض القلب أثناء الحمل

هنالك العديد من الأعراض التي تظهر في أثناء الحمل والتي تتداخل مع أمراض القلب.

فعلى سبيل المثال الشعور بالإرهاق وازدياد معدل ضربات القلب أو الخفقان وصعوبة التنفس أو الرغبة في النوم؛ كلها أعراض تصاحب الحمل إلا أنها إما أن تكون طبيعية نتيجة كبر حجم الرحم وضغطه على الأحشاء الداخلية والرئتين ووزن الجنين أو تكون نتيجة أمراض القلب.

إذا زادت حدة هذه الأعراض عن المعتاد أو استمر الشعور بها خلال فترات الراحة دون بذل أي مجهود يعد ذلك دلالة على أمراض القلب وتنبغي مراجعة الطبيب بأسرع وقت.

هل مرض القلب يؤثر على الإنجاب؟

بناء على ما ذكرنا سابقًا فإن إمكانية الحمل مع أمراض القلب يتوقف على شدة المرض وذلك تفاديًا لحدوث أية مضاعفات قد تؤثر على صحة الأم أو الجنين.

أما بالنسبة للنساء اللاتي يعانين من العقم فعليهم التوجه إلى الطبيب المختص وذلك حتى يبدأ معهم خطة علاج العقم المناسبة لحالتها المرضية.

ضعف عضلة القلب والحمل

يوجد ارتباط وثيق بين كل من فشل عضلة القلب وارتفاع خطر الوفاة في النساء الحوامل، ولذا فمن الضروري على النساء المصابة بفشل عضلة القلب استشارة الطبيب أولًا قبل بدء الحمل لمعرفة مدى إمكانية الحمل وسلامة الأم.

تضخم عضلة القلب والحمل

لا يمثل تضخم عضلة القلب عائقًا كبيرًا أثناء الحمل ولا يتسبب في ارتفاع نسبة الوفيات بشكل ملحوظ مقارنة بفشل عضلة القلب. معظم النساء المصابة بتضخم عضلة القلب تبلي بلاء حسنا أثناء فترة الحمل، إلا أن استشارة الطبيب قبل الحمل لا تزال ضرورية وذلك لأن تضخم عضلة القلب في بعض الحالات قد يشكل خطرا على صحة الأم إضافة لأنه قد يسبب مشاكل صحية أخرى.

اقرأ أيضا: ما هو تضخم البطين الأيسر

ثقب القلب والحمل

ثقب القلب هو عيب خلقي ينتج عنه عدم انفصال حجرات القلب عن بعضها بشكل سليم في أثناء تكون الجنين.

قد يكون هذا الثقب بين كل من البطين الأيمن والأيسر، أو بين كل من الأذين الأيمن والأيسر، ويمكن علاجه جراحيًا.

تنبغي استشارة الطبيب قبل بدء الحمل وذلك لأن النساء المصابة بعيوب خلقية في القلب من المحتمل أن تلد أطفالًا بعيوب خلقية في القلب أيضًا إضافة لمشاكل صحية أخرى، إلا أن ذلك ليس قاعدة تُطبق على عمومها.

 

خلاصة موضوع الحمل مع أمراض القلب

لا يمكننا تعميم قرار موحد على جميع النساء بإمكانية الحمل من عدمه مع أمراض القلب، إلا أن الحمل مع أمراض القلب ممكن في بعض الحالات، ويعد خطرًا على صحة البعض الآخر، وذلك يختلف باختلاف نوع المرض وحدته والحالة الصحية العامة للسيدة المريضة.

القرار النهائي يعتمد على رأي الطبيب وتقييمه لحالة المريض.

 

أستاذ دكتور/ ياسر النحاس
استاذ جراحة القلب و الصدر - كلية الطب جامعة عين شمس. إستشاري جراحة القلب بمستشفيات دار الفؤاد ، السعودي الألماني، الجوي التخصصي بالتجمع، شفا، جولدن هارت و ويلكير
____________________
عضو الجمعية الأمريكية و الأوروبية لجراحة القلب
____________________
عنوان عيادة دكتور ياسر النحاس
١٥ شارع الخليفه المأمون-روكسي-مصر الجديده- امام سوق العصر– الدور التاسع
مواعيد العيادة:
السبت و الاربعاء: من الثانية إلى الخامسة مساءا
الحجز مسبق تليفونيا : 01150009625
____________________
أفضل دكتور جراحة قلب مفتوح في مصر (استفتاء الأهرام)
أفضل جراح قلب في مصر ( إستفتاء صدى البلد)
أستاذ دكتور/ ياسر النحاس on Facebookأستاذ دكتور/ ياسر النحاس on Linkedinأستاذ دكتور/ ياسر النحاس on Youtube
Share This Article
error: Content is protected !!