الضعف الجنسى: هل هو مؤشر على أمراض القلب ؟
تتشابه آليات الإصابة بأمراض القلب مع آليات الإصابة بالضعف الجنسى (العُنَّة)، و لكنه يسبق فى ظهوره أمراض القلب.
العُنَّة إن فقد القدرة على إبقاء العضو الذكرى منتصبا و بقوة كافية لإتمام عملية الجِماع ( ممارسة العلاقة الجنسية) قد يكون علامة تحذيرية مبكرة تُنذر بالإصابة الحالية أو المستقبلية بمتاعب فى القلب، و بالتوازى، فإن تلقى العلاج المناسب عند إصابتك بأحد أمراض القلب قد يساهم فى التغلب على هذا الخلل فى الإنتصاب. لذا عليك التعرف على العلاقة بين هاتين الحالتين و كيفية التعامل معهما.
ما هى كيفية ارتباط الضعف الجنسى مع أمراض القلب؟
كان الإعتقاد السائد فى الماضى أن تراكم الصفائح الدهنية فى شرايين جسدك (تصلب الشرايين) يؤدى إلى حدوث خلل فى الإنتصاب قبل الإصابة بأمراض القلب، و ذلك لأن ترسب هذه الصفائح يقلل من كمية الدم المغذى للعضو الذكرى (القضيب) و بالتالى يعجز عن أداء وظيفته.
أما فى الوقت الحالى، فلقد تغير تفسير الخبراء المختصين لكيفية الإصابة بهذا الخلل، إذ يُرجِعون ذلك إلى حدوث اضطراب فى وظائف الغشاء الداخلى المُبَطن للأوعية الدموية (الإندوثيليوم) و العضلات الملساء، مما يؤدى بدوره إلى نقص إمدادات الدم للقلب مع ضعف تدفقه إلى القضيب، كما يساهم هذا الإضطراب فى بطانة الأوعية الدموية فى حدوث تصلب الشرايين.
ما مدى قوة العلاقة بين الضعف الجنسى و متاعب القلب؟
قد لا يُشير الضعف الجنسى فى كل الحالات عن متاعب فى القلب، إلا أن الأبحاث توصى بضرورة إجراء فحص طبى للكشف عن أى مرض مستتر فى القلب لدى هؤلاء الرجال الذين يعانون من هذا الضعف دون سبب واضح، مثل تعرضهم للإصابة، أو عند غياب أعراض المتاعب القلبية لدى هؤلاء المرضى، و يجب إتمام هذا الفحص قبل الشروع فى علاجهم من هذه الحالة.
ما هى عوامل الخطورة؟
بالإضافة إلى اشتراك كل من الضعف الجنسى و أمراض القلب فى آلية حدوثهما، فهما يتقاسمان كذلك العديد من عوامل الخطورة و التى تتمثل فى:
- مرض السكر. الرجال المصابون بمرض السكر هم أكثر عُرضة لمخاطر الإصابة بكل من الضعف الجنسى و أمراض القلب.
- تناول التبغ. يؤدى التدخين إلى زيادة تعرضك لأمراض الشرايين و التى قد تؤدى أيضا إلى العجز الجنسى.
- تعاطى الكحوليات. إن الإفراط فى شرب الكحوليات يؤدى إلى الإصابة بأمراض القلب، و كذلك يساهم فى التعرض للعوامل المسببة لأمراض القلب مثل ارتفاع ضغط الدم و نسبة الكوليسترول، كما تتسبب الكحوليات فى فقد القدرة على انتصاب القضيب أى فى العجز الجنسى.
- ارتفاع ضغط الدم. بمرور الوقت، تتعرض بطانة الشرايين الداخلية للتلف من جَرَّاء ضغط الدم العالى، و من ثَمّ، تزداد سرعة إصابتها بأمراض الأوعية الدموية، من ناحية أخرى، قد تتسبب أيضا بعض أدوية علاج الضغط المرتفع مثل مُدِرات البول المحتوية على الثَيازَيْد فى المعاناة من هذا الخلل الإنتصابى.
- ارتفاع نسبة الكوليسترول. إن ارتفاع نسبة الكوليسترول فى الدم المحتوية على الدهون البروتينية المنخفضة الكثافة (الدهون السيئة) يؤدى إلى تصلب الشرايين.
- الفئة العُمرية. كلما تقدم بك السن، تطول المدة التى تسبق الإنتصاب كما تقل صلابة العضو الذكرى، من ناحية أخرى، لوحظ ازدياد مخاطر الإصابة بأمراض القلب لدى من يعانون من الضعف الجنسى ممن تقل أعمارهم عن الخمسين عاما، أى أنه كلما صغرت أعمار هؤلاء الرجال كلما ازدات مخاطر تعرضهم لأمراض القلب.
- البدانة. من الثابت أن ااكتساب الوزن أكثر من اللازم يساهم حتميا فى ازدياد تأثيرعوامل الخطورة على تدهور أمراض القلب.
- نقص الهرمون الذكرى (التِسْتُوسْتِيرون). كلما قلت نسبة الهرمون الذكرى لدى بعض الرجال، كلما ازدادت مخاطر إصابتهم بالعجز الجنسى و كذلك بأمراض القلب، مقارنة بمن يتمتعون بنسبة طبيعية من هذا الهرمون.
ما هى طرق علاج الضعف الجنسى الناشيئ عن أمراض القلب؟
إذا تراءى لطبيبك احتمال تعرضك لمخاطر الإصابة بأمراض القلب فعليك اتخاذ خطوات جادة لتغيير نمط معيشتك، و ذلك لأن اتباع أسلوب حياة صحى و صديق للقلب سيكون له مردود إيجابى فى الحفاظ أيضا على الحالة الصحية للقضيب، و من أجل تحقيق ذلك: كَثِّف من نشاطك البدنى، حافظ على الوزن الصحى، إمتنع عن التدخين، تناول الكحوليات باعتدال أو توقف تماما عن تعاطيها. أما إذا كانت الأعراض و الدلالات المرضية تنم عن مرض ذى خطورة بالقلب، فسيستوجب ذلك إجراء المزيد من الفحوصات الطبية أو تكثيف العلاج.
من ناحية أخرى، إذا كنت تعانى من كل من الضعف الجنسى و أحد أمراض القلب فعليك التحدث مع طبيبك لاستعراض اختيارات العلاج المتاحة، أما فى حالة تناولك أحد أدوية القلب المحتوية على مادة النترات، فاحذر من الإكثار من الأدوية التى تعالج الضعف الجنسى لديك حيث أن ذلك يمثل خطورة على حياتك.