إجراء عملية القلب المفتوح يتطلب بعدها فترة من الراحة التامة والنقاهة حتى تمر العملية دون أية مضاعفات، والسؤال الذي يشغل الناس عموما والرياضيين على وجه الخصوص متى أستطيع العودة إلى مزاولة الرياضة وأعود إلى ممارسة التمارين، وما هي تمارين بعد عملية القلب المفتوح المناسبة لوضعي الصحي؟
تمارين بعد عملية القلب المفتوح
في الواقع ليست ممارسة تمارين بعد عملية القلب المفتوح تهم الأشخاص الرياضيين فقط، وإنما هي مهمة بشكل عام لصحة الإنسان والوقاية من الأمراض المختلفة بما فيها أمراض القلب.
أما في حالة إجراء عملية القلب المفتوح فلا يمكن أداء الأنواع المختلفة من تمارين بعد عملية القلب المفتوح على إطلاقها، ولكن الأمر يتطلب شروطاً وظروفاً معينة.
تختلف طبيعة التمارين من شخص لأخر، وتلعب العوامل الآتية دوراً في تحديد طبيعة وشدة التمارين الممكن أدائها للمريض بعد عملية القلب المفتوح:
- طبيعة المرض والغرض الذي تمت من أجله الجراحة، مثل أن تكون من أجل ترقيع الشرايين أو تغيير الصمامات أو غيرهما
- كفاءة عضلة القلب
- تعاطي الجسم مع العملية ونتائج العملية
- معاناة المريض من أية مشاكل صحية أخرى
- حياة المريض الرياضية قبل أداء العملية
متى أتمكن من ممارسة الرياضة و تمارين بعد عملية القلب المفتوح
يشغل هذه السؤال العديد من الناس وخاصة الرياضيين منهم، ولكنني أريد أن ألفت الانتباه هنا إلى أن الأولوية هي للراحة والتعافي بعد العملية، حيث يعد ذلك ضرورياً للحفاظ على صحة المريض ونجاح العملية، ولكن هذا لا يعني منع ممارسة تمارين بعد عملية القلب المفتوح منعاً باتاً.
تكمن أهمية الراحة خلال الفترة التي تعقب إجراء الجراحة في أمرين:
-
تعافي عضلة القلب
حيث يحتاج القلب بعض الوقت ليتعافى من آثار العملية ليعود للعمل بكفاءته.
يساعد اتباع برامج التأهيل القلبي على تحسن كفاءة عضلة القلب، حيث يتم ضبط برنامج خاص لكل مريض من قبل الطاقم الطبي المعالج ويشتمل على نظام غذائي صحي وزيادة الوعي الصحي للمريض إضافة لتنظيم النشاط البدني المناسب لكل شخص والدعم النفسي له في حالة احتياج المريض لذلك.
-
التئام عظمة القص
يستلزم إجراء عملية القلب المفتوح شق عظام الصدر للقيام بالجراحة.
تتطلب عظمة القص فترة من الزمن للتعافى بشكل تام حتى يتمكن المريض من الاتكال عليها بشكل كامل كما كان مسبقاً.
يستلزم التحام عظمة القص العديد من الشهور لتلتحم بشكل كامل، إلا أن 75% منها يتعافى بشكل تام خلال الشهر الأول من الجراحة.
اقرأ أيضا: تجربتي مع عملية القلب المفتوح
مضاعفات قلة الحركة بعد عملية القلب المفتوح
تؤدي قلة الحركة بعد عملية القلب المفتوح إلى العديد من المضاعفات الصحية التي يمكن أن تؤثر سلباً على تعافي المريض. من أبرز هذه المضاعفات ازدياد خطر الإصابة بالجلطات الدموية. يحدث ذلك نتيجة لتباطؤ تدفق الدم في الأوردة، خاصة في الأطراف السفلية، مما يزيد من فرص تكون الجلطات. لذلك، ينصح الأطباء بإجراء تمارين خفيفة وتغيير وضعيات الجسم بانتظام لتحفيز الدورة الدموية.
بالإضافة إلى ذلك، تعتبر مشاكل الرئة من المضاعفات الشائعة لقلة الحركة بعد الجراحة. قد يتسبب البقاء لفترات طويلة دون حركة في تراكم السوائل داخل الرئتين، مما يؤدي إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي. لمنع ذلك، يُشجع المرضى على أداء تمارين التنفس والسعال العميق للمساعدة في تنظيف المسالك الهوائية وتحسين وظائف الرئة.
كما يمكن أن تؤدي قلة الحركة إلى ضعف العضلات وفقدان الكتلة العضلية، مما يطيل فترة التعافي ويقلل من قدرة المريض على العودة إلى أنشطته اليومية. يُعتبر النشاط البدني المنتظم والمعتدل جزءاً أساسياً من عملية التعافي، حيث يساعد في الحفاظ على قوة العضلات وتحسين اللياقة البدنية العامة.
أخيراً، تشمل المضاعفات الأخرى لقلة الحركة بعد عملية القلب المفتوح زيادة خطر الإصابة بالعدوى. يمكن أن يؤدي عدم الحركة إلى ضعف الجهاز المناعي، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للعدوى. لذلك، من المهم اتباع توجيهات الأطباء بشأن النشاط البدني والعناية الشخصية لتقليل خطر حدوث هذه المضاعفات وضمان تعافي أسرع وأكثر أماناً.
فترة التعافي من الجراحة وتمارين بعد عملية القلب المفتوح
خلال الأسابيع الستة الأولى بعد العملية يكون الشخص قادراً على بذل المجهود الخفيف كالمشي وصعود الدرج، ولكن عليك تجنب حمل أي شيء ثقيل.
يمكنك الاستحمام في هذه الفترة ولكن دون أن يصل شيئ من الماء إلى موضع الجرح حتى تحافظ على الجرح جافا، وذلك يلتئم الجرح بشكل كامل.
يمنع بعض الأطباء قيادة السيارة خلال الشهر الأول بعد العملية.
لمزيد من المعرفة اقرأ: الحياة بعد عملية القلب المفتوح
كيفية أداء التمارين بعد عملية القلب المفتوح
تختلف أنواع التمارين المسموح بها ومقدار أداءها من شخص لآخر وذلك وفق تحديد الطبيب، لما بين الناس من تفاوت في صحتهم وقدرتهم على التعافي بالإضافة للعوامل الصحية الأخرى والتي تتفاوت من شخص لآخر.
من خلال العناوين التالية سنذكر تمارين القلب بالصور والتي من الممكن أداؤها بعد عملية القلب المفتوح
-
المشي وصعود الدرج
خلال فترة الحجز في المستشفى قد يطلب الطبيب من المريض ممارسة نشاطات خفيفة كالمشي في ردهة المستشفى أو صعود الدرج.
ينبغي التدرج في ممارسة الأنشطة المختلفة حتى لا تمثل ثقلاً على القلب، إذا بدأت تشعر بالتعب أو انقطاع النفس عليك بأن تريح بدنك قليلاً.
أن تبدأ بالمشي أو صعود الدرج بعد العملية قد يكون صعباً في البداية وذلك من آثار الجراحة والأدوية الموصوفة بعدها، إلا أن الأمر سيصبح أكثر سهولة مع الوقت.
-
تحريك الكتف
اجلس بهذه الوضعية ثم قم برفع كتفك لأعلى ثم أرخها، وقم بتكرار ذلك عشر مرات.
في التمرين التالي قم بتحريك كتفك في حركة دائرية، للأعلى ثم للخلف ثم لأسفل.
أعد هذا في الاتجاه المعاكس.
-
تدوير الجذع
قم بالجلوس في هذه الوضعية.
أدر جذعك بهذا الشكل ناحية اليمين حيث يكون نظرك للأمام وظهرك مستقيماً،
ثم كرر هذا على الجهة المقابلة.
-
انحناء الجذع
بينما أنت تقوم بتثبيت جذعك، قم بالانحناء وأنت مرخٍ يديك، مرة لليمين وأخرى لليسار ببطء ومن غير تسرع.
-
تمرين المد والإطالة للصدر
اجلس مستقيمم الظهر ثم ضع يديك خلف رأسك.
حرك مرفقك للخلف قليلا برفق حتى تشعر بتمدده.
-
تمرين رفع اليد الأمامي
قم بالجلوس مستقيم الظهر، ثم ارفع يدك عالياً بحيث يكون باطن اليد مواجهاً لرأسك، ومرفقك بمحاذاة أذنك.
-
تمرين رفع اليد الجانبي
اجلس بنفس الوضعية السابقة، ثم قم بتثبيت يدك إلى جانبك في وضع مستقيم.
ارفع يدك لأعلى ثم أعد خفضها إلى نفس موضعها.
-
تمرين رفع اليد الخلفي
قم بإرجاع يدك إلى الخلف بنفس الشكل بالصورة، حيث يكون مرفق اليد مستقيماً.
-
تمرين القبضة الخلفي
قم بنفس التمرين السابق ولكن بعد وضع قبضتي اليدين معاً.
- التمارين السابقة يتم تكرار كل منها عشر مرات، وتؤدى مرتان يوميا.
- يمنع البدء في أداء هذه التمارين أو أية تمارين أخرى دون أخذ الإذن من الطبيب.
- يتم تحديد طبيعة التمارين المناسبة للمريض ومدتها من قبل الطبيب.
- يحظر على المريض رفع أي شيئ يزن أكثر من 4 كجم، كما عليه البعد عن دفع الأشياء الثقيلة أو أداء تمارين قاسية أو بشكل مفاجئ بالإضافة للقيام المفاجئ من الفراش، مما يؤثر على التئام عظمة القص أو على صحة عضلة القلب.
- ملحوظة: أسماء التمارين ليست أسماء علمية متفق عليها، وإنما هي أسماء لتوضيح المعنى
اقرأ أيضا:نصائح قبل عملية القلب المفتوح
عملية القلب المفتوح وتأثيرها على القدرة الجنسية للرجل
هنالك علاقة وثيقة بين كل من القلب وقدرة الرجل الجنسية على الانتصاب، وذلك لأن الانتصاب مبني على زيادة الإمداد الدموي للقضيب تحت تأثير مادة النيتريك أوكسيد.
وبالتالي فإن في الحالات الشديدة من أمراض القلب وضعف كفاءة عضلة القلب فإن ذلك يؤثر على وظائف الجسم الحيوية المختلفة بما فيها انتصاب القضيب وكمية الدم الواصل إليه.
وتعد ممارسة الجنس آمنة في العموم مع مرضى القلب ولا تشكل خطرا على صحتهم أو تتسبب في مضاعفات، ونادراً ما ينتج عن ممارسة الجنس في مرضى القلب أعراض لمرض القلب من آلام في الصدر أو نوبة قلبية وغيرهما.
هذا بالنسبة للجماع لمرضى القلب في العموم، أما بالنسبة للجماع بعد عملية القلب المفتوح فإن المريض يحتاج إلى عدة أسابيع من التعافي بعد العملية ليتمكن من الجماع حتى لا يؤثر ذلك على التئام عظمة القص أو على عضلة القلب.
ويرجع ذلك إلى تقييم الطبيب لحالة المريض وإن كان من المسموح له بممارسة الجنس أم عليه الانتظار فترة من الزمن ريثما تستقر حالته الصحية.
اقرأ أيضا: الزواج ومرض القلب
المشي بعد عملية القلب المفتوح
المشي من أول أنشطة الحياة بعد عملية القلب المفتوح التي يبدأ الشخص بممارستها، فبمجرد أن تنتهي العملية ويغادر الشخص المستشفى ينصح الأطباء المريض بالمشي لتحسين وإعادة تأهيل كفاءة عضلة القلب، وذلك وفق مقدار المشي الذي يحدده الطبيب.
فترة التئام العظام بعد عملية القلب المفتوح
يحتاج العظم لفترات طويلة حتى يلتحم بشكل كامل، وفي حالة القلب المفتوح يلتحم قرابة 75% من عظمة القص خلال الشهر الأول، وتلتئم النسبة الباقية على مدار الشهور التالية.
ينبغي على المريض أن يحرض على صحته وأن يستغل فترة التعافي في الراحة وألا يثقل على عظمة القص بأن يحمل أو يدفع شيئا ثقيلا أو حتى أن ينهض من الفراش بشكل مفاجئ.
الأدوية بعد عملية القلب المفتوح
بعد انتهاء الجراحة يستلزم الحال البدء في تناول العديد من الأدوية مثل أدوية السيولة ومسكنات الألم، كما عليك تجنب بعض الأدوية التي لا تتناسب مع الحياة بعد عملية القلب المفتوح.
ولمزيد من المعلومات اقرأ: الأدوية بعد عملية القلب المفتوح
النوم على الجنب بعد عملية القلب المفتوح
قد تشكل عملية القلب المفتوح بعض الصعوبات في وضعية النوم، وذلك لصعوبة الوصول لطريقة نوم مريحة ومناسبة في نفس الوقت، بعيداً عن الوضعيات التي قد تضغط على الجرح.
إليك بعض وضعيات النوم التي قد تساعدك:
- النوم على الظهر
قد يكون النوم على الظهر مريحا في حال إجراء العملية ومناسباً في نفس الوقت حيث لا يشكل ضغطاً أو حملاً على عظمة القص.
- النوم على الجانب
يمكنك أن تتجه إلى هذه الوضعية فهي أيضاً مريحة ومناسبة، ويمكنك أن تدعم ظهرك ببعض الوسائد من الخلف.
في حالة أردت النهوض من الفراش تجنب أن تقوم بشكل مباشر وسريع، انقلب أولاً إلى جانبك ثم انهض من الفراش حتى لا تتسبب في الضغط على الجرح.
إذا كنت تواجه مشاكل وصعوبات في النوم جرب اتباع الخطوات التالية:
- تجنب شرب الكافيين والمواد المنبهة
- جهز بيئة مناسبة للنوم
- تجنب التوتر والقلق خلال يومك
- حاول أن تتجنب قيلولة النهار
- إنشاء توازن بين لعب التمارين وأخذ قسط من الراحة قد يساعد أيضاً
- أخذ المسكنات في حال الشعور بالألم
- اتخاذ وضعية مريحة في النوم
أعراض تستدعي الانتباه
بعد الجراحة أو أثناء أداء تمارين بعد عملية القلب المفتوح يمكن أن تظهر عليك عدة أعراض والتي في بعض الأحيان تعد دلالة على وجود مشكلة معينة، بعض هذه الأعراض:
- ضيق شديد في التنفس
- خفقان شديد
- ألم شديد في الصدر (يشابه ألم النوبة القلبية)
- فقدان في الإحساس
- ضعف شديد في العضلات وشعور بالإرهاق الشديد
في حال ظهور تلك الأعراض بشكل مفاجئ واستمرار الشعور بها عليك استشارة الطبيب.
فيديو هام
خلاصة موضوع تمارين بعد عملية القلب المفتوح
- تمارين بعد عملية القلب المفتوح تعد مهمة وتساعد على التعافي من العملية
- استشارة الطبيب قبل البدء في أي نشاط تعد ضرورية لتحديد طبيعة التكارين المناسبة لكل مريض، وتاريخ البدء فيها
- ينبغي الاهتمام في حال ظهور أي أعراض غريبة والرجوع للطبيب إن استلزم الأمر
- ينبغي التمهل وعدم الاستعجال وأخذ فترة راحة كافية حتى تمر مرحلة التعافي من العملية بشكل سليم
تجارب المرضى الأعزاء