كيف يُؤثر مرض السكر على جسدك ؟ما هي مضاعفات مرض السكر ؟

أستاذ دكتور/ ياسر النحاس

مما لا شك فيه، أنّ مرض السكر يُحتّم عليك بذل الجهد للتحكم فيه، ولكن الأمر يستحق العناء، لأن تقاعُسك في السيطرة عليه سيجلب عليك وعلى العديد من أعضاء جسدك عواقب وخيمة، ناتجة من تأثير مضاعفات المرض على كل من:

  • القلب والأوعية الدموية
  • العيون
  • الكليتين
  • الأعصاب
  • اللثة والأسنان

القلب والأوعية الدموية

مضاعفات مرض السكر تُعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية أكثر المضاعفات شيوعاً لدى العديد من مرضى السكر غير القادرين على الحفاظ على معدل السكر بالدم في المستوى الآمن؛ إذ تتزايد لديهم بمقدار الضعف الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية مقارنة بالحالات القادرة على السيطرة على المرض.

ومن ناحية أخرى يؤدي تلف الأوعية الدموية والأعصاب إلى حدوث التهابات بالقدم؛ قد تنتهي بالبتر. ولقد ثبُت تزايد معدلات عمليات بتر القدم والساق بسبب هذه الالتهابات، عشرة أضعاف لدى مرضى السكر، أكثر من غير المصابين به.

الأعراض: قد لا ينتبه المريض إلى وجود أي أعراض تحذيرية أو يستشعر أي إشارات مُسبقة تنُمّ عن الخطر قبل تعرضه إلى الأزمة القلبية أو السكتة الدماغية. كذلك قد يعاني المريض من تقلصات في الساقين أو ضعف الإحساس بهما؛ أو تغيّر في لون الجلد، إذا ما أصيبت الأوعية الدموية الرئيسية المغذية للساقين بالتغيرات الناجمة عن مرض السكر.

ومن المُبشّر أن الدراسات قد أثبتت بالفعل إمكانية منع حدوث مضاعفات لمرض السكر في القلب، نهائياً، أو إيقاف تدهورها إلى الأسوأ في حالة حدوثها، وذلك إذا ما تمت السيطرة على المرض.

العيون

مرض السكر هو السبب الرئيسي لضعف الإبصار لدى الشباب في الفترة العمرية من ٢٠ إلى ٧٤ عاماً في الولايات المتحدة الأمريكية، وله الكثير من المضاعفات التي قد تتفاقم لتصل إلى حد العمى إذا لم تتم السيطرة عليه. وتشتمل هذه الأعراض على:

  • الجلوكوما (أي ارتفاع ضغط العين)
  • الكتاركت (المياه البيضاء)
  • التغيرات السكرية بالشبكية

الأعراض: ضعف الإبصار، العمى، ألم بالعين. يعاني المريض من هذه الأعراض كنتيجة لحدوث المضاعفات.

ومن المُبشّر أنه يمكن الحيلولة دون حدوث فقد للإبصار بدرجة كبيرة، تصل نسبتها إلى حوالي ٩٠٪ إذا ما داوم المريض على إجراء الفحص الدوري لقاع العين بصورة منتظمة؛ وكذلك إذا ما تم العلاج المُبكّر لأي من هذه الأعراض بمجرد ظهورها.

أمراض الكُلى

يعتبر مرض السكر السبب الرئيسي في حدوث حوالي نصف حالات الفشل الكُلوي بالولايات المتحدة الأمريكية.

الأعراض: في بادئ الأمر قد لا يشعر المريض بحدوث أي تغيرات في الجسم أو يعاني من أي شكوى، ولكن مع تقدم المرض يظهر تأثر الكُلى الجلي، في صورة تورم أو انتفاخ بالقدمين أو بالساقين.

ومن المُبشّر أنه بتناول الأدوية المُخفّضة لضغط الدم (حتى وإن كان المريض غير مصاب به)، يمكن تلافي حدوث الفشل الكُلوي بنسبة ٣٣٪.

الأعصاب

يؤدي الارتفاع المزمن في مستوى السكر بالدم إلى تأثر أعصاب الجسم، لدى حوالي ٧٠٪ من المرضى؛ على النحو التالي:

  • الإلتهاب السكري للأعصاب الطرفية: يتسبب للمريض في حدوث ألم وشعور بالحرقة، أو فقد الإحساس في القدمين؛ الذي يبدأ عادة في الأصابع. وقد يصيب أيضاً هذا الالتهاب اليدين أو يمتد إلى باقي أعصاب الجسم الطرفية.
  • الإلتهاب العصبي الذاتي: ينجم هذا النوع نتيجة تأثر الأعصاب، المُنظّمة لأداء أعضاء الجسم الداخلية.

الأعراض: وتشتمل على متاعب جنسية، أو متاعب في الهضم المسماة “وهن الهضم”، قلة أو انعدام الإحساس بامتلاء المثانة البولية، الشعور بالدوار، الإغماء، وكذلك عدم إدراك انخفاض مستوى السكر بالدم دون المعدل الآمن.

ومن المُبشّر أنه توجد عدة وسائل لعلاج ما قد تشعر به من آلام نتيجة التهابات أعصاب الجسم الطرفية الناجمة عن مرض السكر؛ إذ يمكن لطبيبك تخفيفها عن طريق وصف مضادات الاكتئاب التي تمنع حدوث التشنجات العصبية (المسماة مضادات الصرع)، أو وصف دهان أو لاصق على الجلد، أو تركيب جهاز يحفز الأعصاب على النشاط، يطلق عليه TENS أي “التنشيط الكهربائي للأعصاب عن طريق الجلد”.

اللثة

يؤدي مرض السكر إلى تزايد مخاطر الإصابة بأمراض اللثة.

الأعراض: تتمثل في احمرار وتورم اللثة، أو قد يحدث النزف بسهولة.

ومن المُبشّر أنه يمكن تفادي تعرضك لكافة مضاعفات مرض السكر مثل التهابات اللثة وفقد الأسنان، إذا أمكنك الحفاظ المستمر على مستوى السكر بالدم، مع حرصك الدائم في نفس الوقت على الكشف الدوري عند طبيب الأسنان بصورة منتظمة، والعناية اليومية بأسنانك: أي التنظيف بفرشة الأسنان بعد الوجبات، واستعمال الخيط المُنظّف للأسنان؛ ثم شطفها بغسول مُطهّر للفم.

تأثير مرض السكر على الجهاز الهضمي

يمكن أن يؤثر مرض السكر على الجهاز الهضمي بطرق متعددة. يمكن أن يسبب تأخر في تفريغ المعدة، مما يؤدي إلى الشعور بالغثيان والانتفاخ. هذا يمكن أن يجعل من الصعب التحكم في مستويات السكر في الدم.

بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني بعض المرضى من مشاكل في الأمعاء مثل الإمساك أو الإسهال. هذا يمكن أن يكون ناتجًا عن تأثير السكر على الأعصاب التي تتحكم في حركة الأمعاء.

من الضروري لمرضى السكر الاهتمام بنظامهم الغذائي والحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن النطاق الطبيعي لتجنب هذه المشاكل. العلاج المبكر والتحكم الجيد في السكر يمكن أن يقلل من التأثيرات السلبية على الجهاز الهضمي.

تأثير مرض السكر على الصحة النفسية

يمكن أن يكون لمرض السكر تأثير كبير على الصحة النفسية للفرد. يمكن أن يسبب الشعور بالإجهاد والقلق بسبب التحديات المستمرة في إدارة المرض. يمكن أن يؤدي هذا إلى الاكتئاب إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح.

الدعم النفسي والاجتماعي مهم جداً لمرضى السكر. يمكن أن يساعد العلاج النفسي والاستشارات في تحسين الحالة النفسية وتقليل الشعور بالإجهاد. الانخراط في مجموعات الدعم يمكن أن يكون مفيدًا جدًا.

العناية بالصحة النفسية تعتبر جزءاً لا يتجزأ من إدارة مرض السكر. من المهم للمرضى الحصول على الدعم اللازم والاعتراف بأهمية الصحة النفسية في تحسين جودة الحياة.

تأثير مرض السكر على الجلد

يؤثر مرض السكر على الجلد بعدة طرق. يمكن أن يسبب جفاف الجلد وزيادة خطر الإصابة بالعدوى. الجلد الجاف يمكن أن يتشقق ويسبب الحكة، مما يزيد من خطر العدوى البكتيرية.

من الشائع أن يعاني مرضى السكر من مشاكل في التئام الجروح. هذا يمكن أن يؤدي إلى تقرحات مزمنة، وخاصة في القدمين. يجب على المرضى مراقبة جلدهم بانتظام وتجنب الإصابات.

الحفاظ على رطوبة الجلد واستخدام المرطبات المناسبة يمكن أن يساعد في تجنب الجفاف. العناية الجيدة بالجروح واستشارة الطبيب عند الضرورة يمكن أن تقلل من مخاطر المضاعفات الجلدية.

تأثير مرض السكر على العظام والمفاصل

يمكن أن يؤثر مرض السكر على صحة العظام والمفاصل. يمكن أن يسبب ضعف في العظام وزيادة خطر الإصابة بالكسور. هذا يعود إلى التأثير السلبي للسكر العالي على قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يعاني مرضى السكر من مشاكل في المفاصل مثل التهابات المفاصل. هذا يمكن أن يسبب الألم والتورم وصعوبة في الحركة.

للحفاظ على صحة العظام والمفاصل، يجب على المرضى تناول غذاء غني بالكالسيوم وممارسة التمارين الرياضية بانتظام. يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي والأدوية المضادة للالتهابات في إدارة الأعراض.

تحمّل مسئولية الإعتـناء بمرضك!

القدم السكريه قد يستلزم الأمر إجراء تغيير طفيف فقط، في أسلوب المعيشة لدى بعض مرضى السكر؛ من أجل الحفاظ على معدل السكر في الدم عند المستوى الآمن، ومن ثمّ يمكنهم الإتقاء من الإصابة بمضاعفات المرض؛ أو التخلص منها عند حدوثها، بينما يضطر المرضى الآخرون إلى اللجوء إلى استعمال الأدوية لمنع تدهور هذه المضاعفات.

يهدف علاج مضاعفات مرض السكر في المقام الأول؛ إلى التخفيف من وطأة التلف الذي تسببه على أعضاء الجسم؛ أو محو آثاره قدر المستطاع، عن طريق الأدوية أو الجراحة أو البدائل الأخرى.

واعلم عزيزي المريض، أن أفضل الطرق لإبطاء وتيرة مضاعفات مرض السكر في جسدك؛ هي الحفاظ على معدل السكر في الدم عند المستوى الطبيعي، وتناول الطعام الصحي، وممارسة التمارين الرياضية باتنظام، وكذلك علاج ارتفاع كل من ضغط الدم والكولسترول.

تجارب المرضى الأعزاء

أستاذ دكتور/ ياسر النحاس
استاذ جراحة القلب و الصدر - كلية الطب جامعة عين شمس. إستشاري جراحة القلب بمستشفيات دار الفؤاد ، السعودي الألماني، الجوي التخصصي بالتجمع، شفا، جولدن هارت و ويلكير
____________________
عضو الجمعية الأمريكية و الأوروبية لجراحة القلب
____________________
عنوان عيادة دكتور ياسر النحاس
١٥ شارع الخليفه المأمون-روكسي-مصر الجديده- امام سوق العصر– الدور التاسع
مواعيد العيادة:
السبت و الاربعاء: من الثانية إلى الخامسة مساءا
الحجز مسبق تليفونيا : 01150009625
____________________
أفضل دكتور جراحة قلب مفتوح في مصر (استفتاء الأهرام)
أفضل جراح قلب في مصر ( إستفتاء صدى البلد)
أستاذ دكتور/ ياسر النحاس on Facebookأستاذ دكتور/ ياسر النحاس on Linkedinأستاذ دكتور/ ياسر النحاس on Youtube
Share This Article
error: Content is protected !!