تدلي الصمام التاجي الذي يقلق المرضى هل هو بهذه الخطورة؟

أستاذ دكتور/ ياسر النحاس
X-ray of human body with internal organs illustration

[ez-toc]

الصمام التاجي أو صمام القلب الميترالي، الصمام الذي يمثل دوراً هاماً في دورة القلب وقيامه بوظيفته الحيوية، ولكن ماذا قد يصيب هذا الصمام من خلل أو قصور؟ تحدثنا مسبقاً عن أمراض الصمام الميترالي، إلا أننا لم نذكر الكثير عن تدلي الصمام التاجي.

ما هو مرض تدلي الصمام التاجي

صُمِمَت صمامات القلب بحيث تنفتح وتنغلق بما يحدد مسار الدم داخل القلب، فينفتح الصمام ليمر الدم عبره إلى البطين الأيسر من القلب، ثم ينغلق ليضخ القلب هذا الدم إلى مختلف أعضاء الجسم.

يصيب الصمام التاجي مرضان رئيسيان؛ وهما إما ضيق الصمام الميترالي، أو ارتجاع الصمام الميترالي، ولكل منهما أسبابه التي تقف خلف حدوث ذلك المرض.

إذ إن ضيق الصمام الميترالي قد ينتج إثر ترسب بعض المركبات عليه أو نتيجة التحام شريفات الصمام مما ينقص من المساحة المتبقية للدم ليمر عبرها.

بينما ارتخاء تلك الشريفات أو تدليها وما يعرف بتدلي الصمام التاجي ذلك وهن في قوة تلك الشريفات، بما ينقص كثيراً من قوة انغلاقها أثناء انقباض القلب، ومن ثمَّ ترتجع نسبة من الدم إلى الأذين الأيسر مرة أخرى أثناء انقباض القلب.

إليك هنا عدداً من النصائح لمرضى ارتجاع الصمام الميترالي 

تدلي الصمام التاجي عند الأطفال

انسدال التاجي عند الأطفال عادةً لا يكتشف قبل بلوغ الطفل سن المراهقة، وتعرف هذه الحالة باسم متلازمة ارتخاء أو تدلي الصمام الميترالي.

تدلي الصمام الخلقي

هي ذاتها المتلازمة السابقة التي يولد بها الأطفال، وهي من الأمراض النادرة، وقد يكون السبب في ذلك هو إصابة الطفل بمتلازمة أخرى مثل متلازمة مارفان أو مرض جريفز. 

وفيما يخص أمراض الصمام الميترالي على العموم فهي مرض ملازم للمريض حتى تغيير الصمام أو إصلاحه، إلا أن معظم المرضى بهذه الأمراض لا تمثل خطورة على حياتهم إلا في حالات معينة يقيمها الطبيب.

اقرأ من هنا عن: ما هى أسباب إرتجاع الصمام الرئوى

 الفرق بين ارتجاع وارتخاء الصمام الميترالي

عملية ارتجاع الصمام الميترالي تعني حدوث تسرب للدم من خلال الصمام وانتقال كميات من الدم من البطين إلى الأذين الأيسر نتيجة عدم انغلاق الصمام بإحكام.

أما ارتخاء الصمام الميترالي فمعناه ارتخاء شرفات الصمام المسؤولة عن إغلاق الصمام، ما يعني أن الصمام لا يزال مغلقاً ولكن الشرفات صارت أكثر ليونة وارتخاءً عن وضعها الطبيعي وبالتالي ضعف قدرتها على إغلاق الصمام بإحكام.

مع ارتخاء الصمام قد تتحرك الشرفات من مكانها متجهة باتجاه الأذين الأيسر ما يسبب الشعور بالخفقان، وفي كثير من الأحيان يتسبب ارتخاء الصمام بحدوث ارتجاع للدم نتيجة عدم قدرة الشرفات على غلق الصمام بإحكام. هذا فيما يخص الفرق بين ارتجاع وارتخاء الصمام الميترالي. 

أسباب تدلي وارتخاء الصمام التاجي 

تدلي الصمام التاجي هو نتيجة تلف أو مشاكل في الألياف والأحبال التي يتركب منها الصمام، وتشمل الأسباب الآتي:

  • تلف الأنسجة المكونة للصمام
  • ارتخاء الصمام الميترالي
  • عيب خلقي في القلب
  • التهاب بطانة القلب
  • الحمى الروماتيزمية
  • الرفرفة الأذينية
  • بعض الأسباب الأخرى مثل الأزمة القلبية أو اعتلال عضلة القلب وبعض أنواع الأدوية قد تتسبب في الإصابة بارتجاع الصمام الميترالي.

السؤال الذي يسأله الكثيرون: هل ارتجاع الصمام الميترالي يسبب الموت

ما هي أعراض تدلي الصمام التاجي

من أشهر أعراض تدلي الصمام التاجي:

  • كحة
  • تعب وإرهاق
  • ضيق وصعوبة في التنفس
  • رفرفة أذينية في الحالات الشديدة
  • تورم في الجسم وخاصة في القدمين
  • تغير في طبيعة أصوات القلب، ويستطيع الطبيب سماع تلك الأصوات غير الطبيعية بالسماعة الطبية

لا تفوت مطالعة هذا الفيديو:  ضيق الصمام الميترالي

علاج تدلي الصمام التاجي

يعتمد علاج تدلي الصمام التاجي سواء بالإصلاح أو الاستبدال على حالة المريض ودرجة ارتخاء الصمام، ففي الدرجات المتأخرة من ارتجاع الصمام قد يصير ضرورياً تغييره، كما أن بعض المرضى قد تستدعي حالتهم الصحية العامة وأعمارهم تغيير أو إصلاح الصمام حتى في بعض درجات المرض الأولى. تتألف درجات ارتجاع الصمام الميترالي من أربع مراحل

  1. ارتجاع طفيف، وهنا ترتجع نسبة من الدم تتراوح بين 0-30%.
  2. متوسط، ترتجع فيه نسبة تتراوح بين 30-39% من الدم.
  3. ما بين المتوسط والحاد، وفيها يحدث ارتجاع نسبة 40-49% من الدم.
  4. ارتجاع حاد،، يتميز بارتجاع ما يزيد عن 50% من الدم من البطين إلى الأذين الأيسر.

الكميات المذكورة هي نسبة الدم المرتجع مع كل انقباضة عضلية لعضلة القلب، وخلال تلك المراحل يحاول القلب التكيف مع الخلل الناشئ؛ فيمر القلب بثلاث مراحل ناتجة عن سابقتها، وهي:

  1. المرحلة التعويضية.
  2. المرحلة الانتقالية.
  3. مرحلة القصور.
  • علاج التدلي  الخفيف بدون جراحة

كما ذكرنا فإن حالة المريض ةتقدم المرض لها دور ذو أثر كبير في تحديد سبيل العلاج، في بعض الحالات قد يرى الطبيب أن حالة المريض لا يلزمها أكثر من صرف بعض الأدوية كأدوية السيولة، وبعض أدوية القلب.

ولكن إن لم يكن هذا هو السبيل المناسب فإن التدخل الجراحي هو السبيل الأمثل، وو إما تدخل طفيف التوغل، أو تدخل جراحي بالجراحة التقليدية؛ والتي ما بات استعمالها شائعاً مع أمراض صمامات القلب.

اقرأ أكثر عن: عملية إصلاح الصمام الميترالي 

  • عملية  الصمام التاجي

ينقسم علاج تدلي الصمام التاجي إما في إصلاح الصمام أو استبداله، وهما عمليتان تجريان إما باستعمال المنظار أو القسطرة القلبية.

1-إصلاح وتغيير الصمام الميترالي بالمنظار

وفقاً لتقييم الطبيب يكون الخيار إما لإصلاح أو استبدال الصمام، ولكن على كلا الصعيدين فإن الجراحة بالمنظار تتسم بإجراء جرح صغير في جانب الصدر طوله 7 سم تقريباً، ومن خلال ذلك الجرح يدخل الطبيب المنظار ويصلح من خلاله الصمام عبر رأب حلقات الصمام ليصل بها إلى الحالة المناسبة، أو يغير الصمام ويستبدله بآخر إما طبيعي أو معدني.

تتميز عملية تغيير الصمام الميترالي بالمنظار بأن فترة التعافي منها قصيرة، ولا ينتج عنها مضاعفات ولا يلزم لها محاذير كما كان الحال مع جراحة القلب المفتوح.

2- إصلاح الصمام الميترالي بالقسطرة

الاستعمال الأبرز للقسطرة يكون في توسيع الصمام الميترالي بالقسطرة البالونية، ولكن ماذا عن علاج تدلي الصمام التاجي بالقسطرة؟ يمكن استعمال القسطرة في هذه الحال ولكن فقط لإصلاح الصمام، وهي الحالة التي يستعمل فيها مشبك الصمام الميترالي.

طالع من هنا للمزيد حول هذا المشبك: مشبك الصمام الميترالى

أما عن استبدال الصمام بالقسطرة، فليس الأمر كما كان مع استبدال الصمام الأورطي بالقسطرة التداخلية، فلا زالت الأبحاث جارية بخصوص هذه التقنية وكفائتها، إذ أن هذه التنقية أصعب في إجراءها مع الصمام الميترالي عما كانت عليه مع الصمام الأورطي.

  • علاج تدلي التاجي بالأعشاب

أمراض الصمام التاجي تتباين تبايناً كبيراً، فبين حالات لا تظهر فيها أي أعراض للمرض، إلى أعراض خفيفة لا يزم منها سوى المتابعة الدورية مع الطبيب، إلا حالات يلزم لها التدخل الطبي إما بالعلاج الدوائي أو بالتدخل الجراحي لإصلاح أو استبدال الصمام.

ولكن لا أنصح باستعمال أي من الأعشاب، إذ أنها تحتوى على العديد من العناصر والتي قد يضر بعضها بصحة المريض، إضافةً إلى صعوبة ضبط جرعات تلك الأعشاب واحتمالية تداخلها مع ادوية أخرى أو تأثيرها بالسلب على أمراض أخرى يعاني منها المريبض.

  • علاج تدلي التاجي عند النساء والأطفال

لا يختلف الحال عما بيناه سلفاً من طرق علاج تدلي وتدلي الصمام التاجي، إلا أن الأطفال قد لا تظهر عليهم أعراض ارتجاع او تدلي الصمام على الأغلب، وحتى إن ظهرت فقد لا يستدعي الأمر التدخل الجراحي. لذا أنصح بمراجعة الطبيب، بوسعك التواصل معنا عبر الواتساب.

التعايش مع تدلي الصمام التاجي

تدلي الصمام التاجي هو حالة تصيب القلب، حيث يتدلى أحد صمامات القلب إلى الخلف أثناء الانقباض. تتطلب هذه الحالة اتباع نمط حياة صحي ومتوازن للتعايش معها. يُنصح المرضى بالمحافظة على وزن صحي وتجنب الأنشطة التي تتطلب مجهودًا بدنيًا شديدًا. الفحوصات الدورية ضرورية لمتابعة حالة الصمام وتجنب المضاعفات.

التغذية السليمة تلعب دورًا كبيرًا في التعايش مع هذه الحالة. يجب التركيز على تناول الأطعمة الغنية بالألياف والمعادن وتقليل الدهون المشبعة والكوليسترول. الإكثار من شرب الماء والسوائل يساعد في تقليل الضغط على القلب. تجنب المنبهات كالقهوة والتدخين أمر ضروري للحفاظ على صحة القلب.

الرياضة المعتدلة مهمة جدًا لمرضى تدلي الصمام التاجي. يُفضل ممارسة تمارين القلب الخفيفة كالمشي أو السباحة لتعزيز صحة القلب. تساعد هذه التمارين على تقوية عضلة القلب وتحسين الدورة الدموية. من الضروري استشارة الطبيب قبل بدء أي برنامج رياضي لتحديد المستوى المناسب من النشاط.

الدعم النفسي والاجتماعي يعد عنصرًا حاسمًا في التعايش مع تدلي الصمام التاجي. المشاركة في مجموعات الدعم والتحدث مع أشخاص يمرون بتجارب مماثلة يمكن أن يقلل من الشعور بالعزلة والقلق. التركيز على الإيجابيات وتبني نظرة متفائلة يساعد في التغلب على التحديات اليومية المرتبطة بهذه الحالة.

أسئلة أخرى عن تدلي الصمام التاجي 

هل يشفى مريض ارتخاء الصمام التاجي؟

أمراض صمامات القلب هي من الأمراض التي لا تفارق المريض، ولكن كما ذكرنا في كثير من كلامنا أن حدة هذه الأمراض تتفاوت بقدر كبير، والتي لا تشكل خطراً على صحة المريض أو تؤثر بالسلب على وظائفه الحياتية، ولا يلزم التدخل إلا ببلوغ المرض درجات معينة.

لذا إن أجبنا عن السؤال هل يشفى مريض ارتخاء الصمام التاجي فإن الإجابة ستكون بالنفي، إلا أن المريض لا يستدعي الفزع، كما أن الخيارات العلاجية ناجحة جداً وتصل إلى 98%.

هل مرض تدلي وتدلي الصمام التاجي خطير؟

خطورة المرض تكمن في مراحله المتأخرة وما قد يسببه من مضاعفات لبعض المرضى، متمثلةً في اضطراب نظم القلب، قصور القلب وما إلى ذلك، إلا أن الوضع العام أن مرض تدلي أو تدلي الصمام التاجي ليس بالحيطر، بل كثير من المرضى يتعايشون معه على نحو مطمئن.

هل يتطور ارتخاء الصمام الميترالي؟

نعم يمكن أن يتطور المرض إلى أن يصل إلى درجاته الأخيرة التي ذكرناها، وفيها قد يؤثر القصور الشديد على صحة القلب.

أستاذ دكتور/ ياسر النحاس
استاذ جراحة القلب و الصدر - كلية الطب جامعة عين شمس. إستشاري جراحة القلب بمستشفيات دار الفؤاد ، السعودي الألماني، الجوي التخصصي بالتجمع، شفا، جولدن هارت و ويلكير
____________________
عضو الجمعية الأمريكية و الأوروبية لجراحة القلب
____________________
عنوان عيادة دكتور ياسر النحاس
١٥ شارع الخليفه المأمون-روكسي-مصر الجديده- امام سوق العصر– الدور التاسع
مواعيد العيادة:
السبت و الاربعاء: من الثانية إلى الخامسة مساءا
الحجز مسبق تليفونيا : 01150009625
____________________
أفضل دكتور جراحة قلب مفتوح في مصر (استفتاء الأهرام)
أفضل جراح قلب في مصر ( إستفتاء صدى البلد)
أستاذ دكتور/ ياسر النحاس on Facebookأستاذ دكتور/ ياسر النحاس on Linkedinأستاذ دكتور/ ياسر النحاس on Youtube
Share This Article
error: Content is protected !!