يتخثر الدم بداخل الأوعية الدموية للحفاظ على حالة من الاتزان وثبات الدورة الدموية؛ فيكون لها اهمية بالغة في أوقات النزيف، بينما من الوارد أن تتكون الجلطات الدموية في الجسم نتيجة مشاكل صحية مختلفة، خذ مثالاً عنها بالجلطة الوريدية.
وعلى كلٍ؛ فإن هذه الجلطات يعمل الجسم على إذابتها، ولكن قد يحول المرض أو حجم الجلطة دون التخلص منها، كما أن هذه الجلطات قد تنتقل من موضع تكونها إلى أجزاء أخرى من الجسم؛ محدثةً بذلك مشاكل متعددة.
الفرق بين الجلطة الوريدية والجلطة القلبية
ظهور الجلطات الدموية في القلب إما أن يكون على إثر انتقال هذه الجلطة مع الدم، أو أن تنشأ هذه الجلطات نتيجة ترسب الكوليسترول على جدران الأوعية الدموية، متسبباً في تصلب الشرايين، والتي قد ينتج عنها ما يعرف بـ:
- الذبحة الصدرية، وهي عبارة عن ضيق أو انسداد جزئي في الشرايين التاجية المغذية لعضلة القلب نتيجة تصلب الشرايين، ويزول الألم مع الراحة.
- النوبة القلبية، وهي تطور للحالة السابقة، حيث يتحول الانسداد إلى انسداد كلي؛ نتيجة تمزق الغشاء المحيط بالدهون المترسبة على جدران الشرايين، متسببةً في تكون جلطة دموية.
- وقد يتطور الأمر حتى يصل إلى احتشاء عضلة القلب، وهو تلف في جزء من عضلة القلب نتيجة انقطاع التروية الدموية عنه.
اقرأ أيضاً: الفرق بين الذبحة الصدرية والجلطة القلبية
- أما الجلطات الوريدية؛ فهو تخثر الدم داخل الأوردة، وإن أشهر مثال على ذلك هي جلطات الأوردة العميقة.
- تتكون الجلطات الوريدية العميقة عادةً في أوردة القدم، وتتفاوت الجلطة الوريدية في حدتها، وأيضاً يمكن لها أن تنتقل مع الدم إلى أعضاء مختلفة، ومن أشهر مضاعفاتها هو الانسداد الرئوي.
أعراض جلطة القلب
مع بداية الأمر وبدء تصلب الشرايين لا يظهر ضيق شديد في الشريان يؤثر على عضلة القلب، وبالتالي لا تظهر أعراض ملحوظة.
بالتزامن مع تأثير ضيق الشريان على كفاءة عضلة القلب؛ ستلحظ أعراض جلطة القلب، والتي تشمل:
- ألم بالصدر، وهو أبرز العلامات، ويوصف بأنه ألم عاصر وضاغط على الصدر.
- انتقال الألم إلى أماكن مختلفة بالجسم كالكتف الأيسر أو الرقبة أو الذراعين أو الفك.
- الشعور بالتعب والإرهاق.
- الدوار وبعض الصداع.
- الغثيان.
أعراض الجلطة الوريدية
أشهر حالات الجلطات الوريدية هي جلطات الأوردة العميقة، ومن أعراضها ما يلي:
- تورم القدم المصابة.
- الشعور بالألم وبعض الشد العضلي.
- احمرار أو تغير للون الجلد، مع دفء القدمين.
وينصح بمراجعة الطبيب في حال الشعور بضيق في النفس، أو الدوار والإعياء، كما أن ازدياد معدل النفس والنبض قد تصاحب جلطات الأوردة.
الفرق بين الجلطة الوريدية والجلطة القلبية | الأسباب
أسباب جلطة القلب
العديد من العوامل تزيد من فرص الإصابة بالجلطة القلبية، يشمل ذلك:
- السكري.
- التدخين.
- السمنة المفرطة.
- ارتفاع ضغط الدم.
- تقدم العمر (فوق ال 45).
- توقف الطمث في النساء.
- الخمول وقلة النشاط.
- التاريخ العائلي مع المرض.
- ارتفاع الكوليسترول بالدم.
أسباب الجلطة الوريدية
- جروح الأوردة الدموية.
- زيادة هرمون الاستروجين بالدم.
- تباطؤ سريان الدم، نتيجة قلة الحركة أو الشلل.
- السمنة المفرطة، وبعض الأمراض كامراض القلب والرئة والأورام.
اقرأ أيضاً عن: أضرار حبوب منع الحمل | وهل هي على علاقة بأمراض القلب؟
علاج الجلطات الدموية
علاج جلطة القلب
أولاً: العلاج الدوائي
- أدوية السيولة ومضادات التجلط.
- أدوية النيتريت، والتي تعمل على توسيع الشرايين التاجية؛ وبالتالي زيادة تدفق الدم نحو القلب.
- الأدوية المساعدة على علاج الأمراض الأخرى، كالسكري، وارتفاع ضغط الدم، وأدوية الكوليسترول.
اقرأ ايضاً: استخدام الأسبرين كعلاج يومي: الفوائد والمخاطر
علاج الجلطة الوريدية
- يتمثل علاج الجلطة الوريدية في العلاج الدوائي فقط، إذ يصف الأطباء أدوية السيولة ومضادات التجلط للمرضى.
- تمنع أدوية السيولة تكون جلطات دموية مستقبلاً، بينما يعطى بعض المرضى أدوية مذيبة للجلطات في الحالات الحرجة.
أسباب الجلطة القلبية عند النساء
تختلف أسباب الجلطة القلبية عند النساء عن الرجال في بعض الجوانب. يعتبر التوتر العصبي، والتغيرات الهرمونية خلال فترة ما بعد انقطاع الطمث من الأسباب المهمة. يعد التدخين وزيادة الوزن من العوامل المؤثرة أيضاً في زيادة خطر الإصابة. بالإضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع ضغط الدم المزمن يُعتبر عاملاً مهماً لدى النساء.
تشير الدراسات إلى أن النساء يعانين من أعراض مختلفة قد تشمل الألم غير المعتاد في الظهر أو الفك بدلاً من الصدر. كذلك، قد يشعرن بالغثيان والدوار بشكل أكثر شيوعاً مقارنة بالرجال. هذه الاختلافات في الأعراض تجعل من الصعب على النساء التعرف على الجلطة القلبية بسرعة. لذلك، من المهم التوعية حول هذه الأعراض المميزة.
من الناحية العلاجية، يتم التعامل مع الجلطات القلبية لدى النساء بنفس الأسلوب المستخدم مع الرجال، لكن الاختلافات في التشخيص المبكر قد تؤثر على نجاح العلاج. الكشف المبكر يزيد من فرص النجاة والتعافي بشكل أسرع. لذلك، من المهم أن تكون النساء على دراية بالعوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة وأعراض الجلطة.
أحد التحديات التي تواجه النساء هو نقص التوعية حول الوقاية. يجب توجيه النصائح لهن فيما يتعلق بالتحكم في الضغط النفسي وتناول الأدوية بانتظام. الحفاظ على نمط حياة صحي وتجنب التدخين يمكن أن يقلل من المخاطر. يجب أيضاً الالتزام بممارسة الرياضة بانتظام لتحسين صحة القلب والأوعية الدموية.
الوقاية من الجلطات الدموية
الوقاية من الجلطات الدموية تتطلب تغيير نمط الحياة والابتعاد عن العوامل التي تزيد من خطر الإصابة. الحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة بانتظام هما عاملان أساسيان لتقليل خطر الإصابة. ينصح الأطباء أيضاً بتجنب التدخين وتناول الأطعمة الصحية مثل الخضروات والفواكه.
العلاج الدوائي قد يكون ضرورياً لبعض الحالات، خاصة للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو الكوليسترول. تناول الأدوية بشكل منتظم وفقاً لتوجيهات الطبيب يساعد في التحكم في العوامل المسببة. يجب أيضاً مراقبة مستويات السكر في الدم بالنسبة للأشخاص المصابين بالسكري.
تجنب الجلوس لفترات طويلة يمكن أن يكون فعالاً في الوقاية من الجلطات الوريدية العميقة. التحرك بشكل متكرر، خاصة في رحلات السفر الطويلة، يساعد في تحسين تدفق الدم ومنع التجلط. ينصح أيضاً بارتداء الجوارب الضاغطة للأشخاص المعرضين لخطر الجلطات الوريدية.
يجب على الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الجلطات الدموية أن يكونوا أكثر حذراً. استشارة الطبيب لإجراء الفحوصات الدورية والتأكد من صحة الأوعية الدموية قد تساعد في الوقاية من الجلطات. التزام الأشخاص بالنصائح الطبية وتجنب العادات الضارة يقلل من فرص الإصابة.
الفرق بين الجلطة الوريدية والجلطة الدماغية
الجلطة الوريدية والجلطة الدماغية هما حالتان مختلفتان تماماً من حيث الأسباب والعلاج. الجلطة الوريدية تحدث عندما يتخثر الدم داخل الأوردة ويعيق تدفق الدم. بينما تحدث الجلطة الدماغية نتيجة انسداد أو تمزق في الشرايين المغذية للدماغ. لذلك، يختلف العلاج والوقاية بين الحالتين.
الجلطة الدماغية قد تكون أكثر خطورة لأنها تؤثر بشكل مباشر على الأنسجة الدماغية. أعراض الجلطة الدماغية تشمل ضعف في جانب واحد من الجسم، صعوبة في الكلام، وفقدان التوازن. في المقابل، الجلطة الوريدية غالباً ما تؤدي إلى تورم وألم في المنطقة المصابة، خصوصاً في الساقين.
من ناحية العلاج، يتم استخدام أدوية مذيبة للجلطات في حالة الجلطة الدماغية في الساعات الأولى من الإصابة. بينما في حالة الجلطة الوريدية، تُستخدم مضادات التجلط مثل الهيبارين لمنع تفاقم الحالة. الهدف الأساسي في الحالتين هو إعادة تدفق الدم إلى الأنسجة المتضررة بأسرع وقت.
تعتبر الوقاية من الجلطات عامة مهمة جداً للحفاظ على الصحة. تشمل الوقاية التحكم في ضغط الدم، ممارسة الرياضة، وتناول أدوية السيولة إذا كان الشخص معرضاً للخطر. من المهم استشارة الطبيب بشكل دوري لتحديد خطة وقائية فردية تناسب حالة الشخص.
متى يجب زيارة الطبيب عند الشعور بأعراض الجلطة؟
من الضروري زيارة الطبيب فوراً عند ظهور أعراض تشير إلى احتمال وجود جلطة. الشعور بألم مفاجئ في الصدر أو ضيق في التنفس يمكن أن يكون علامة على جلطة قلبية. يجب عدم تجاهل هذه الأعراض، خاصة إذا كان الشخص يعاني من عوامل خطر معروفة مثل ارتفاع ضغط الدم أو التدخين.
في حالة الجلطة الوريدية، تورم الساق أو الشعور بألم مفاجئ في عضلة الساق قد يشير إلى وجود جلطة. من المهم ملاحظة أي تغييرات في لون الجلد أو دفء غير طبيعي في المنطقة المصابة. يجب استشارة الطبيب فوراً لتجنب انتقال الجلطة إلى الرئتين أو الأعضاء الأخرى.
تعتبر الدوخة والإغماء من الأعراض الشائعة أيضاً والتي قد تشير إلى وجود جلطة. إذا شعر الشخص بضعف في الجسم أو فقدان القدرة على التحدث، فقد تكون هذه علامة على جلطة دماغية. الوقت هو العامل الأهم في علاج الجلطات الدماغية، لذا يجب التحرك بسرعة.
لا يجب الانتظار عند الشعور بأي من هذه الأعراض. الإسراع في طلب المساعدة الطبية يمكن أن ينقذ حياة الشخص. العلاج المبكر للجلطات يزيد من فرص التعافي وتقليل المضاعفات، لذا يجب على الجميع أن يكونوا على دراية بالأعراض ويطلبوا الرعاية الصحية فوراً عند الحاجة.
الجلطة الوريدية والسكتات الدماغية
- للجلطات الدموية نوعان، جلطات وريدية أو جلطات بالشرايين.
- جلطات الشرايين من شأنها أن تسبب سكتة دماغية أو نوبة قلبية، بينما لا تسبب الجلطات الوريدية أياً من ذلك.
أسئلة هامة حول تخثر الدم
هل الكانيولا تسبب جلطة؟
- تستعمل الكانيولا لكثيرٍ من الأغراض، ويمكن وضعها في العديد من الأوردة بالجسم تبعاً لعوامل مختلفة والتي منها الغرض من تركيبها.
- قد ينتج عن تركيب الكانيولا بعض الرشح والتورم الدموي تحت الجلد، أما أن تكون الكانيولا تسبب جلطة وريدية فهو أمر مستبعد.
- ولكن مما قد يسبب الجلطات الوريدية هي القسطرة الوريدية المركزية، التي يستعملها الأطباء ففي حالات طبية مختلفة، وفيها توضع تلك القسطرة في الوريد المركزي.
هل يشفي مريض جلطة القلب؟
- جلطة القلب يمكن السيطرة عليها بأدوية السيولة والجلطات، وإذابة الجلطة في الحال بما يسمح بتدفق الدم للقلب.
- لكن إن لحق ببعض أنسجة القلب الضرر نتيجة نقص التروية الدموية؛ فإن ذلك الضرر يلازم المريض دونما أن يندمل، ولذا من المهم بمكان الانتباه إلى أعراض مرض القلب وطلب الرعاية في أقرب وقت ممكن.
كيف أتعامل مع الذبحة الصدرية؟
- التأكد من أعراض المريض وأنها ذبحة صدرية.
- مساعدة المريض على الجلوس في وضع يريحه.
- احرص على ألا يتحرك المريض من مكانه وألا يبذل أي مجهود.
- احرص على طمأنة المريض؛ لئلا تتفاقم حالته ويزداد الضرر اللاحق به.
- اطلب للمريض الإسعاف.
- سؤال المريض ما إن كان عانى من هذا الأمر من قبل.
- إن لم تكن تلك مرته الأولى فاسأله عن دوائه إن كان معه وساعده على تناوله.
- إن لم يكن معه دوائه، فلا تشتري له أي دواء آخر يطلبه منك.
- أعطه من 2-4 من حبوب الأسبرين 75 ملغم، والمعروف باسم أسبرين الأطفال.
- قبل إعطائه الأسبرين تأكد منه شفهياً أنه لا يعاني من حساسية منه.
تجارب المرضى الأعزاء