الصمام الأورطي ثنائي الشرفات | الأسباب والأعراض والعلاج

أستاذ دكتور/ ياسر النحاس

الصمام الأورطي ثنائي الشرفات يُعد أحد أشهر العيوب الخلقية التي تُصيب القلب أثناء تكون الجنين، حيث من الطبيعي أن يكون الصمام الأورطي ثُلاثي الشرفات، وقد يولد بعض الأطفال بهذه الحالة غير الطبيعية، مما يجعل الصمام لا يعمل بكفاءة.

ما هو الصمام الأورطي

الصمام الأورطي هو الصمام الذي يتواجد بين البُطين الأيسر للقلب والشريان الرئيسي في الجسم وهو الأورطى، ويتكون هذا الصمام في الحالة الطبيعية من ثلاث شرفات، بحيث يعمل الصمام على منع ارتداد الدم من الشريان إلى القلب بمساعدة الشرفات الثلاثة.

في بعض الأحيان قد يتركب الصمام الأورطي من شرفتين فقط عوضاً عن ثلاث، مشكلاً بذلك عيباً من عيوب القلب الخلقية، فيما يعرف ب ” الصمام الأورطي ثنائي الشرفات “.

تعرف على المزيد من المعلومات عن: أمراض الصمام الأورطي

تأثير الصمام الأورطي ثنائي الشرفات على القلب

  • يمكن للصمام الأورطي ثنائي الشرفات أن يتسبب في تسرب الدم من الشريان الأورطى عائداً إلى القلب، وذلك نتيجة عدم غلق الصمام جيداً، مما يجعل المريض عرضة للإصابة ب ارتجاع الصمام الأورطي .
  • كذلك يُمكن أن يكون الصمام متصلباً ولا يُفتح بما فيه الكفاية فيما يعرف ب “ضيق الصمام الأورطي“، الأمر الذي يشكل عائقاً أمام خروج الدم من القلب عبر الشريان الأورطي، ما يدفع القلب لضخ الدم بقوة أكبر من المعتاد لدفع الدم عبر الصمام، مما قد يُسبب أيضا تضخم الشريان الأورطي.

الأسباب

يبدأ تكون الصمام الأورطي في الأسابيع الأُولى من الحمل تزامناً مع نمو قلب الطفل، ولكن سبب العيب غير واضح، على الرغم من أنه من أكثر عيوب القلب الخلقية شيوعاً، ويُعتقد أن الأمر راجع إلى سبب وراثي.

وهذه الحالة يكثر تواجدها في الذكور عن الإناث.

اقرأ أيضا:عيوب القلب الخلقية

الأعراض

في أغلب الأحيان لا تتم ملاحظة أي أعراض، أو علامات واضحة على الرُضّع والأطفال أصحاب الصمام الأورطي ثنائي الشرفات، لذا لا يتم تشخيصه في هذه المرحلة العمرية ومع نمو الطفل يمكن أن يضيق الصمام ويسبب الأعراض التالية:

  • التعب والإجهاد مع أقل مجهود (ويُلاحظ أيضاً في الأطفال).
  • ألم في الصدر.
  • صعوبة في التنفس مع ممارسة الرياضة.
  • ضربات القلب سريعة وغير منتظمة.
  • شحوب لون الجلد.
  • الدوار أو الإغماء.

المضاعفات

  • فشل عضلة القلب.
  • ضيق فتحة الصمام.
  • تمدد الشريان الأورطى.
  • التهاب الشغاف (عدوى تُصيب صمامات القلب).
  • الرجفان الأٌذيني للقلب، وفي بعض الحالات النادرة يمكن أن يُسبب الوفاة.

عوامل الخطر

من المعلوم أن الصمام الأورطي ثنائي الشرفات هو عيب خلقي يولد به بعض الأطفال، ولكن هناك بعض العوامل التي تزيد من فرص ظهور الأعراض والمضاعفات الخاصة بهذه الحالة، منها:

  • ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • التدخين.
  • الفشل الكلوي المزمن.

التشخيص

تشخيص الإصابة بهذا العيب الخلقي تكون عن طريق سؤال المريض عن تاريخ الإصابة، والأعراض التي يعاني منها، وأيضاً بإجراء بعض اختبارات التشخيص مثل:

  • أشعة الإيكو أو تخطيط صدى القلب، وهذا الاختبار هو الأكثر أهمية حيث يُظهر حركة الدم عبر الصمام.
  • Transesophageal echocardiography أو تخطيط صدى القلب عبر المريء ، وهو عبارة عن  فحص بالموجات فوق الصوتية للقلب يتم إجراؤه من المريء ويمكن أن يعطي صورًا أفضل للصمام الأورطي.
  • اختبار رسم القلب، وهو إجراء للتحقق من الإيقاع الكهربائي للقلب (Electrical rhythm).
  • الأشعة السينية على الصدر (X-ray) حيث تُساعد في عرض تشريح القلب والرئتين.
  • الأشعة المقطعية  للقلب أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) في حالة كان هناك حاجة إلى مزيد من التفاصيل حول الصمام الأورطي.

وتُظهر نتيجة التشخيص (أو الاختبارات) لمن لديهم صمام أورطي ثنائي الشرفات ما يلي:

  • تضخم عضلة القلب.
  • نفخات قلبية (تغير في أصوات القلب).
  • ضعف النبض في الرسغين والكاحلين.

اقرأ أيضاً: مضاعفات فشل عضلة القلب

علاج الصمام الأورطي ثنائي الشرفات

توجد طرق متعددة لعلاج الصمام الأورطي ثنائي الشرفات، وتعتمد كل طريقة على حالة المريض ويقوم الطبيب المعالج باختيار الأنسب له.

قد يحتاج الرضيع أو الطفل لعملية جراحية لإصلاح أو استبدال الصمام الضيق ، إذا كانت المضاعفات شديدة.

يمكن أيضًا توسيع الصمام الضيق من خلال قسطرة القلب حيث يتم توجيه أنبوب رفيع (قسطرة) إلى القلب وإلى الفتحة الضيقة للصمام الأورطي ويُنفخ بالون متصل بنهاية الأنبوب لجعل فتحة الصمام أكبر، فيما يعرف ب توسيع الصمام بالقسطرة البالونية.

وفي حالة الأشخاص البالغين الذين يعانون من ضيق شديد في الصمام الأورطي قد يحتاجون إلى استبدال الصمام، حيث يُزال الصمام التالف ويُستبدل بصمام قلبي اصطناعي أو صمام نسيجي بيولوجي (مصنوع من نسيج قلب إنسان أو خنزير).

اقرأ أيضاً: تغيير الصمام الأورطي بالمنظار

كذلك يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية التي تُقلل من حِدة الأعراض والمضاعفات:

  • الأدوية التي تُزيد من القدرة الانقباضية لعضلة القلب.
  • مدرات البول.
  • أدوية ضبط معدلات الكوليسترول في الدم.

تغيير الصمام الأورطي ثنائي الشرفات بالمنظار

تغيير الصمام الأورطي ثنائي الشرفات بالمنظار هو إجراء طبي متقدم يُجرى لعلاج مشاكل الصمام الأورطي. يُعد هذا النوع من الجراحات ثورة في مجال الطب، حيث يوفر خياراً أقل توغلاً للمرضى الذين يحتاجون إلى تدخل جراحي للقلب. يتم القيام بهذه العملية من خلال استخدام المنظار، وهو ما يقلل من الحاجة للجراحة المفتوحة التقليدية. وبالتالي، يتميز بفترة تعافي أقصر ومخاطر أقل مقارنةً بالطرق الجراحية التقليدية.

خلال العملية، يتم إدخال المنظار عبر شق صغير، مما يمكّن الجراح من الوصول إلى القلب دون الحاجة إلى فتح الصدر بالكامل. يتم استبدال الصمام الأورطي المتضرر بصمام اصطناعي دون إحداث تدخل كبير في الجسم. هذا النهج يقلل بشكل كبير من الألم بعد العملية ويسرع عملية الشفاء. بالإضافة إلى ذلك، يسمح استخدام التقنيات المتقدمة بتقييم دقيق لوظائف القلب خلال العملية، مما يزيد من نجاح الجراحة.

تتميز هذه الطريقة بمزايا عديدة تشمل الحد من مخاطر العدوى وتقليل فقدان الدم أثناء الجراحة. يُعد ذلك مكسباً كبيراً للمرضى الذين قد يواجهون صعوبات في التعافي من الجراحات الكبرى. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن للمرضى العودة إلى حياتهم الطبيعية في وقت أقرب بكثير مقارنة بمن خضعوا لجراحة القلب المفتوحة. يُشجع هذا النوع من العلاج أيضاً على تحسين نوعية الحياة بعد العملية، حيث يُعالج مشاكل الصمام الأورطي بفعالية.

من المهم الإشارة إلى أن تغيير الصمام الأورطي ثنائي الشرفات بالمنظار قد لا يكون مناسباً لجميع المرضى. يتطلب القيام بهذه العملية تقييماً دقيقاً من قبل فريق طبي متخصص لتحديد مدى ملاءمة المريض لهذه التقنية. يعتمد هذا التقييم على عوامل عديدة تشمل الحالة الصحية العامة للمريض وطبيعة مشكلة الصمام الأورطي. على الرغم من التحديات، يبقى تغيير الصمام الأورطي ثنائي الشرفات بالمنظار خياراً مثالياً للعديد من المرضى الباحثين عن علاج فعال وآمن.

الوقاية من مضاعفات الصمام الأورطي ثنائي الشرفات

 هناك بعض التعليمات التي ينبغي على المريض اتباعها للحفاظ على حالته الصحية وتقليل حدة الأعراض والمضاعفات ومنها:

  • اتباع نظام غذائي صحي للقلب.
  • الحفاظ على وزن صحي.
  • ممارسة الرياضة بانتظام (بدون مجهود زائد).
  • الالتزام بالأدوية التي يصفها الطبيب المعالج.
  • التوقف عن التدخين.
  • التحكم في مستوى السكر في الدم إذا كنت تعاني من مرض السكري.
  • المتابعة مع الطبيب المعالج بشكل دوري.

الخاتمة

  • الصمام الأورطي ثنائي الشرفات هو واحد من العيوب الخلقية القلبية التي تُصيب بعض الأشخاص أثناء مرحلة التكوين الجنيني.
  • غالباً لا تظهر أعراض هذه الحالة إلا بعد البلوغ.
  • توجد عدة طرق لعلاج الصمام الأورطي ثنائي الشرفات، تختلف حسب حالة كل مريض وفق ما يراه الطبيب مناسباً.
  • ينبغي على المريض اتباع العادات الصحية السليمة للحفاظ على حالة القلب.
  • المتابعة بشكل مستمر بين المريض والطبيب المعالج ضرورية منعاً لحدوث أية مضاعفات غير مرغوبة.

فيديوهات هامة

YouTube video

YouTube video

تجارب المرضى الأعزاء

أستاذ دكتور/ ياسر النحاس
استاذ جراحة القلب و الصدر - كلية الطب جامعة عين شمس. إستشاري جراحة القلب بمستشفيات دار الفؤاد ، السعودي الألماني، الجوي التخصصي بالتجمع، شفا، جولدن هارت و ويلكير
____________________
عضو الجمعية الأمريكية و الأوروبية لجراحة القلب
____________________
عنوان عيادة دكتور ياسر النحاس
١٥ شارع الخليفه المأمون-روكسي-مصر الجديده- امام سوق العصر– الدور التاسع
مواعيد العيادة:
السبت و الاربعاء: من الثانية إلى الخامسة مساءا
الحجز مسبق تليفونيا : 01150009625
____________________
أفضل دكتور جراحة قلب مفتوح في مصر (استفتاء الأهرام)
أفضل جراح قلب في مصر ( إستفتاء صدى البلد)
أستاذ دكتور/ ياسر النحاس on Facebookأستاذ دكتور/ ياسر النحاس on Linkedinأستاذ دكتور/ ياسر النحاس on Youtube
Share This Article
error: Content is protected !!