تضيق الشريان الكلوي، ربما تشعر بالغرابة بالحديث عن مشكلة بالكلى وبعد العلاقة بين ذلك وبين أمراض القلب، إلا أنك بعد قراءة هذا المقال سترى بنفسك الرابط بين كل منهما.
تضيق الشريان الكلوي
- الكلى مسؤولة عن تنقية الدم والمحافظة على توازن المعادن والأملاح ونحو ذلك في الدورة الدموية، وحالها كبقية أعضاء الجسم لها تروية دموية خاصة بها.
- ضيق الشريان الكلوي المسؤول عن دخول الكلية للتنقية له العديد من المشاكل والتأثيرات المختلفة على الجسم، إلا أنه لا يظهر أية أعراض إلا في حالات المرض المتقدمة.
- يحدث تضيق الشريان الكلوي نتيجة ترسب لويحات من الكولسيترول على جدران الشريان الكلوي، مسببةً بذلك ضيق في الشريان، والذي قد ينتهي بارتفاع ضغط الدم، أو فشل كلوي في الحالات المتأخرة، وكذلك فشل عضلة القلب.
قد يهمك أيضاً: علاج فرط كوليسترول الدم العائلي
أعراض ضيق الشريان الكلوي
- لن تعاني من أية مشاكل صحية وأعراض طبية من تضيق الشريان الكلوي، وهذه أبرز مساوي هذا المرض، إلا في حالتين اثنتين وذلك في الحالات المتقدمة من المرض، أو في حين إجراء فحص دوري أو فحوصات أخرى ناتجة عن مشكلة طبية مختلفة.
- عليك أن تعلم أيضاً أن الإصابة بضغط الدم في سن مبكرة (قبل 30 عاماً) أو الارتفاع المفاجئ في ضغط الدم أو صعوبة ضبط معدل الضغط بالأدوية، كلها من علامات ضيق شريان الكلية.
- كما أن بعض العلامات قد يلاحظها الطبيب مثل ارتفاع نسبة البروتين في تحليل البول، وقصور وظائف الكلى وتورم أجزاء مختلفة من الجسم قد تساعد الطبيب في التشخيص وطلب الفحوصات اللازمة.
اقرأ المزيد حول: تورم القدمين
أسباب ضيق شرايين الكلى
- تصلب الشرايين وترسب جزيئات الدهون على جدران الأوعية الدموية بالكلى هي أحد الأسباب الرئيسية، والتي قد تزداد مع الوقت وتؤثر على تدفق الدم في الشريان الكلوي.
- هذا إن دل فإنما يدل على اهمية ضبط مستوى كوليسترول الدم وأن تصلب الشرايين لا يسبب فقط أمراض الشرايين التاجية، بل يمتد إلى مناطق مختلفة من الجسم.
- كما أن الإصابة بمرض التنسج العضلي الليفي لها دور في الإصابة بضيق شرايين الكلى، وهذا المرض يسببب نمواً غير طبيعياً في جدران الأوعية الدموية.
- يتسبب هذا النمو الغير طبيعي في تضيق الشريان الكلوي، ما يؤثر على التروية الدموية للكلي وعلى كفائتها، وهذا المرض قد يصيب شرايين كلا الكليتين، بالإضافة إلى مختلف شرايين الجسم.
العديد من العوامل الأخرى قد تزيد من احتمالية إصابتك بتضيق في الشريان الكلوي مثل:
- ارتفاع ضغط الدم.
- زيادة الدهون بالدم وخاصة الكوليسترول.
- السمنة المفرطة وضعف النشاط المبذول.
- الإصابات العائلية بأمراض القلب في سن مبكرة.
- التدخين، في هذا المقال وضعت لك خطة تعافي كاملة للإقلاع عن التدخين.
وهنا يطرح سؤال نفسه، فنظراً لأن ضيق شرايين الكلى لا تظهر أية أعراض في بدايات المرض، فهل تضيق الشريان الكلوي خطير؟
بالحديث عن ذلك فإن بدايات المرض لا خطر منها، إلا أنه قد ينتهي بارتفاع في ضغط الدم، أو بفشل كلوي وقصور في عضلة القلب، كما أنه قد يسبب احتقان في الرئة وتراكم للسوائل بالجسم.
اقرأ أيضاً: أعراض الزرقة في الأطفال والبالغين
علاج تضيق الشريان الكلوي
- للتأكد من إصابتك بتضيق الشريان الكلوي فإن الطبيب يلجأ إلى بعض الفحوصات لمتابعة وظائف الكلى، بالإضافة إلى النظر في سلامة الشرايين.
- يجري الطبيب ذلك من خلال سماع صوت تدفق الدم داخل الشريان، بالإضافة الدوبلر (الموجات فوق الصوتية على الشرايين).
- من الفحوصات المستعملة أيضاً هي الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي، وكذلك تصوير الشرايين الرئوية بالقسطرة.
- عقب تأكيد المرض تبدأ الرحلة العلاجية، والتي تبدأ بتغيير العادات الغذائية واليومية للمريض التي من شأنها المساهمة في ضبط ضغط الدم ونسبة الكوليسترول.
1- أدوية علاج ضيق شرايين الكلية
يتمثل العلاج الدوائي بشكل رئيسي في علاج كل من ضغط الدم المرتفع وعلاج ارتفاع الكولسترول ومن أدوية ذلك:
- حاصرات مستقبلات بيتا.
- مثبطات قنوات الكالسيوم.
- مدرات البول.
هذه فروع رئيسية للأدوية والتي تشمل العديد من الأسماء العلمية والتجارية تحتها، بالإضافة إلى تلك الأدوية سيصف لك الطبيب ادوية لعلاج الكوليسترول المرتفع.
2- قسطرة شرايين الكلى
تشبه قسطرة شرايين الكلى القسطرة القلبية، فهي تستعمل للوصول للشرايين الضيقة أو المسدودة لإعادتها إلى الاتساع الطبيعي، وعقب ذلك قد يثبت الطبيب دعامة للحفاظ على الشريان وتدفق الدم خلاله.
كما أن هناك تقنية أخرى تجرى في حالات محدودة وبعد فشل القسطرة، وهي تشبه جراحة مجازة الشريان التاجي. اقرأ المزيد: كيف تتم عمليه انسداد الشرايين
أسئلة شائعة عن تضيق الشريان الكلوي
1- هل الجلطة تسبب فشل كلوي؟
الشائع أن يحدث ضيق للشريان الكلوي نتيجة الأسباب المذكورة سلفاً، ولا يحدث الفشل الكلوي إلا في حالات متأخرة.
2- ما العلاقة بين الشريان الكلوي وارتفاع الضغط؟
الكلية لها دور فسيولوجي في تنظيم ضغط الدم وبعض الوظائف الأخرى المتعلقة بالدورة الدموية، ومن ثم فإن أي خلل في هذه الوظائف والذي قد ينشأ عن مشاكل مختلفة كتضيق الشريان الكلوي من شأنه أن يؤثر تأثيراً مباشراً على الدورة الدموية وضغط الدم.
3- هل تضيق الشريان الكلوي يؤدي إلى فشل عضلة القلب؟
نعم، يمكن أن يؤدي تضيق الشريان الكلوي إلى فشل عضلة القلب في الحالات المتقدمة. يحدث ذلك بسبب زيادة الضغط على الكلى وضعف تدفق الدم إلى القلب. الكلى تعمل على تنظيم ضغط الدم وإزالة الفضلات من الجسم، وعند حدوث خلل في تدفق الدم إلى الكلى، تتأثر وظائفها بشكل مباشر. يؤدي هذا إلى تراكم السوائل في الجسم وزيادة الحمل على عضلة القلب.
زيادة ضغط الدم الناتجة عن ضيق الشريان الكلوي تضع ضغطًا كبيرًا على القلب، مما قد يؤدي إلى قصور في وظائف القلب بمرور الوقت. عندما تصبح الكلى غير قادرة على التخلص من السوائل الزائدة، تبدأ السوائل في التراكم في الرئتين وحول القلب. يؤدي هذا إلى صعوبة في التنفس وتورم في الأطراف السفلية.
من المهم متابعة ضغط الدم لدى المرضى الذين يعانون من ضيق الشريان الكلوي لتجنب حدوث مضاعفات خطيرة على القلب. العلاجات المناسبة لضبط ضغط الدم يمكن أن تساعد في تقليل خطر الإصابة بفشل القلب. في بعض الحالات، قد يكون العلاج الجراحي مثل تركيب الدعامات أو إجراء جراحة المجازة الوعائية ضروريًا لتحسين تدفق الدم إلى الكلى والقلب.
لذلك، من المهم الكشف المبكر عن ضيق الشريان الكلوي وعلاجه قبل تفاقم الحالة. يعتبر الحفاظ على صحة القلب والكلى أمرًا حيويًا للوقاية من مضاعفات خطيرة مثل فشل عضلة القلب.
4- ما هي الفحوصات اللازمة لتشخيص تضيق الشريان الكلوي؟
تشخيص تضيق الشريان الكلوي يتطلب إجراء مجموعة من الفحوصات الطبية للتأكد من سلامة الشرايين الكلوية وتحديد مدى الضيق الموجود. الفحص الأول الذي يُستخدم هو فحص الدوبلر بالأمواج فوق الصوتية على الشرايين. يُعد هذا الفحص غير جراحي ويساعد على قياس تدفق الدم في الشرايين الكلوية وتحديد أماكن التضيق.
الفحص الثاني هو الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي، حيث تتيح هذه الفحوصات الحصول على صور تفصيلية للشرايين الكلوية وتحديد مدى تضيقها. كما يُستخدم تصوير الشرايين بالقسطرة في بعض الحالات لتقييم حالة الشرايين بشكل أدق. يتم إدخال قسطرة رقيقة عبر شريان الفخذ لتصوير الشرايين الكلوية بالأشعة.
قد يُطلب أيضًا فحص الدم لقياس مستوى الكرياتينين والبروتين في البول. هذا الفحص يساعد على تقييم وظائف الكلى ومعرفة ما إذا كان هناك تأثر في وظائفها بسبب تضيق الشرايين. يُستخدم هذا الفحص بشكل روتيني لتحديد مدى تقدم المرض.
إجراء هذه الفحوصات يساعد الطبيب على تحديد مدى خطورة تضيق الشريان الكلوي واختيار العلاج المناسب للمريض. كلما كان التشخيص مبكرًا، زادت فرص نجاح العلاج وتجنب المضاعفات.
5- كيف يتم علاج تضيق الشريان الكلوي غير الجراحي؟
يمكن علاج تضيق الشريان الكلوي بطرق غير جراحية في المراحل المبكرة من المرض. الهدف الأساسي هو ضبط ضغط الدم وتقليل مستوى الكوليسترول في الدم. يُعد تغيير نمط الحياة الخطوة الأولى في العلاج، حيث يُنصح المرضى بتبني نظام غذائي صحي منخفض الدهون والأملاح. التوقف عن التدخين وزيادة النشاط البدني يساعدان أيضًا في تحسين صحة الشرايين.
تُستخدم الأدوية لضبط ضغط الدم والكوليسترول، مثل حاصرات مستقبلات بيتا ومدرات البول. هذه الأدوية تُساعد في تقليل الضغط على الشرايين الكلوية وتحسين تدفق الدم إلى الكلى. يُعد استخدام الأدوية فعالًا في الحالات المبكرة أو للمرضى الذين لا يمكنهم إجراء الجراحة.
المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط قد يحتاجون إلى تعديل جرعات الأدوية أو إضافة أدوية أخرى لتحقيق النتائج المطلوبة. من المهم مراجعة الطبيب بشكل منتظم لمتابعة حالة الشرايين وضبط الأدوية حسب الحاجة.
بالإضافة إلى الأدوية، قد يُنصح بإجراء تغييرات في نمط الحياة مثل التحكم في الوزن وممارسة التمارين الرياضية بانتظام. يساعد التحكم في هذه العوامل على تقليل خطر تفاقم تضيق الشريان الكلوي.
6- متى يجب اللجوء إلى الجراحة لعلاج تضيق الشريان الكلوي؟
يجب اللجوء إلى الجراحة لعلاج تضيق الشريان الكلوي في الحالات المتقدمة التي لا تستجيب للعلاجات غير الجراحية. إذا لم تساعد الأدوية وتغيير نمط الحياة في تحسين حالة الشرايين، قد يكون التدخل الجراحي الخيار الأفضل. يعتمد قرار الجراحة على عدة عوامل مثل شدة التضيق وتأثيره على وظائف الكلى وضغط الدم.
أحد الخيارات الجراحية هو إجراء قسطرة الشرايين، وهي عملية بسيطة تُستخدم لتوسيع الشريان الضيق. يتم إدخال قسطرة عبر شريان الفخذ للوصول إلى الشريان الكلوي، ثم يتم توسيع الشريان بواسطة بالون، وبعد ذلك يتم وضع دعامة للحفاظ على تدفق الدم.
في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة لإجراء جراحة مجازة وعائية إذا كان التضيق شديدًا. هذه الجراحة تُشبه جراحة الشريان التاجي حيث يتم تحويل مسار الدم حول الشريان المسدود باستخدام وريد من جزء آخر من الجسم. يُعد هذا الإجراء فعالًا في استعادة تدفق الدم إلى الكلى.
يجب مناقشة الخيارات الجراحية مع الطبيب لتحديد العلاج الأنسب للحالة. الهدف من الجراحة هو تحسين تدفق الدم وحماية الكلى من التلف. كلما كان التدخل الجراحي مبكرًا، زادت فرص نجاح العلاج.
تجارب المرضى الأعزاء