الرئيسيةفترة النقاهة بعد جراحة القلبما سبب الشعور بالحزن أو الإكتئاب بعد الأزمة قلبية أو جراحة القلب ؟
الشعور بالحزن أو الإكتئاب
فترة النقاهة بعد جراحة القلب

ما سبب الشعور بالحزن أو الإكتئاب بعد الأزمة قلبية أو جراحة القلب ؟

الشعور بالحزن أو الإكتئاب

من المعتاد أن ينتابك الشعور بالحزن أو الإكتئاب إثر تعرضك لأزمة قلبية، أو خضوعك لعملية جراحية فى القلب أو إجراء إحدى الوسائل الجراحية الأخرى لعلاج قلبك، كما قد يسيطر عليك هذا الشعور أيضا لحظة دخولك المستشفى أو عند تشخيص إصابتك بمرض فى القلب، و تتولد هذه المشاعر تارة بسبب الخوف من المجهول أى عدم التيقن بما ستؤول إليه حالتك الصحية فى المستقبل، و تارة أخرى بسبب القلق الذى يساورك عند اقتران أدائك للأعمال اليومية البسيطة بشعورك بالإرهاق الشديد.

إن هذا الشعور بالحزن أو الكآبة هو أمر طبيعى ومؤقت، إذ سيتلاشى تدريجيا مع مرور الوقت و سيختفى تماما فى غضون بضعة أسابيع و ذلك تزامنا مع استئنافك ممارسة نمط حياتك المعتاد.

لكن فى بعض الأحيان، قد يحيل هذا الشعور بالإكتئاب بينك وبين قدرتك على ممارسة حياتك الطبيعية، فإذا ازدادت حدته و ظهرت له أعراض جديدة متكررة كل يوم و ثابتة على مدار أسبوعين أو أكثر، فى هذه الحالة يكون العلاج ضروريا ليساعدك على التأقلم و التعافى من هذا الشعور. 

ما هو تأثير مرض الإكتئاب على المصابين بالأمراض  القلبية؟  

يصيب مرض الإكتئاب الحقيقى نسبة قد تصل إلى ١٥٪ ممن يعانون من الأمراض القلبية، و حتى ٢٠٪ ممن أجريت لهم جراحة تغيير مجرى سريان الدم فى الشريان التاجى بواسطة استخدام رقعة.

لقد أثبتت الدراسات الأثر السلبى للتوتر الذهنى على سلامة القلب، و ذلك على النحو التالى:

جراحة القلب بالمنظار
  • عدم علاج الإكتئاب يؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم، تلف الشرايين، عدم انتظام ضربات القلب و إضعاف الجهاز المناعى.
  • لوحظ ازدياد نشاط الصفائح الدموية، قصور فى أداء القلب و ارتفاع نسبة دلالات الإلتهابات (مثل بروتين – سى التفاعلى CRP)، لدى المرضى المصابين بالإكتئاب و من ثم تزداد مخاطر إصابتهم بالأمراض القلبية الوعائية.
  • يُؤدى مرض الاكتئاب إلى ازدياد مخاطر تعرض مرضى القلب للمضاعفات مثل النوبات القلبية أو تكَوُّن الجلطات الدموية، كذلك بالنسبة للأفراد الأصحاء، يُؤدى مرض الاكتئاب أيضا إلى ارتفاع مخاطر التعرض للأزمة القلبية و أمراض الشريان التاجى.
  • أثبتت دراسة مرجعية، أن استمرار الإصابة بمرض الإكتئاب يُزيد من مخاطر الوفاة خلال الستة أشهر الأولى التى تعقب تجاوز الأزمة القلبية، و ذلك بنسبة ١٧٪ (مقارنة بنسبة ٣٪ فقط من الوفيات لدى مرضى القلب الغير مصابين بمرض الإكتئاب).  
  • أثناء فترة النقاهة بعد إجراء تدخل جراحى ما فى القلب، يعانى المرضى المصابون بالإكتئاب أكثر من غيرهم من الألم الشديد، و ازدياد الشعور بالإجهاد، كما أن تفاعلهم يكون بطيئا مع المؤثرات الخارجية و قد يصل بهم الأمر إلى الإبتعاد تماما عن المجتمع و الوحدة،  كما لوحظ أيضا ازدياد  نسبة حدوث المضاعفات و الوفيات  لدى المرضى الذين أجروا عملية تغيير مجرى سريان الدم فى الشريان التاجى بالترقيع، فى حال  عدم تلقيهم علاجا لمرض الإكتئاب المصابين به.    
  • ارتفاع مخاطرتكرار دخول المستشفى و كذلك حدوث الوفاة لدى المرضى المصابين بقصور فى القلب والمصاحَب بمرض الإكتئاب.
  • أشارت بعض الدراسات الأولية إلى احتمال تأثير العوامل اﻟﭼينية فى ازدياد مخاطر الإصابة بكل من مرض الإكتئاب و الأزمات القلبية المتكررة بعد تجاوز النوبة الأولى.
  • أظهرت الدراسات الخاصة بشأن نوعية المعيشة، تدهور الحالة الصحية العامة لدى المرضى المصابين بمرض الإكتئاب و أحد أمراض القلب معا، وكذلك إحرازهم أسوأ نتائج للتمارين على جهاز المشى ، و عدم إلتزامهم بتناول الأدوية الموصوفة لهم مقارنة بالمرضى المصابين بأمراض القلب فقط بدون مرض الإكتئاب.
  • العادات السلبية لنمط المعيشة المصاحبة لمرض الإكتئاب – مثل التدخين، الإفراط فى تناول الكحوليات، الخمول وعدم القيام بأى مجهود بدنى، تناول الوجبات الغير صحية و كذلك غياب المؤازرة الأسرية أو الدعم الإجتماعى – تتعارض كل هذه العوامل مع النتائج المرجوة من علاج المرض القلبى.

كيف أتنبه إلى توقيت طلبى للمساعدة؟

أثناء فترة تعافيك، بعد إجراء عملية فى القلب أو إثر تعرضك لأزمة قلبية أو أى مشكلة حادة فى القلب، من المعتاد أن يساورك الشعور بالحزن و المزاج المكتئب و لكن يستغرق هذا فترة مؤقتة تقتصر على الأسابيع الأولى بعد اجتيازك تلك الأزمة الصحية .

يُعتبر علاج الإكتئاب حتميا إذا كان شديد الدرجة  أو بدأت أعراض جديدة له فى الظهور (مثل الإحجام عن ممارسة النشاط الإجتماعى، عدم التجاوب مع زيارات الأهل و الأصدقاء، ازدياد الأفكار السلبية و البكاء).

من المؤكد أن عدم تلقى علاج لمرض الإكتئاب يُزيد من حدته سوءا، مما يؤدى فى النهاية إلى ازدياد مخاطر تعرضك للأزمات القلبية و الإصابة بأمراض الشريان التاجى، لذا تحدث مع مقدم الخدمة الطبية لك الذى يمكنه تشخيص حالتك و بالتالى البدء فى علاجك بوصف الأدوية الآمنة المضادة للإكتئاب، كما يمكنه  تحويلك، إذا اقتضت الضرورة، إلى أخصائى الصحة النفسية الذى سيقدم لك وسائل العلاج الأخرى التى تناسب حالتك.

عند حدوث تأثير سلبى على حياتك من مرض الإكتئاب – مثل توتر علاقتك مع المقربين منك، أو ضعف أدائك  فى العمل أو الإخلال بواجباتك الأسرية – يتوجب عليك الإسراع بطلب المساعدة منعا لازدياد أحوالك سوءا.

أسباب أخرى محددة لطلب المساعدة و تشمل:

  • الإحساس بالمشاعر السلبية مثل تعكر المزاج أو فقدان الإحساس بالمتعة، و ذلك بصورة يومية متكررة و مستمرة على مدى أسبوعين أو أكثر.
  • التزايد التدريجى فى صعوبة المشاركة فى برامج التأهيل أثناء مرحلة التعافى من مرض القلب. من المعتاد اختبار مرضى القلب مشاعر مضطربة أثناء فترة النقاهة عند انضمامهم إلى برامج التأهيل الخاصة بالقلب، إلا أن غياب الطموح كحافز على التقدم و الإنطلاق لتحقيق الآمال و كذلك غياب الثقة بالنفس هما مؤشران على الوقوع فى براثن مرض الإكتئاب الحقيقى.
  • مجابهتك صعوبات كبيرة فى القيام بالروتين اليومى، و الوفاء بالإلتزامات الإجتماعية مع/أو إنجاز المهام الموكلة إليك فى العمل بصورة مُرضية.
  • الإفتقار إلى وجود أحد للبوح له بمكنونات نفسك. إذا لم تجد من تُفْضِى له بما يعتمل فى صدرك و تطلب منه مشاركتك الرأى فيما تفكر فيه، فلن تدرك أبدا مدى صواب أو خطأ مثل هذه الأفكار، من ناحية أخرى، يُنَمِّى مرض الإكتئاب نزعة التباعد عن المجتمع أو الإنعزال عنه و تفضيل الوحدة لدى المصابين به، مما يزيد من صعوبة تلقى هؤلاء المرضى الدعم الإجتماعى المناسب لهم أثناء تلك المحنة.
  • وجود وساوس أو رغبة ملحة لديك فى الإنتحار. قد يُعْتبَر الإنتحار إحدى الحلول المستديمة للمشاكل، و لكنه يسبب ضررا بالغا، لا يزول بمرور الأيام، ليس فقط لك و إنما أيضا لجميع أفراد عائلتك و أصدقائك، فإذا راودتك فى لحظة ما أى رغبة فى إنهاء حياتك، أسرع بالإتصال الفورى بطبيبك الخاص أو بالخط الساخن المخصص للإنتحار فى المنطقة التابع لها و الذى يتلقى مثل هذه المكالمات على مدار ٢٤ ساعة، أو توجه إلى أقرب قسم للطوارئ لطلب المساعدة.

أستاذ دكتور/ ياسر النحاس
أستاذ جراحة القلب والصدر ، كلية الطب، جامعة عين شمس
استشاري جراحة القلب والصدر بمستشفىات عين شمس التخصصي , دار الفؤاد , شفا , الجوى التخصصي و السعودي الالماني
_________________
إذا كان لديك أستفسار عن ترتيبات الجراحه يمكنك الاتصال مباشره بالدكتور ياسر النحاس علي تليفون ٠١١٥٠٠٠٩٦٢٥ يوميا من السابعه إلي العاشره مساءا
_________________
عنوان العيادة: ١٥ شارع الخليفه المأمون-روكسي-مصر الجديده- امام سوق العصر– الدور التاسع
________________
المواعيد: السبت و الاربعاء من الثانية إلى الخامسة مساءا
________________
تليفون العيادة : 01150009625

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: ممنوع النسخ أو الاقتباس الا بأذن خطي من أستاذ دكتور / ياسر النحاس