مشبك الصمام الميترالى: أحد طرق علاج بعض مرضى الإرتجاع الميترالى الشديد بالقسطرة
ارتجاع الصمام الميترالى هو أكثر عيوب صمامات القلب شيوعا. يتسبب هذا العيب فى عدم انغلاق الصمام الميترالى بإحكام مما يسمح بارتداد مجرى الدم إلى الخلف (إرتجاعه) إلى الحجرة العليا للقلب، و قد يسبب هذا الإرتجاع بعض الأعراض مثل: السعال، الإرهاق و صعوبة فى التنفس، كما تزداد مخاطر الأصابة به كلما تقدم العمر.
فى بادئ الأمر، لم تُعْرَف سوى طريقتان لعلاج ارتجاع الصمام الميترالى: الأدوية و جراحة القلب المفتوح التى يقوم الجراح أثناءها بشق عظام الصدر للوصول إلى القلب، بينما يقوم الجهاز القلبى – الرئوى بأداء وظائف الرئتين و القلب الذين يتم إيقافهم لفترة مؤقتة لحين إصلاح أو استبدال الصمام الميترالى.
أما حديثا، فقد اكتُشِفَت طريقة ثالثة لعلاج ارتجاع الصمام الميترالى ألا و هى الجهاز الجديد المسمى “مشبك الصمام الميترالى”.
ما هو ارتجاع الصمام الميترالى؟
يستقبل القلب الدم الخارج من الرئة فى الحجرة العلوية للجانب الأيسر منه (الأذين الأيسر)، ثم يقوم بضخ هذا الدم إلى كل أجزاء الجسم من الحجرة السفلية للجانب الأيسر (البطين الأيسر). يتواجد الصمام الميترالى بين هاتين الحجرتين و يحتوى على ضلفتين كبيرتين – إحداهما أمامية و الأخرى خلفية – لهما أوتار تشبه خيوط المظلة (اﻟﭙاراشوت) يُطلق عليها الحبال تلتصق بعضلة القلب. فى الأحوال الطبيعية، تنفتح و تنغلق هاتان الضلفتان للسماح بمرور الدم فى اتجاه واحد فقط للأمام، إلى البطين الأيسر، و منع ارتداده إلى الأذين الأيسر مرة أخرى عند انقباض القلب.
إذا تعرضت حبال الصمام الميترالى للتمزق أو الجذب الشديد تتهاوى ضلفة الصمام و تهبط عن موضعها، مما يؤدى إلى عدم إحكام غلق الصمام عند انقباض القلب، و من ثَمَّ يتسرب الدم عائدا إلى الخلف من البطين الأيسر و يدخل الأذين الأيسر، ويُطلَق على هذه الحالة الإرتجاع الأوَّلى للصمام الميترالى.
هناك أيضا ما يُعرف بالإرتجاع الثانوى للصمام الميترالى حيث تتباعد ضلفتى الصمام أثناء تمدد القلب؛ فيرتد الدم مارا بينهما أى من منتصف الصمام، و يحدث هذا التمدد لدى الحالات المصابة بقصور فى القلب، أو رجفان القلب الأُذينى أو اضطرابات القلب الأخرى، و يُعَدّ هذا الإرتجاع الثانوى للصمام الميترالى أكثر شيوعًا من النوع الأوَّلى.
ما هو “مشبك الصمام الميترالى”؟
مشبك الصمام الميترالى هو عبارة عن ملقاط يُمسِك بضلفتى الصمام الميترالى الأمامية و الخلفية معا، مكونا ما يشبه القنطرة فى وسط الصمام كما يوجد على جانبيه ثقبان (التشابه بينه و بين النظارة المكونة من عدستين متصلتين ببعضهما عن طريق ما يسمى كوبرى أو قنطرة). يُعرَف الصمام الذى تم ضم ضلفتيه بواسطة الخيط “بالصمام ذى الثقبين”، و لقد تم إطلاق هذا الإسم عليه بعد التوصل إلى تقنية جديدة أثناء الجراحة تم خلالها ضم ضلفتى الصمام بأخذ غرزة فيهما من أجل إصلاحه.
إن الفارق بين تركيب مشبك الصمام الميترالى و التدخل الجراحى المعتاد هو عدم الحاجة إلى شق عظمة الصدر لوضعه فى القلب، و إنما يتم إدخال هذا الجهاز الدقيق من إحدى الأوردة الموجودة فى منطقة العانة و يتم دفعه حتى يصل إلى الجزء الأيمن من القلب، ثم يُمَرَّر عبر الحاجز الأذينى (الذى يفصل الحجرتين العلويتين من القلب) من الجهة اليمنى إلى الجهة اليسرى من القلب، حيث يقوم الجراح بتوجيه المشبك للإمساك بضلفتى الصمام الميترالى و ضمهما إلى بعض، مستعينا فى ذلك بجهاز الموجات فوق الصوتية. يتم إنجاز هذه الوسيلة العلاجية فقط بعمل جرح صغير فى منطقة العانة دون الحاجة للجوء إلى شق الصدر أو استعمال الجهاز القلبى – الرئوى.
ما هو الجديد؟
اقتصرت موافقة منظمة الأغذية و الزراعة، حتى وقت قريب، على السماح باستخدام مشبك الصمام الميترالى فقط لعلاج فئة مرضى الإرتجاع الأوَّلى للصمام إذا كانوا عُرضة لمخاطر الجراحة بدرجة كبيرة، و لكن على غير المتوقع، لوحظ انخفاض مخاطر الوفاة عن المعدل المنتظر، قصر فترة التعافى، صغر معدل الدخول المتكرر للمستشفى وأيضا ندرة المضاعفات لدى هذه الفئة مقارنة بفئة المرضى الذين أجروا جراحة القلب المفتوح، بالإضافة إلى ذلك، استغرق بقاء هؤلاء المرضى، الغير مؤهلين للجراحة لخطورتها العالية على حياتهم، فى المستشفى فترة زمنية وجيزة استغرقت يومين فقط بعد تركيب المشبك.
جدير بالذكر، أنَ مشبك الصمام الميترالى عاجز عن المنع الكلى لتسرب الدم متجها للخلف، أى أن ارتجاع بعض الدم مستمر حتى بعد تركيب هذا المشبك، لذا يظل التدخل الجراحى لإصلاح أو استبدال الصمام الميترالى هو الحل الأمثل، حتى الآن، لعلاج المرضى المصابين بالإرتجاع الشديد فى الصمام الميترالى إذا سمحت حالتهم العامة بإجراء هذه العملية.
من ناحية أخرى، بالنسبة لهؤلاء المرضى المعرضين بدرجة كبيرة لمخاطر الجراحة، يقع اتخاذ قرار العلاج بتركيب مشبك الصمام الميترالى، كوسيلة آمنة على حياتهم، على عاتق الخبراء فى علاج الصمامات المريضة (ألا و هم جراحى و أطباء القلب)، الذين هم أقدر المتخصصين على تحديد مدى أهلية المريض لعملية تركيب هذا المشبك.
هناك ابحاث تشير الى تركيب اثنان مشابك هو افضل من مشبك واحد
ما هو أفضل وضعيه للنوم بالنسبه لمريض إرتجاع الصمام الميترالي حيث يزيد التعب أثناء النوم؟
على مخدتين