كما هو الحال مع جميع الجراحات فان جراحة ترقيع الشرايين التاجية لديها بعض المخاطر، على الرغم من أعلى مستويات الممارسة الجراحية. معظم الناس لن تحدث لديهم أي مضاعفات و لكن إذا حدثت مضاعفات، فعادة تكون مؤقتة. ومع ذلك ، قد تكون آثار بعض مضاعفات جراحة ترقيع الشرايين التاجية دائمة، و قد تهدد الحياة.
ما هي جراحة ترقيع الشرايين التاجية
جراحة ترقيع الشرايين التاجية هي إجراء طبي يهدف إلى تحسين تدفق الدم إلى القلب. يعاني بعض الأشخاص من تضيق أو انسداد في الشرايين التاجية، مما يحد من وصول الدم الغني بالأكسجين إلى عضلة القلب. هذه الحالة يمكن أن تؤدي إلى ألم في الصدر، وضيق في التنفس، وحتى إلى نوبة قلبية. جراحة ترقيع الشرايين تعمل على تجاوز هذه الانسدادات باستخدام شرايين أو أوردة من جسم المريض نفسه.
الإجراء يبدأ بأخذ الطبيب لشريان أو وريد من جزء آخر من الجسم، غالباً من الساق أو الصدر. يتم بعدها توصيل هذا الشريان أو الوريد بالشرايين التاجية، متجاوزاً المنطقة المسدودة أو المضيقة. هذا يسمح بإعادة تدفق الدم إلى القلب بشكل طبيعي، مما يخفف من الأعراض ويحسن من جودة حياة المريض.
من المهم أن يتبع المرضى نصائح الطبيب بعد الجراحة لضمان نجاح العلاج. يشمل ذلك الالتزام بنظام غذائي صحي، ممارسة الرياضة بانتظام، والإقلاع عن التدخين إذا كان المريض مدخنًا. كما يجب المتابعة الدورية مع الطبيب لمراقبة حالة الشرايين التاجية والتأكد من سلامة الترقيع.
بالرغم من أن جراحة ترقيع الشرايين التاجية تعتبر آمنة وفعالة، إلا أنها تحمل بعض المخاطر كأي إجراء جراحي آخر. يمكن أن تشمل هذه المخاطر العدوى، النزيف، وردود فعل للتخدير. لذا، من الضروري مناقشة جميع الخيارات العلاجية مع الطبيب لتحديد الأنسب لحالة المريض الصحية.
مضاعفات جراحة ترقيع الشرايين التاجية
النزيف الزائد بعد الجراحة
يحدث عادة في اليوم الأول بعد الجراحة. حوالي خمسة مرضى من كل مائة تحتاج إلى العودة إلى غرفة العمليات لوقف النزيف. قد يحدث النزيف نتيجة لتأثير ماكينة القلب و الرئة على الصفائح الدموية وعوامل تجلط الدم التي تلعب دورا مهما في وقف النزيف. سبب آخر هو النزيف في أماكن خياطة ترقيع الشرايين التاجية.
إذا كنت تنزف كثيرا ، سوف تتلقى نقل الدم ، فضلا عن مشتقات الدم مثل البلازما التي تساعد نظام التجلط داخل جسمك لوقف النزيف. قد تعطى بعض الأدوية التي تساعد أيضا. إذا كان النزيف لا يزال موجودا على الرغم من العلاج طبي، سيتم نقلك إلى غرفة العمليات وسيتم استكشاف جميع المواقع الجراحية والتحكم في النزيف إذا لزم الأمر. سيتم إزالة جميع جلطات الدم و وضع المضادات الحيوية داخل الجرح لمنع العدوى. بعد السيطرة على النزيف، سوف يتم نقلك إلى وحدة العناية المركزة لتستمر العناية العادية بعد الجراحة.
أزمة قلبية
يمكن أن تحدث فورا بعد الجراحة. وهذا يمكن أن يكون بسبب انسداد أحد الاوردة المستخدمة. قد يكون أيضا لأسباب أخرى تتعلق بماكينة القلب الرئة وتقنية الجراحة.
قصور الجهاز التنفسي أو الالتهاب الرئوي
قد يحدث قصور في الجهاز التنفسي أو الالتهاب الرئوي الذي قد يتطلب العلاج لفترات طويلة بما في ذلك استخدام جهاز التنفس الصناعي. بعض المرضى الذين يستخدم فيهم الشريان الثديي الداخلي يمكن أن يعانوا من تجميع سوائل داخل الغشاء المحيط بالرئه اليسرى والشلل في بعض الأحيان للعضلات الرئيسية للتنفس( الحجاب الحاجز).
الفشل الكلوي
هذا أكثر احتمالا في المرضى الذين لديهم قدر من الفشل الكلوي أو ضعف في وظيفة القلب لفترات طويلة قبل الجراحة. قد يتطلب الفشل الكلوي غسيل الكلى.
عدم انتظام ضربات القلب أو عدم انتظام النبض
شائعة الى حد ما بعد جراحة القلب. حوالي 20 في المئة الى 30 في المئة من مرضى عدم انتظام ضربات القلب الأذيني يعانوا من الرجفان الاذيني أحيانا أو الرفرفة الأذيني. أيضا، قد ينبض البطينين أسرع من المعتاد. معظم هذه الاضطرابات عادة ليست خطيرة ولكن قد تتطلب العلاج بالأدوية أو بالصدمة الكهربائية في بعض الأحيان حتى يعود القلب الإيقاع الطبيعي. ويمكن وقف معظم الأدوية الإضافية المقررة لعلاج عدم انتظام ضربات القلب خلال شهر بعد الجراحة.
عدوى في عظمة الصدر أو عظمة القص
هذه مشكلة خطيرة جدا ويمكن أن تؤدي إلى عدم ثبات الصدر و قد تتطلب عملية جراحية اخرى لتثبيت عظمة القص مع العلاج بالمضادات الحيوية القوية.
العدوى و الالتهاب في جروح الساق أو اليدين التي تؤخذ منها الرقع: العدوى تشفى عادة مع الغيار المتكرر واستخدام المضادات الحيوية و يمكن معالجتها بالعيادات الخارجية إن لم تكن شديدة.
السكتة الدماغية
السكتة الدماغية قد تحدث في حوالي واحد أو اثنين من كل 100 مريض. والخطر أكثر في المرضى المسنين. أحيانا قد تكون السكتات الدماغية شديدة جدا وقد يصاب المريض بالغيبوبة ولا يستيقظ بعد الجراحة. لحسن الحظ، أن معظم الجلطات بسيطة، ومعظم المرضى الذين لديهم مشكلة في النطق أو وجود ضعف في الذراع أو الساق يتحسنون كليا أو نسبيا. ويرتبط أحد أسباب الاصابة بالسكتات الدماغية بانسداد في الشرايين التي توصل الدم المؤكسد إلى الدماغ. وتسمى هذه الشرايين بالشرايين السباتية.
تقلب المزاج، وفقدان التركيز والاضطرابات البصرية شائعة بعد جراحة ترقييع الشرايين التاجية و تتحسن عادة خلال الأسابيع التالية للجراحة.
على مدى عدة سنوات، قد يحدث مرض الشريان التاجي في الشرايين التى أجريت لها الجراحة أو الشرايين الأخرى ومزيد من العلاج قد يصبح ضروريا. ويمكن تخفيض هذه المخاطر عن طريق تناول الأدوية الخاصة بك وفقا للتعليمات، والحد من عوامل الخطر المسببة لأمراض الشريان التاجي (على سبيل المثال التدخين، ونمط الحياة المتسم بقلة الحركة ، الوزن الزائد ، و…هلم جرا)
كيفية تجنب مضاعفات جراحة ترقيع الشرايين
تعتبر جراحة ترقيع الشرايين التاجية من العمليات الهامة لعلاج أمراض القلب، ولكنها تحمل بعض المخاطر والمضاعفات. لتجنب هذه المضاعفات، من الضروري اتباع توجيهات الطبيب بدقة قبل وبعد الجراحة. يشمل ذلك الإقلاع عن التدخين، حيث يساعد ذلك في تحسين تدفق الدم والتئام الجروح بشكل أفضل.
من الأهمية بمكان أيضًا الحفاظ على نظام غذائي صحي غني بالخضروات والفواكه وقليل الدهون المشبعة. هذا يساعد في الحفاظ على وزن صحي وتقليل فرص تكوّن اللويحات داخل الشرايين. بالإضافة إلى ذلك، يجب ممارسة النشاط البدني المعتدل بانتظام، بعد استشارة الطبيب، لتعزيز قوة القلب وتدفق الدم.
المتابعة الدورية مع الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة بعد الجراحة أمر حيوي للكشف المبكر عن أي مضاعفات محتملة. ينبغي أيضًا الالتزام بتناول الأدوية الموصوفة، مثل مضادات تجلط الدم، لتقليل خطر تكون الجلطات. من المهم جدًا التواصل مع الفريق الطبي والإبلاغ عن أي أعراض جديدة قد تظهر.
أخيرًا، يعتبر الدعم النفسي والعاطفي من العوامل الرئيسية في عملية الشفاء. الانخراط في جلسات الدعم الجماعي أو العلاج النفسي يمكن أن يساعد في التعامل مع الضغوط العاطفية المرتبطة بالجراحة والتعافي. باتباع هذه الإرشادات، يمكن للمرضى تقليل مخاطر المضاعفات وتعزيز فرص التعافي السريع والفعال.
فيديو هام
تجارب المرضى الأعزاء