عملية التعافي من جراحة القلب المفتوح هي عملية طويلة الأمد نسبيا ومهمة لصحة المريض، والتي تتطلب منك اهتمامًا بحالتك الصحية والحصول على الراحة والمتابعة الدورية لحالتك، ولهذا السبب سنتحدث في هذا المقال عن فترة التعافي وكيفية الحياة بعد عملية القلب المفتوح.
الحياة بعد عملية القلب المفتوح | المتابعة الدورية مع الطبيب
جراحة القلب المفتوح هي عملية متعددة الأغراض فتارة تُجرَى لعلاج أمراض الشرايين التاجية والنوبة القلبية، وتارة لعلاج فشل عضلة القلب، أو تراها أحيانا تتم لعلاج مرضى الرجفان الأذيني.
وتبعًا لتعدد أسباب إجراء الجراحة؛ تختلف أيضا فترة التعافي والحياة بعد عملية القلب المفتوح تبعا للسبب ولحالة المريض.
- معظم المرضى يتم حجزهم بعد انتهاء عملية القلب المفتوح لقرابة اسبوع ، ثم بعد ذلك يُسمَح لهم بمغادرة المستشفى بعد استقرار حالتهم واستغناءهم عن الأجهزة الطبية (كجهاز التنفس الاصطناعي على سبيل المثال) وقدرتهم على الحركة الضرورية كدخول دورات المياه و المشي المعتدل.
- بعد مغادرة المريض للمستشفى تتم بعد ذلك المتابعة الدورية مع الطبيب وإجراء الفحوصات الدورية، وذلك للاطمئنان على كفاءة القلب ونجاح العملية ومتابعة تطور الحالة الصحية للمريض.
- الزيارة الأولى: يتم تحديد موعد الزيارة الأولى للطبيب بعد 10 أيام من مغادرة المريض للمستشفى، ويقوم الطبيب أو النائب القائم مقامه بتقييم حالة وكفاءة القلب من خلال قياس ضغط الدم ومعدل ضربات القلب وبقية علامات القلب، بالإضافة إلى التأكد من نظافة الجرح وسلامته من العدوى.
- الموعد الثاني: موعد هذا اللقاء يكون خلال فترة الأسبوع 6-8 من مغادرة المستشفى، ويقوم خلالها الطبيب بتقييم حالة المريض والقيام بالفحوصات اللازمة، ويرشد المريض إلى أسلوب الحياة بعد عملية القلب المفتوح وما عليه اجتنابه خلال تلك الفترة.
- المتابعة الدورية طويلة الأمد: من الضروري المتابعة الدورية مع الطبيب بعد العملية ولمرة واحدة على الأقل سنويا، وذلك لمتابعة وتقييم حالة المريض.
اقرأ أيضا: الحياة بعد تغيير صمام القلب
الحياة بعد عملية القلب المفتوح | إعادة التأهيل القلبي
لتحسين نتائج العملية والحياة بعد عملية القلب المفتوح بشكل طبيعي، يمر الشخص بثلاث مراحل من إعادة تأهيل عضلة القلب؛ وهي:
- المرحلة الأولى: خلال فترة الحجز في المستشفى يُطلَب من المريض ممارسة نشاطات خفيفة كالمشي في ردهة المستشفى، بالإضافة للاهتمام بالتغذية المناسبة لحالته.
- المرحلة الثانية: والتي تبدأ في غضون الأسبوعين الثاني و السادس بعد مغادرة المريض للمستشفى، وتشمل الاهتمام بالتغذية الجيدة وتثقيف المريض بخصوص حالته الصحية وما تستلزمه من رعاية والأدوية الموصوفة له، وتعد ممارسة التمارين المناسبة لحالته ضرورية خلال تلك الفترة. ينصح بممارسة التمارين لمدة ساعة ثلاث مرات أسبوعيًا على الأقل وعلى مدار 12 أسبوعًا.
- المرحلة الثالثة: وتعد هذه المرحلة استكمالا لسابقتها من ممارسة الأنشطة المختلفة والاهتمام بنظام غذائي وحياتي صحي. تكمن أهمية ممارسة الأنشطة في تحسين كفاءة عضلة القلب وتطوير قدرتها الاستيعابية على بذل الجهد.
اقرأ ايضا : عملية القلب المفتوح .
الحياة بعد عملية القلب المفتوح | فترة التعافي
توجد بعض الاختلافات في فترة التعافي من شخص لآخر وتبعا لخطة العلاج أيضا، إلا أن فترة التعافي من عملية القلب المفتوح تعد ثابتة نسبيا، وتقسم كالآتي:
الأسابيع الستة الأولى بعد العملية
في خلال هذه الفترة يكون الشخص قادراً على بذل المجهود الخفيف كالمشي وصعود الدرج، ولكن تجنب حمل أي شيئ ثقيل، كما عليك تجنب بذل أي مجهود كالمشي مثلا بعد تناول الطعام بنصف ساعة على الأقل.
يمكنك الاستحمام في هذه الفترة ولكن دون أن يصل شيئ من الماء إلى موضع الجرح حتى تحافظ على الجرح جافا، وذلك يلتئم الجرح بشكل كامل.
كما عليك تجنب قيادة السيارة إلا إن سمح لك الطبيب بذلك (وعادة ما يكون ذلك بعد الأسبوع الرابع).
يمكن العودة لمزاولة العمل بحلول الأسبوع الرابع أو السادس إذا سمح الطبيب بذلك، وذلك حسب طبيعة العمل.
من الأسبوع السادس وحتى نهاية الشهر الثالث
بدءاً من حلول الأسبوع السادس يمكنك مزاولة الكثير من الأنشطة التي كان بإمكانك أدائها قبل العملية؛ وذلك بالطبع بعيدًا عن حمل الأثقال.
ما بعد الشهر الثالث
بالوصول لهذا التوقيت تكاد تكون قادرا على أداء جميع الأنشطة كما كنت سابقًا، ولكن كن حذرا فلا تثقل على نفسك وإذا شعرت بأية مشاكل فعليك بالراحة.
عليك الرجوع إلى الطبيب قبل بذل أي مجهود يحتاج جهد كبيرا أو أداء شيئ لم تعتد عليه أو في حال شعرت بإحساس غريب وغير معتاد.
اقرأ أيضا: نصائح قبل عملية القلب المفتوح
الاكتئاب بعد عملية القلب المفتوح
من الشائع أن يمر كثير من الناس بمشاكل نفسية بعد العمليات الطبية الكبيرة مثل عملية القلب المفتوح، فليس غريبا أن يمر الشخص بحالة اكتئاب أو حزن، إضافة للشعور بالإرهاق وفقدان الشهية والأرق.
ويزداد الاكتئاب بعد عملية القلب المفتوح خاصة بعد مغادرة المستشفى والجلوس في البيت لفترات طويلة، إلا أن وطأته تقل بعد مرور أول شهرين وبدء استعادة الشخص لأنشطة حياته المختلفة.
كيف أتغلب على الاكتئاب بعد عملية القلب المفتوح؟
- إبلاغ الطبيب المعالج بوضعك الصحي الحالي ليرشدك إلى التصرف الصحيح، أو يرسلك إلى طبيب مختص.
- يمكن أن تساعدك إعادة تنظيم روتينك اليومي على التخلص من بعض المشاكل، مثل تحديد موعد للنوم ومواعيد الأكل وممارسة الرياضة وغيرها من الأنشطة.
- طلب المساعدة من الأصدقاء وأفراد العائلة.
- ثقف نفسك، واقرأ أكثر عن فترة التعافي بعد عملية القلب المفتوح وما بها من مشاكل وكيف تتغلب عليها.
اقرأ أيضا: تجربتي مع عملية القلب المفتوح
العناية بالجرح بعد عملية القلب المفتوح
لا يمكننا أن نهتم بجوانب الحياة بعد عملية القلب المفتوح من أسلوب المعيشة وفترة التعافي، ونتجاهل العناية بجرح العملية إذ إنه من المهم جدًا أن تعتني بالجرح جيدا وتحرص على نظافته وسلامته من العدوى.
ويمكنك اتباع الآتي للحفاظ على الجرح من العدوى:
- ابق الضمادة أو اللاصق الطبي لمدة يومين
احرص على أن تظل الضمادة الموضوعة على الجرح جافة لمدة يومين قبل أن تنزعها؛ إلا في حالة وجود نزيف او خروج إفرازات من الجرح.
- إذا أردت أن تغتسل فلا بأس من ذلك، شريطة أن تبقي الجرح جافا وألا تفركه أو تخدشه.
- تابع شكل الجرح بصورة يومية، وأبلغ الطبيب في حالة ظهور أي علامات للعدوى.
- أبقي الجرح بعيدا عن ضوء الشمس المباشر بعد العملية ولمدة عام كامل، واحرص ألا تستعمل كريم واقي الشمس دون استشارة الطبيب.
- بعض أنواع الزيوت والكريمات تمثل ضررًا على الجرح، ولذا قم باستشارة الطبيب قبل استخدام أي منها.
في حالة حدوث عدوى في موضع الجراحة تظهر أعراض مثل:
- تورم واحمرار في موضع الجرح
- الشعور بالحرارة في مكان الجرح
- الشعور بالألم مع الضغط عى موضع الجرح
- خروج إفرازات أو صديد من مكان العدوى
- في حالة انتقال العدوى من موضع الجرح إلى الدم فمن الممكن أن تصاب بالحمى
عليك الرجوع للطبيب في حالة ظهور أي من هذه الأعراض.
اقرأ ايضا : تغيير الصمام الميترالي .
السفر بعد عملية القلب المفتوح
يمكن أن تسير الحياة بعد عملية القلب المفتوح بشكل طبيعي خلال فترة متوسطة نسبيا، إذ إنك بعد مرور ثلاثة أشهر من أداء العملية يمكنك استعادة معظم أنشطتك اليومية كلها، إلا فقط بعض القليل الذي يستدعي حمل أثقال أو بذل مجهود شديد ما قد يؤثر على صحتك.
بناء على ذلك فإن السفر قد يكون ممكنًا بعد مرور ثلاثة أشهر من الجراحة، إلا أن ذلك يحتاج إلى موافقة الطبيب وذلك وفق تقييمه لحالتك الصحية وطبيعة السفر.
المشي بعد عملية القلب المفتوح
المشي هو جزء حيوي من عملية التعافي بعد خضوع المريض لعملية القلب المفتوح. تبدأ خطة التمارين بخطوات بسيطة وتزداد تدريجيًا بما يتناسب مع قدرة المريض واستجابته للتمارين. في البداية، قد يُطلب من المريض المشي لمدة قصيرة داخل غرفته أو في الممرات المجاورة لغرفته تحت إشراف طاقم الرعاية الصحية. هذا النشاط يساعد على تحفيز الدورة الدموية ويقلل من خطر تشكل جلطات الدم.
مع تحسن الحالة الصحية والقدرة البدنية، يُشجع المريض على زيادة مدة ومسافة المشي تدريجيًا. المشي يعزز من قوة العضلات ويحسن من وظائف الرئتين والقلب. من المهم جداً أن يتم زيادة النشاط البدني بشكل تدريجي ووفقًا لتوجيهات الأطباء وأخصائيي العلاج الطبيعي لتجنب أي مضاعفات محتملة.
الاستمرارية في المشي بعد الخروج من المستشفى تعد مرحلة حاسمة أيضاً. يُنصح المرضى بالمشي يوميًا وتسجيل التقدم المحرز في مذكرة خاصة لمراقبة تحسن قدرتهم البدنية. وقد يُوصى بالانضمام إلى برامج إعادة تأهيل القلب التي تقدم خطط تمارين مخصصة وتراقب صحة القلب أثناء التمارين.
أخيرًا، يجب على المريض الانتباه إلى إشارات جسده والتوقف عن المشي إذا شعر بأي ألم في الصدر، دوار، أو ضيق في التنفس واستشارة الطبيب فورًا. المشي بعد عملية القلب المفتوح يمكن أن يكون تحديًا، لكنه يلعب دورًا كبيرًا في الوصول إلى تعافي سريع وفعال.
الأدوية بعد عملية القلب المفتوح
ولمزيد من المعلومات اقرأ: الأدوية بعد عملية القلب المفتوح
فيديوهات هامة
تجارب المرضى الأعزاء