ما هو علاج ارتجاع الصمام الميترالي؟ أحدث التقنيات 2022
يُعد ارتجاع الصمام الميترالي أكثر أمراض صمامات القلب انتشارًا، إذ يتعرض له حوالي 2% من البشر حول العالم، وخصوصًا فئة كبار السن، ونظرًا لشيوعه؛ لا يتوقف سعي الأطباء والباحثين لابتكار طرق علاجية حديثة له، ذات فاعلية أكبر وأعراض جانبية أقل، فما هو علاج ارتجاع الصمام الميترالي؟ وما علاقة ذلك بدرجات ارتجاع الصمام الميترالي؟ كل ذلك وأكثر نتعرف عليه في المقال الآتي.
درجات ارتجاع الصمام الميترالي
تتوقف درجات ارتجاع الصمام الميترالي المزمن على عِدّة عوامل؛ منها: الأعراض، ومدى خطورة الحالة، وحالة الصمام، وطبيعة سريان الدم بين القلب والرئتين، ونسبة الدم المرتجِع من البطين الأيسر إلى الأذين الأيسر، ويفيد ذلك التقسيم في تحديد السبيل الأمثل للعلاج وفق رؤية الطبيب، وإليك درجات ارتجاع الصمام الميترالي:
- الدرجة الأولى: مصحوبة بتدلٍّ بسيطٍ للصمام الميترالي، مع زيادة طفيفة في سُمكِه، ويتكيَّف القلب مع هذا الوضع دون أي أعراض تُذكر، ولا تتعدَّى نسبة الدم المرتجِع إلى الأذين الأيسر 20%.
- الدرجة الثانية: يزداد تدلِّي الصمام، مع بعض التغيرات في تركيبه، بجانب تضخُّم بسيط في الأذين الأيسر، وتتراوح نسبة الدم المُرتجِع بين 20-40%، ولا توجد أعراض ملحوظة.
- الدرجة الثالثة: تتميز تلك المرحلة بتدلٍّ حادٍّ للصمام مع عدم تمكن القلب من التكيُّف بالقدر الكافي، كما يزداد تضخم الأذين الأيسر عن المرحلة السابقة، ويتضخم البطين الأيسر كذلك، مع تجاوز نسبة الدم المرتجع 40%، وعلى الرغم من كونها درجة حادّة، إلا أن الأعراض لا تزال غائبة، ولا يلحظ المريض أي شيء يُذكر.
- الدرجة الرابعة: تلك المرحلة كسابقتها، غير أنها مصحوبةٌ بأعراض ارتجاع الصمام الميترالي؛ كضيق التنفس، وعدم القدرة على بذل مجهود، كما يزداد ضغط الدم الرئوي عمّا كان عليه.
اقرأ المزيد حول درجات ارتجاع الصمام الميترالي من هنا: هل ارتجاع الصمام الميترالي يسبب الموت ؟ 4 درجات لارتجاع الصمام
علاج ارتجاع الصمام الميترالي
بعد الحديث عن درجات ارتجاع الصمام الميترالي؛ نتعرَّف الآن على السُّبُل العلاجية الأمثل لعلاج ارتجاع الصمام، والتي تهدف إلى تحسين وظائف القلب وإبقائها في حالة جيدة، مع تقليل الأعراض، وتجنُّب أي مضاعفات محتملة مستقبلًا، وإليك أفضل تلك الطرق:
1- علاج ارتجاع الصمام الميترالي بالأدوية
يُعد العلاج الدوائي خيارًا أساسيًّا لعلاج ارتجاع الصمام الميترالي؛ إذ يكفي ذلك لتخفيف أعراض ارتجاع الصمام الميترالي وتجنب مضاعفاته مستقبلاً في كثيرٌ من الحالات، ومن تلك الأدوية ما يلي:
- مُدِرَّات البول.
- مضادات تخثُّر الدم.
- حاصرات المستقبِل بيتا.
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.
ونود التأكيد على أن تناول أيًّا من الأدوية سالفة الذكر أو غيرها يكون تحت الإشراف الطبي حصرًا؛ إذ إن طبيبك الخاص هو الأقدر على تقييم حالتك، وتحديد مدى حاجتك لعلاجٍ ما، واختيار العلاج الأنسب لك. كما أن ما سبق ذكره قد لا يكون كافيًا لعلاج كثيرٍ من الحالات أو تقليل الأعراض المصاحبة لها، ما يدفع الطبيب للتفكير في خيار علاجي أكثر كفاءة وفاعلية، كإصلاح الصمام التالف أو استبداله.
2- جراحة إصلاح الصمام الميترالي
قد نفضل إجراء جراحة إصلاح الصمام الميترالي لعدد من المرضى، وذلك بناءً على حالته الصحية والنتائج اﻷفضل على المدى البعيد لهذه العملية، وقد أفادت دراسات طبية أن كثيرًا ممن أجرَوا تلك العملية حصلوا على نتائج جيدة للغاية في علاج الأعراض وتحسين وظائف القلب، وإليك خطوات جراحة تغيير الصمام الميترالي أو إصلاحه:
- تجهيز المريض للعملية وإجراء الفحوصات والتحاليل المطلوبة.
- وضع المريض تحت تأثير التخدير الكُلِّي.
- توصيل المريض بجهاز المجازة القلبية الرئوية.
- شق الصدر لإجراء الجراحة.
- سد ثقوب الصمام وإصلاح سدائله.
- إزالة الأنسجة الزائدة؛ لإحكام إغلاق الصمام.
- رأب حلقة الصمام الميترالي وتدعيمها.
- إصلاح هيكل الصمام واستبدال الأنسجة المهترئة.
- إعادة توصيل الدورة الدموية.
يتم إجراء عملية إصلاح أو استبدال الصمام الميترالي بِعدَّة طرق؛ منها: شق الصدر بالكامل (عملية القلب المفتوح)، أو شق جزء بسيط من الجانب الأيمن للصدر وإجراء العملية بالمنظار الطبي مع استخدام كاميرا عالية الجودة.
وتتميز عملية إصلاح الصمام الميترالي بالمنظار بما يلي:
- سرعة التحسن بعد العملية.
- قصر مدة البقاء في المستشفى عقب العملية.
- قلة احتمالية العدوى مقارنةً بالجراحة العادية.
- تقلل التشوُّه الحادث بالصدر عما ينتج عن جراحة القلب المفتوح.
3- جراحة استبدال الصمام الميترالي
يمكن علاج ارتجاع الصمام الميترالي إما باستبدال الصمام أو إصلاحه إن أمكن، وتقرير أي الخيارين أفضل لك نحدده بعد الاطلاع على حالتك الطبية ونناقش معك تفاصيل خطة العلاج؛ كما نفضل إجراء عملية تغيير الصمام الميترالي بالمنظار عادةً.
جدير بالذكر أن جراحة إصلاح الصمام أو استبداله هي الوسيلة العلاجية الأنجع في حالات ارتجاع الصمام الميترالي الحاد، كما قد تكون وسيلة علاجية فعالة كذلك مع الدرجات المختلفة لارتجاع الصمام الميترالي المزمن. على كل حال؛ يظل اختيار آلية العلاج الأنسب لك خاضعًا لرؤية طبيبك الخاص بعد إجراء الفحوصات المطلوبة والتعرُّف التفصيلي على طبيعة حالتك ومدى خطورتها.
4- مشبك الصمام الميترالي
في عملية مشبك الصمام الميترالي ندخل قسطرة قلبية – متصلة بمشبك في نهايتها – عبر شريان في الفخذ وصولًا إلى الصمام الميترالي، إذ يُستخدَم المشبك في تحسين كفاءة الصمام الميترالي وإحكام إغلاق السدائل، وبالتالي يقل معدل الارتجاع، وهي وسيلة علاجية جيدة للغاية حال أردت إجراء عملية الصمام الميترالي دون جراحة، ولكن بعد تقرير الطبيب لأنسب الخيارات العلاجية تبعاً لحالتك الصحية.
اقرأ أيضاً: كيف يتم تغيير صمام القلب
نصائح لمرضى ارتجاع الصمام الميترالي
بجانب الطرق العلاجية سابقة الذكر، هناك مجموعة من النصائح الطبية المتعلقة بنمط حياة المريض، والتي تهدف إلى تحقيق أمثل تكيُّف مع المرض، وتلافي المخاطر المرتبطة به، وإليك أهم تلك النصائح:
- تناول الأطعمة الصحية.
- التخلص من الوزن الزائد.
- المتابعة الدورية مع طبيب مختص.
- ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة.
- الامتناع عن التدخين وتعاطي الكحول.
- متابعة مستوى ضغط الدم والحفاظ على استقراره.
- الالتزام بالأدوية والخطوات العلاجية التي أوصى بها الطبيب.
أسئلة شائعة حول علاج ارتجاع الصمام الميترالي
بعدما تعرفنا بالتفصيل على ما هو علاج ارتجاع الصمام الميترالي؛ إليكم الجواب الوافي على أبرز التساؤلات حول هذا الموضوع:
1- هل يشفي مريض ارتجاع الصمام الميترالي؟
لعل تساؤل هل يشفى مريض ارتجاع الصمام الميترالي هو الأهم بصدد حديثنا عن علاج ارتجاع الصمام، ولا داعي للقلق بهذا الشأن؛ إذ تؤكد الدراسات الطبية الحديثة على إمكانية التعافي من ارتجاع الصمام الميترالي – على اختلاف درجاته – مع اتباع التعليمات الطبية وانتقاء الآلية العلاجية الأنسب لكل مريض.
2- كم نسبة نجاح عملية تغيير صمام القلب؟
نظرًا لتقدم التقنيات العلاجية المستخدمة في عمليات القلب وتغيير الصمامات؛ لا يتبقى لك فقط غير اختيار طبيب كُفء لإجراء العملية بأمانٍ تامٍ ونسبة نجاح مرتفعة، إذ وِفق تقارير طبية؛ تتراوح نسبة نجاح عملية تغيير صمام القلب فيما بين 94-97%، على اختلافات بسيطة من مريض لآخر تابعًا لحالته، ونوع التقنيات المستخدمة، ومدى كفاءة الطبيب، بجانب مدى اعتناء المريض بصحته بعد العملية.
3- هل ارتجاع الصمام الميترالي يسبب الموت؟
يظل ارتجاع الصمام الميترالي واحدًا من أبرز أمراض صمامات القلب، وعلى الرغم من إمكانية التعايش معه لسنوات دون ظهور أعراض أو تأثُّر للصحة العامة؛ فإن إرجاء علاجه أو إهماله تمامًا قد العديد من اﻷعراض المضاعفات التي تؤثر على حالتك الصحية وحياتك الشخصية، ولذا ننصح بإجراء الفحوصات الدورية والاطمئنان على صحة القلب على الدوام، والتنبُّه لأي بادرة قد تكون علامةً على إصابتك بارتجاع الصمام الميترالي.