ما هو لَغَط القلب ؟ متى يجب زيارة الطبيب؟

أستاذ دكتور/ ياسر النحاس

[ez-toc]

إن لغط القلب هو الأصوات الصادرة من القلب أثناء انقباضه و انبساطه و هى تماثل أصوات التشويش أو تدفق الماء، و تتولد هذه الأصوات بسبب حدوث اضطراب ما فى حركة تيار الدم عند مروره داخل قلبك أو بالقرب منه، و يمكن الإنصات لهذا اللغط بواسطة سماعة الكشف، علما بأنه فى الأحوال الطبيعية يكون لكل خفقة من قلبك صوتان مثل “لبّ-دَبّ” (أو أحيانا “لاب-داب”) تصاحبان انغلاق الصمامات.

قد يتواجد لغط القلب عند الولادة (أى لغط خِلْقِى) أو يبدأ فى الظهور فى إحدى مراحل الحياة التالية، و هو لا يٌعْتبَر مرضا فى حد ذاته و إنما قد يكون ذى دلالة على وجود خلل ما فى القلب.

لغط القلب البرئ

فى معظم الأحوال، لا يتسبب اللغط  فى حدوث أى مضاعفات (أى يُعتبر آمنا/بريئا) و من ثَمَّ، لا يحتاج إلى العلاج، بينما فى أحيان أخرى يكون هذا اللغط ذى طبيعة مُريِبة مما يستوجب إجراء المتابعة الدورية بالفحوصات للتأكد من عدم وجود خلل عضوى فى القلب، و إذا تطلب الأمر، يكون العلاج مُوَجَّها للمرض المسبب لهذا اللغط.
الأعراض

إذا كان لغط القلب لديك من النوع الآمن، أو المُسَمَّى بالبرئ، ففى الغالب لن تعانى من أى أعراض و لن تظهر عليك دلائل مرضية إضافية. من ناحية أخرى، قد لا يتسبب لغط القلب الغير طبيعى فى الشعور بأى متاعب و ربما لا تُكتشف له أى علامات مَرَضِية و ذلك باستثناء الأصوات الغير معتادة التى تلتقطها أذنَى الطبيب عند الكشف عليك بالسماعة.

لغط القلب الخبيث

معاناتك من الأعراض التالية الى جانب وجود لغط قد تشير إلى وجود متاعب بالقلب لديك مثل:
• تغير لون الجلد إلى الأزرق و خاصة الشفتين و أطراف الأصابع
• تورم الجسم أو ازدياد وزنه بصورة فجائية
ضيق بالتنفس
• سُعال مُزمِن
• تضخم الكبد
• تضخم أوردة الرقبة
• فقدان الشهية و تأخر فى النمو (بالنسبة للأطفال)
• التعرق الشديد مع أقل مجهود أو حتى بدونه
• ألم فى الصدر
• الدُوار أو الدوخة
• الإغماء

اقرأ ايضا : عملية القلب المفتوح .

متى يجب زيارة الطبيب؟

إن الغالبية العظمى من لغط القلب لا تحمل أى خطورة، و لكن إذا ساورك الشك فى وجوده لديك أو لدى أطفالك فعليك تحديد موعد مع طبيب الأسرة الذى يُمْكِنه التعرف على طبيعة أصوات قلبك و إخبارك إذا كانت من النوع الآمن و بالتالى لا تحتاج إلى أى علاج أو ربما يشتبه فى إصابتك بمرض فى القلب فيشير عليك بإجراء المزيد من الفحوصات الطبية.

أسباب لغط القلب

هناك نوعان من اللغط القلبي: الآمِن (أى البرئ) و الغير طبيعى (أى الخطير)، يَشِيعُ النوع الآمن بين الأطفال حديثى الولادة و صغار السن، و من لديه هذا النوع من اللغط يحظى بقلب سليم.
أما النوع الغير طبيعى من لغط القلب فإنه يَتَّسِم بالخطورة إذ أنه مؤشر على الإصابة بإحدى أمراض القلب الخِلقِيَّة لدى الأطفال أو الإصابة بأحد أمراض صمامات القلب المُكْتَسَبَة لدى البالغين.

لغط القلب الآمن

تتولد أصوات لغط القلب الآمن عند سريان تيار الدم داخل قلبك بسرعة أكبر من المعدل الطبيعى، و ذلك فى الأحوال الآتية:
• المجهود العضلى أو ممارسة التمارين الرياضية
• الحمل
• ارتفاع حرارة الجسم
• تناقص عدد كرات الدم الحمراء السليمة لديك عن الحد الطبيعى، و التى تقوم بتوصيل الكميات الكافية من الأﻜﺴﭼين إلى أنسجة جسمك (الأنيميا)
• ارتفاع مستوى هرمون الغدة الدرقية فى الدم (نشاط الغدة الدرقية المُفْرِط)
• أثناء مراحل النمو السريع مثل فترة المراهقة
قد تختفى أصوات لغط القلب الآمن بمرور الوقت أو ربما تلازمك مدى الحياة و لكن دون التسبب فى حدوث أى اضطراب فى قلبك.

لغط القلب الغير طبيعى

من الأسباب الشائعة لحدوث اللغط الغير طبيعى لدى الأطفال هو وجود خلل فى الهيكل التشريحى للقلب عند الولادة (أى عيوب خِلقِيَّة فى القلب).
تشمل العيوب الخِلقِيَّة الشائعة المُسَبِّبَة للغط القلب الغير طبيعى كل من:
• ثقوب أو تفريعات فى القلب: تكون مُصاحِبَة لما يُطلق عليها “عيوب الحاجز القلبى“. تتراوح درجة خطورة الثقوب بين آمنة إلى عالية الخطورة وفقا لحجمها و مكانها.
تتكون تفريعات أو تحويلات فى القلب عند سريان الدم بصورة غير طبيعية خلال غرف القلب أو داخل الشرايين مما يتسبب فى صدور أصوات لغط القلب الغير طبيعى.

عيوب صمامات القلب: قد تكون الإصابة بعيوب صمامات القلب موجودة لدى الأطفال عند الولادة، و لكن فى بعض الأحيان لا يتم اكتشافها إلا فى المراحل المتأخرة من العمر. و من أمثلة عيوب الصمامات: تلك التى لا تسمح بمرورالقدر الكافى من الدم خلالها (الضيق)، أو الصمامات التى لا تنغلق بإحكام مما يؤدى إلى حدوث ارتشاح منها (إرتجاع الصمام الميترالي).

أسباب اخرى

كما أن هناك أسبابا أخرى للإصابة بلغط في القلب الغير طبيعى مثل العدوى و بعض الحالات المَرَضِية، التى تؤدى إلى إتلاف البِنْيَة الداخلية للقلب خاصة لدى الأطفال كبار السن و البالغين، و تشتمل هذه الأسباب على:

• تَكَلس الصمامات: يؤدى تَكَلّس الصمامات إلى ازدياد صلابتها و سُمْكها مثل ما يحدث فى حالات ضيق الصمام الميترالى أو ضيق الصمام الأورطى و تزداد هذه التكلسات بتقدم العمر فتؤدى إلى ضيق مُطَرد فى الصمامات مما يعوق سريان الدم داخل قلبك، و من ثَمَّ يحدث لغط القلب.

التهاب الشِغاف: هو التهاب الجزء الداخلى المُبَطِن للقلب و الصمامات الذى يحدث عند انتقال العدوى بالبكتيريا أو الجراثيم بواسطة الدم، من باقى أجزاء الجسم مثل فمك، لتستقر فى قلبك.

إن إهمال علاج التهاب الشغاف قد يؤدى إلى تلف أو تدمير صمامات القلب، خاصة لدى المرضى الذين لديهم بالفعل خلل فى إحدى الصمامات.

• الحُمَّى الروماتيزمية: بالرغم من نُدرة حالات الإصابة بالحمى الروماتيزمية فى الوقت الحالى، خاصة فى الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنها تُصبح عالية الخطورة عند الإصابة بها فى حال عدم تلقيك العلاج المناسب لالتهاب البكتيريا السِبَحِيَّة أو إذا كانت مدة العلاج غير كافية ، و ذلك لتسببها فى إتلاف صمامات القلب بصورة مستديمة و إعاقة المسار الطبيعى لتدفق الدم داخل قلبك.

عوامل الخطورة

تشمل العوامل المؤثرة فى ازدياد احتمالات إصابتك بلغط فى القلب الأحوال الآتية:
• تاريخ عائلى بالإصابة بعيوب القلب الخلقية إذاعانى أحد أقاربك من الدم من أحد عيوب القلب فهناك خطورة عليك أيضا أو أحد أطفالك من إصابتكم بعيب و كذلك بلغط غير طبيعى فى القلب.

• بعض الحالات المَرَضِية مثل عدم السيطرة على ضغط الدم المرتفع، ازدياد نشاط الغدة الدرقية، التهاب الشغاف (التهاب الجزء الداخلى المُبَطِن للقلب نتيجة العدوى)، ارتفاع ضغط الدم داخل الرئتين (الضغط الرئوى المرتفع)، المتلازمة السرطاوية، متلازمة ازدياد الخلايا اليوزينية، الذئبة الحمراء، التهاب الروماتويد المفصلى، ضعف فى عضلة القلب أو سابقة الإصابة بالحمى الروماتيزمية. قد تُزيد كل من هذه الحالات المرضية احتمالات ظهور لغط فى القلب فى المراحل المتقدمة من العمر.

اقرأ ايضا : جراحة القلب المفتوح .

كما تساهم عوامل الخطورة التالية أيضا فى زيادة احتمال إصابة طفلك الوليد بلغط فى القلب:
• الإصابة ببعض الأمراض أثناء الحمل إن عدم التحكم فى ضبط مستوى السكر بالدم أو الإصابة بالعدوى بالحصبة الألمانية أثناء فترة الحمل يؤديان إلى ازدياد فرص إصابة طفلك بأحد عيوب القلب أو حدوث لغط فيه.

• تناول بعض الأدوية أو العقاقير المحرمة قانونا أثناء الحمل مثل أنواع معينة من الأدوية، الكحوليات أو العقاقير المخدرة تتسبب فى إلحاق الضرر البالغ بطفلك الذى هو فى طور النمو و كذلك فى إصابته بأحد عيوب القلب.

تشخيص لغط القلب

في الآونة الأخيرة، أصبح تشخيص لغط القلب يحتل مكانة مركزية في عالم الطب. يعتمد الأطباء على مجموعة متنوعة من الأساليب لتحديد هذه الحالة. من بين هذه الأساليب، يبرز استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي والموجات فوق الصوتية. هذه التقنيات تساعد في رؤية القلب بوضوح وتحديد أي خلل موجود.

علاوة على ذلك، يلعب التاريخ الطبي للمريض دوراً حاسماً في التشخيص. يجري الأطباء مقابلات مع المرضى لجمع معلومات حول أعراضهم وتاريخهم الصحي. هذه المعلومات تساعد في تحديد إذا كانت أعراضهم ناتجة عن لغط القلب أو مشاكل صحية أخرى. من الضروري جداً الانتباه إلى الأعراض المبكرة ومعالجتها بسرعة.

تشمل الأعراض الشائعة للغط القلب الشعور بالتعب الشديد، ضيق التنفس، والدوار. يمكن أن تؤثر هذه الأعراض بشكل كبير على جودة حياة المريض. لذا، يحرص الأطباء على تقييم هذه الأعراض بعناية لضمان التشخيص الصحيح. التشخيص المبكر يمكن أن يقود إلى علاج أكثر فعالية ويمنع تطور المشكلة.

لتأكيد التشخيص، قد يوصي الأطباء بإجراء اختبارات معينة. تشمل هذه الاختبارات تخطيط القلب الكهربائي (ECG) واختبار الجهد. هذه الاختبارات تقيس نشاط القلب وتساعد في تحديد أي اضطرابات. النتائج التي تظهر من هذه الاختبارات تعتبر حاسمة في وضع خطة علاجية ملائمة.

بمجرد التشخيص، يبدأ العلاج على الفور لتحسين حالة المريض وتجنب أي مضاعفات. العلاج يمكن أن يتراوح بين تغييرات في نمط الحياة والأدوية إلى الجراحة في الحالات الشديدة. الهدف هو تحسين وظائف القلب. من خلال الرعاية الطبية المناسبة، يمكن للمرضى توقع تحسن كبير في صحتهم.

علاج اللغط القلبي

علاج لغط القلب يشير إلى الطرق والوسائل التي يمكن من خلالها معالجة مشاكل واضطرابات القلب. هذا الموضوع يحتل أهمية كبيرة في مجال الطب والصحة العامة. يعتبر القلب من أهم أعضاء الجسم، وأي خلل في وظائفه يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة. لذلك، يجب اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على صحة القلب وعلاج أي اضطرابات قد تطرأ عليه.

الوقاية دائماً خير من العلاج، وهذا ينطبق بشكل خاص على صحة القلب. يُنصح باتباع نمط حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة وممارسة الرياضة بانتظام. تجنب التدخين والإفراط في تناول الكحول يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب. كما أن التحكم في مستويات التوتر والضغط النفسي يعد عاملاً مهماً في حماية القلب من الأمراض.

عند الحديث عن علاج اضطرابات القلب، فإن الخيارات المتاحة تعتمد على نوع وشدة الحالة. الأدوية تلعب دوراً رئيسياً في علاج العديد من مشاكل القلب، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم وفشل القلب. يمكن لهذه الأدوية أن تساعد في تنظيم ضربات القلب، تقليل الضغط على القلب، ومنع تكون الجلطات.

في بعض الحالات، قد يكون العلاج الجراحي ضرورياً لعلاج مشاكل القلب. العمليات الجراحية مثل تركيب الدعامات والجراحة التوسيعية للشرايين يمكن أن تفتح الشرايين المسدودة وتحسن تدفق الدم إلى القلب. الجراحة قد تكون أيضاً ضرورية لإصلاح أو استبدال صمامات القلب التالفة.

إلى جانب العلاجات الطبية والجراحية، تلعب العلاجات التكميلية دوراً مساعداً في علاج اللغط. العلاج بالأعشاب، اليوغا، وتقنيات الاسترخاء يمكن أن تساهم في تخفيف التوتر وتحسين الصحة العامة للقلب. من المهم دائماً استشارة الطبيب قبل تجربة أي علاجات بديلة لضمان أنها آمنة وفعالة.

فيديو هام

YouTube video

تجارب المرضى الأعزاء

أستاذ دكتور/ ياسر النحاس
استاذ جراحة القلب و الصدر - كلية الطب جامعة عين شمس. إستشاري جراحة القلب بمستشفيات دار الفؤاد ، السعودي الألماني، الجوي التخصصي بالتجمع، شفا، جولدن هارت و ويلكير
____________________
عضو الجمعية الأمريكية و الأوروبية لجراحة القلب
____________________
عنوان عيادة دكتور ياسر النحاس
١٥ شارع الخليفه المأمون-روكسي-مصر الجديده- امام سوق العصر– الدور التاسع
مواعيد العيادة:
السبت و الاربعاء: من الثانية إلى الخامسة مساءا
الحجز مسبق تليفونيا : 01150009625
____________________
أفضل دكتور جراحة قلب مفتوح في مصر (استفتاء الأهرام)
أفضل جراح قلب في مصر ( إستفتاء صدى البلد)
أستاذ دكتور/ ياسر النحاس on Facebookأستاذ دكتور/ ياسر النحاس on Linkedinأستاذ دكتور/ ياسر النحاس on Youtube
Share This Article
error: Content is protected !!