كثيرةٌ هي الضغوطات والمشاكل التي نمر بها في هذه الحياة، يملء قلوبنا القلق أو التوتر، نُصابُ بالضجر أحياناً، وأحياناً أخرى تضيق صدورنا فنغضب لأتفه الأسباب، فيما قد يطلق عليه أمراض القلب النفسية.
تُرى: ما هي أعراض القلق النفسي؟ وهل القلق يؤثر على القلب؟ وما السبيل إلى علاج القلق والخوف الزائد؟ حول تأثير القلق والضغوطات على صحة القلب يدور هذا النقاش، فتابع معنا.
أمراض القلب النفسية
وفق بيانات مركز التحكم والوقاية من الأمراض CDC، ذكر الترابط والتلازم بين الأمراض النفسية وأمراض القلب، تشمل تلك الأمراض القلق والاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة، وكذلك التوتر المزمن.
تؤثر المشاكل النفسية في فرص الإصابة وعوامل الخطورة لأمراض القلب، حيث وُجد أنها قد تؤثر على ضغط الدم مسببةً ارتفاعه، أو إسراع القلب.
كما وجدت الدراسات أيضاً إمكانية تسبب القلق أو الحالة النفسية بنقص التروية الدموية للقلب؛ وبالتالي احتمالية التعرض للنوبة القلبية.
ليس ذلك فحسب، بل من الممكن أن تسبب الحالة النفسية ارتفاعاً في مركبات الدم، كنسبة الكورتيزول، أو الكالسيوم الموجودة بالدم، متسببةً بمشاكل عديدة على مختلف أعضاء الجسم.
وبالعكس، وجدت الدراسات أن هذه الأمراض النفسية هي التي قد تنشأ عن أمراض القلب المختلفة، كفشل عضلة القلب أو قصور الشريان التاجي، أو حتى السكتة الدماغية.
أما عن تناول الأدوية النفسية، فقد وُجد لبعضها أثراً في الإصابة بالسمنة أو التعرض للنوبات القلبية، أو السكري أو الرجفان الأذيني، وحتى السكتة الدماغية.
جديرٌ بالذكر أيضاً أن الأمراض النفسية قد تكون ذات صلة بأمراض القلب بطريق غير مباشر، فقد تدفع الشخص نحو تناول المخدرات أو التدخين، أو أن تجعل من الصعب الالتزام بعادات صحية سليمة، ما يؤثر على الصحة العامة للشخص.
أعراض القلق النفسي | أعراض القلق والتوتر والاكتئاب
تتنوع وتتعدد أعراض القلق النفسي باختلاف أنواع القلق، فتتعدد أعراضه بين تغيرات جسدية، تشمل العلاقة بين القلق النفسي وضربات القلب، حيث يزداد معدل النبض بالدقيقة، كما يزداد تدفق الدم نحو الأعضاء والعضلات.
كما قد يشمل ذلك تغيرات على المستوى المعرفي كتلك المصاحبة للوسواس القهري، ويصاحبها شعورٌ بعدم القبول أو عدم الأهلية والاستحقاق، ويكون القلق ملازماً لأولئك الأشخاص.
وليست أعراض القلق النفسي استثناءاً على مستوى التغيرات السلوكية، أو العاطفية، وكذلك قد يدفع القلق الأشخاص نحو تجنب العديد من العادات التي قد تسبب له شعوراً بعدم الارتياح يشابه ذلك المصاحب للقلق.
أما عن أعراض القلق النفسي، أو أعراض القلق والتوتر والاكتئاب على القلب والصحة، فتشمل ما يلي:
- ارتفاع ضغط الدم، الذي قد يتسبب بمشاكل مختلفة كضعف أو فشل عضلة القلب، أو أمراض الشرايين التاجية.
- ألم الصدر، والذي ينبغي إعارة الاهتمام له لاحتمال تداخله مع ألم النوبة القلبية.
- الشعور بالخدر أو الوخز في الأطراف، وضعف العضلات.
- الشعور ببعض الصداع الخفيف.
- مواجهة بعض الصعوبة بالتنفس.
- ازدياد معدل ضربات القلب.
- الشعور بالتشاؤم.
كيف تستطيع التفرقة بين أعراض مرض القلب وأعراض القلق
من المهم أن تستطيع التفرقة بين أعراض مرض القلب وأعراض القلق حتى تسلك النهج الصحيح والمناسب في حال ظهور أحد الأعراض عليك، والتي قد تشير إلى مشكلةٍ قد تكون خطيرة.
- النوبة القلبية تتسبب بتلف دائم على عضلة القلب، بعكس نوبات القلق.
- الم الصدر الناتج عن النوبة القلبية يمتد تأثيره عادةً نحو مناطق مختلفة كالذراعين أو الرقبة.
- قد تؤثر نوبات القلق على درجة وعي الشخص دون فقدان تام للوعي، بعكس النوبة القلبية التي قد تسبب فقدان الوعي في بعض الحالات.
النوبة القلبية قد تتشابه إلى حدٍ كبيرٍ مع أعراض القلق، ومن الضروري في حال ظهور أحد الأعراض التي تثير الشك أن تطلب الرعاية الطبية نظراً للتشابه بين كلا الحالتين.
كما أنه في بعض الأحيان قد يعاني المريض من النوبة القلبية الصامتة، والتي معها لا تظهر كثيرٌ من أعراض النوبة القلبية العادية التي يستشفُّ منها المرض مروره بنوبة قلبية.
كيف أتخلص من أعراض القلق الجسدية | علاج القلق والخوف الزائد
يبنغي العلم بأن القلق النفسي، وكذلك الاكتئاب والتوتر هم درجات، تتفاوت كل درجةٍ فيها عن الأخرى، ويستطيع الطبيب النفسي التمييز بينهما وإمداد المريض بما يلزمه من علاج القلق والخوف الزائد المناسب لحالته، وإجابته عن سؤاله: كيف أتخلص من أعراض القلق الجسدية بما يناسب حالته ووضعه.
تختلف أنواع العلاج تبعاً لما تستدعيه كل حالة، فبين التحكم في القلق ووضعه ضمن إطارٍ منضبط ومساعدة المريض على وضع كل مشكلةٍ في مكانها المناسب دون كثيرٍ من القلق غير اللازم.
أو إعادة التأهيل المعرفي، أو حتى بدفع المريض نحو اعتياد المشاكل والأمور التي كان يستصعبها مسبقاً، وغير ذلك من العلاج النفسي.
قد يصف الطبيب الأدوية لبعض المرضى، كما أنه قبل ذلك يستبعد احتمالية وجود أمراض بالقلب أو مشاكل صحية أخرى.
نصائح للتغلب على القلق والاكتئاب
نظراً للانتشار الواسع للقلق والأمراض النفسية، كان من الضروري أن نعين المرضى ونمدهم ببعض النصائح تساعدهم بجانب تلقيهم للعلاج النفسي.
- اتباع عادات غذائية سليمة، والحرص على التغذية الغنية بكل ما يحتاجه الجسم من موارد وعناصر.
- الحرص على استقطاع أوقات للراحة والاسترخاء دون شغل البال بأمور الدنيا.
- الحركة والمداومة على الرياضة إن أمكن، وتجنب الكسل والخمول.
- ممارسة التمارين المطلوبة من الطبيب إن طلب ذلك.
- الحرص على أخذ القسط الكافي من الراحة.
- الالتزام بتعليمات الطبيب النفسي.
- تقوية أواصر العائلة والصداقة.
أسئلة شائعة حول القلق وأمراض القلب النفسية
الاكتئاب وصحة القلب | هل القلق يؤثر على القلب؟
كما ذكرنا تواً من الترابط بين الأمراض النفسية وأمراض القلب، كذلك قد يؤثر كلٌ من القلق والاكتئاب على صحة القلب.
الأمر يتعلق بما يحفزه كلا الأمرين في داخل الجسم، فالقلق أو الغضب، وحتى الاكتئاب قد يكون لهم تأثير على تنشيط الجهاز العصبي السمباثاوي، أو المركبات الكيميائية المختلفة المسؤولة عن بعض التغيرات في الجسم، وعلى مستوى القلب.
ذلك يمشل زيادة الكورتيزول، أو حتى الأدرينالين وغير ذلك، كما أنه متهمٌ بتنشيط البرويتن المعروف ب CRP، والذي هو على صلة بمرض تصلب الشرايين، وبالتالي ازدياد خطر الإصابة بأمراض الشرايين التاجية.
القلق النفسي وضربات القلب | هل القلق يسبب ألم في القلب؟
قد يواجه مختلف الناس العديد من المشاكل التي تؤرق مضاجعهم في فترات حياتهم المختلفة، بعض الأحيان يشعر أولئك الأشخاص بألمٍ بالصدر متزامن مع تلك الحالة من القلق، فهل القلق يسبب ألم في القلب؟ وما الترابط بين القلق النفسي وضربات القلب؟
يؤثر القلق على نواحي مختلفة من الجسم كما ذكرنا، وتتمثل خصائص الألم الذي قد ينتج عن القلق فيما يلي:
- ألم حاد.
- حكة بالصدر.
- ضيق وثقل بالصدر.
- شد عضلي بعضلات الصدر.
- الشعور بالوخز أو التنميل.
قد تتداخل هذه الأعراض مع أعراض النوبة القلبية، ما يستدعي منك معرفة الفرق بين كلٍ منهما، كما أن طلب الرعاية الطبية أمرٌ مهم في تلك الحالة تفادياً لوجود نوبة قلبية أو حتى ظهور أعراض.
هل أدوية القلب تسبب الاكتئاب؟
ليست هذه قاعدة على الدوام، إلا أن بعض أدوية القلب تسبب الاكتئاب وزيادة سوء الحالة النفسية، بينما البعض الآخر قد يأتي بأثر إيجابي على الحالة النفسية.
العديد من الأداوية التالية قد تسبب الاكتئاب وسوء الحالة النفسية:
- حاصرات بيتا، المستعملة في علاج ارتفاع ضغط الدم، واضطراب نظم القلب، وغير ذلك.
- أدوية علاج ارتفاع الكوليسترول والدهون Statins.
- بعض الأدوية الأخرى مثل: Methyldopa, Reserpine.
الضغط النفسي وتأثيره على ضربات القلب
الضغط النفسي يُعتبر من العوامل المؤثرة في ضربات القلب. عندما يتعرض الشخص لمواقف مجهدة، يزيد الجهاز العصبي السمباثاوي من إفراز هرمونات مثل الأدرينالين. هذا يسبب زيادة في معدل ضربات القلب، مما يجعل القلب يعمل بجهد أكبر. التوتر المستمر يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وهذا بدوره يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
أيضاً، الضغط النفسي يمكن أن يؤدي إلى اضطراب في نظم القلب. هذا الاضطراب يمكن أن يتراوح بين زيادة خفيفة في معدل الضربات إلى حالات أكثر خطورة مثل الرجفان الأذيني. من المهم إدارة الضغط النفسي بشكل فعال للحفاظ على صحة القلب. التدابير البسيطة مثل ممارسة الرياضة والتأمل يمكن أن تساعد في تخفيف التوتر وتحسين صحة القلب.
الأبحاث تشير إلى أن التوتر المزمن قد يؤدي إلى تغييرات في بنية ووظيفة القلب. هذه التغييرات تشمل تضخم البطين الأيسر وزيادة سمك جدران الشرايين. هذه التغييرات تزيد من صعوبة ضخ الدم بشكل فعال، مما يزيد من خطر الفشل القلبي. بالتالي، من الضروري اتخاذ خطوات لتقليل التوتر والحفاظ على صحة القلب.
التعامل مع الضغط النفسي يتطلب استراتيجية شاملة تشمل التغيير في نمط الحياة. من المهم الحصول على قسط كاف من النوم، ممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على نظام غذائي صحي. هذه الخطوات يمكن أن تقلل من تأثير الضغط النفسي على القلب وتساهم في تحسين الصحة العامة.
القلق والاكتئاب وتأثيرهما على صحة القلب
القلق والاكتئاب لهما تأثير مباشر وغير مباشر على صحة القلب. الدراسات تشير إلى أن الأشخاص الذين يعانون من القلق أو الاكتئاب يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب. هذه الاضطرابات النفسية يمكن أن تؤدي إلى تغييرات في نمط الحياة مثل التدخين وسوء التغذية، مما يزيد من مخاطر أمراض القلب.
من الناحية البيولوجية، القلق والاكتئاب يمكن أن يؤديان إلى تغييرات في الوظائف القلبية. على سبيل المثال، يمكن أن يزيدا من مستوى الالتهاب في الجسم، مما يؤثر على صحة الشرايين. الالتهاب المزمن يمكن أن يؤدي إلى تصلب الشرايين وزيادة خطر النوبات القلبية.
كما أن هذه الحالات النفسية يمكن أن تؤثر على القدرة على اتباع الإرشادات الطبية. الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب قد يجدون صعوبة في تناول الأدوية بانتظام أو الالتزام بنمط حياة صحي. هذا الإهمال يمكن أن يؤدي إلى تدهور الحالة الصحية وزيادة مخاطر الأمراض القلبية.
بالتالي، من الضروري معالجة القلق والاكتئاب كجزء من العلاج الشامل لأمراض القلب. العلاج النفسي وتقديم الدعم الاجتماعي يمكن أن يكون لهما تأثير إيجابي كبير على تحسين الحالة النفسية والجسدية. كذلك، الاستشارة الطبية المتخصصة يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة.
كيف تؤثر الأدوية النفسية على صحة القلب
بعض الأدوية النفسية قد تؤثر على صحة القلب بطرق مختلفة. حاصرات بيتا، المستخدمة في علاج القلق والاكتئاب، قد تؤدي إلى تباطؤ ضربات القلب. هذا التأثير قد يكون مفيدًا في بعض الحالات ولكنه قد يشكل خطرًا في حالات أخرى. من المهم أن يتم وصف هذه الأدوية تحت إشراف طبي دقيق.
الأدوية المضادة للاكتئاب يمكن أن تؤدي إلى تغييرات في ضغط الدم. بعض هذه الأدوية يمكن أن تسبب ارتفاعًا أو انخفاضًا في ضغط الدم، مما يؤثر على صحة القلب. لهذا السبب، يجب مراقبة ضغط الدم بانتظام عند استخدام هذه الأدوية. أيضاً، بعض الأدوية النفسية قد تزيد من مستويات الكوليسترول في الدم.
زيادة الكوليسترول يمكن أن تؤدي إلى تصلب الشرايين وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية. لهذا، قد يوصي الطبيب باتباع نظام غذائي صحي أو تناول أدوية لتقليل مستويات الكوليسترول عند استخدام الأدوية النفسية. من المهم أيضًا مناقشة أي تاريخ عائلي لأمراض القلب مع الطبيب قبل بدء العلاج.
بالإضافة إلى ذلك، الأدوية النفسية قد تؤثر على التوازن الكيميائي في الجسم. هذا يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في معدل ضربات القلب والوظائف القلبية الأخرى. لذا، من الضروري متابعة الحالة الصحية بانتظام وإبلاغ الطبيب عن أي أعراض غير عادية. من خلال التعاون مع الطبيب، يمكن تحسين العلاج النفسي وتقليل المخاطر على صحة القلب.
كيفية الوقاية من تأثيرات القلق على القلب
الوقاية من تأثيرات القلق على القلب تبدأ بإدارة التوتر بشكل فعال. من المهم تبني تقنيات للاسترخاء مثل التنفس العميق والتأمل. هذه التقنيات يمكن أن تقلل من استجابة الجسم للضغط النفسي، مما يحمي القلب من الآثار الضارة. أيضاً، ممارسة الرياضة بانتظام تلعب دورًا كبيرًا في إدارة القلق وتحسين صحة القلب.
التغذية الجيدة تلعب أيضًا دورًا في الوقاية من تأثيرات القلق على القلب. النظام الغذائي الغني بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة يمكن أن يعزز صحة القلب ويقلل من التأثيرات الضارة للقلق. تجنب الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات يمكن أن يحسن من الحالة النفسية والجسدية معاً.
النوم الجيد يعد عاملاً آخر مهمًا في الوقاية من تأثيرات القلق. عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يمكن أن يزيد من مستويات القلق ويؤثر سلبًا على صحة القلب. من المهم الحفاظ على روتين نوم منتظم والابتعاد عن المؤثرات السلبية مثل الكافيين قبل النوم.
أخيرًا، الدعم الاجتماعي يمكن أن يساعد في الوقاية من تأثيرات القلق على القلب. التواصل مع الأصدقاء والعائلة يمكن أن يوفر الإحساس بالأمان والدعم، مما يقلل من مستويات القلق ويحسن من صحة القلب. العلاج النفسي أيضًا يمكن أن يكون مفيدًا في هذا السياق، حيث يساعد في إدارة القلق بطرق صحية.
تجارب المرضى الأعزاء