دوماً ما تكون اليد العليا لمن يبادر؛ ومعلوم أن التشخيص المبكر هو الخطوة الأولى والمهمة في العلاج، تشخيص مرض الشريان التاجي المبكر من شأنه ان يجنب المرضى مرارة المعاناة من أمراض القلب والذبحة الصدرية، وأن يحافظ على سلامة القلب.
أمراض الشرايين التاجية
- كون القلب هو المسؤول عن إمداد أعضاء الجسم بالدم لا يجعله استثناءً من هذه القاعدة؛ فلا يزال بحاجة إلى تروية دموية للقيام بوظيفته على أتم وجه.
- ضيق أو انسداد الشرايين التاجية له العديد من التبعات، أبرزها هي النوبات القلبية وما يتبعها من تلف محتمل لأنسجة من القلب.
- هذا الضيق عادةً ما ينشأ على إثر ارتفاع الكوليسترول وترسبه على جدران الشرايين التاجية؛ ما يسبب ضيقاً في الشرايين وقد ينتهي بجلطة في الشريان التاجي مسبباً ذبحة صدرية غير مستقرة.
قد تهمك مطالعة هذا المقال: كم عدد الشرايين التاجية التي تتأثر بأمراض القلب؟ حذار أن تصيبك.
تشخيص مرض الشريان التاجي
عند الشروع في تشخيص مرض الشريان التاجي لن يقتصر الأمر فقط على فحص الشرايين، بل لا بد من إجراء بعض فحوصات الدم المهمة، بالإضافة إلى استبعاد أية مشاكل مختلفة على إثر مرض الشريان التاجي كاضطراب نظم القلب وخلافه.
1- القسطرة القلبية لتشخيص مرض الشريان التاجي
- القسطرة القلبية هي أنبوب يدخله الطبيب عبر أحد الأوعية الدموية من الجسم (عادةً من الفخذ) حتى يصل إلى شرايين القلب.
- في أثناء هذه العملية يكون المريض تحت تأثير المهدئات، وتحقن الصبغة التي تسمح للقسطرة بتمييز الشريان المسدود.
- يمكن أن تستعمل قسطرة القلب كذلك في العلاج، إذ تستعمل في توسيع الشرايين التاجية، وأيضاً لعلاج أمراض صمامات القلب وغيرها.
للمزيد من المعلومات الهامة تابع هذا المقال: أنواع القسطرة القلبية ومخاطر عملية القسطرة للأطفال وكبار السن.
2- التصوير المقطعي
- تستعمل أشعة CT لرؤية أية ترسبات من الكالسيوم على شرايين القلب؛ بما يساعد الطبيب في تحديد سبب المرض والمساعدة في العلاج. من هنا يمكنك معرفة المزيد حول أهمية اختبار التصوير المقطعي بالانبعاث البوزيتروني في تشخيص أمراض القلب.
3- رسم القلب
- يعمل القلب تحت تأثير نظام كهربائي محدد، وهذا النظام هو المسؤول عن انتظام ضربات القلب، يقيس اختبار رسم القلب مدى انتظام نبض القلب، ويعطي الاختبار وصفاً دقيقاً لنظم القلب بما يسمح للطبيب بمعرفة الكثير من المعلومات عن المرض وسبب المشكلة الصحية وغيرها.
- هنالك نوعان من رسم القلب، رسم القلب العادي، ورسم القلب الدوائي، ولكل منهما ما يميزه عن الآخر. تعرف على الفرق: رسم القلب و رسم القلب بالمجهود | تسجيل النشاط الكهربائي للقلب.
4- أشعة الإيكو (الموجات الصوتية على القلب)
- استعمال أشعة الإيكو له أهمية كبيرة فيما يخص أمراض القلب، فبها يمكن تشخيص الكثير من مشاكل القلب، منها الذبحة الصدرية.
- من أكثر وسائل تشخيص مرض الشريان التاجي أهمية، وذلك لأنه يقيم مدى انتظام تدفق الدم إلى أجزاء القلب، وأي الأجزاء منها لا تنقبض بصورة طبيعية.
قد تعينك المعلومات المذكورة في هذا المقال أيضاً في فهم الأدوات التشخيصية لمرض القلب: سونار القلب أو منظار القلب | فحوصات متنوعة بالموجات فوق الصوتية.
ما هو أفضل فحص لتشخيص مرض الشريان التاجي؟
من أهم الفحوصات التي تساعد على تشخيص مرض الشريان التاجي؛ قسطرة القلب التشخيصية وأشعة الإيكو وفحوصات الدم، وعلى كلٍ قد تتفاوت أهمية الفحوصات تبعاً لتقييم الطبيب لكل حالة.
أسئلة هامة حول علاج وتشخيص مرض الشريان التاجي
1- كيف تحمي نفسك من مرض الشريان التاجي؟
- الحد والإقلاع عن التدخين.
- اجتناب القلق والتوتر الزائد.
- تناول طعام غذائي مناسب لمرضى القلب.
- التخلص من السمنة المفرطة قدر الإمكان.
- تغيير نمط الحياة، والاجتهاد نحو ممارسة الرياضة أو المشي بانتظام.
- علاج الأمراض المختلفة والمشاكل الصحية، كارتفاع ضغط الدم، أو ارتفاع الكوليسترول وتصلب الشرايين والسكري.
2- هل التدخين يسبب مرض الشريان التاجي؟
- نعم؛ فالتدخين أحد الأسباب التي لا تؤثر فقط على القلب، بل تؤثر على الرئتين وعلى كفاءة الدورة الدموية.
- مع مرور الوقت يسبب التدخين تلفاً بالأنسجة الدموية، كما يسبب اضطراب نظم القلب، وأيضاً يسارع التدخين من عملية تصلب الشرايين.
3- ما هي أعراض قصور الشريان التاجي؟
من أعراض قصور الشريان التاجي ما يلي:
- الدوار.
- الغثيان.
- ألم في الصدر.
- صعوبة في التنفس.
- الإرهاق الشديد مع بذل جهد.
- تورم في القدمين نتيجة احتباس الماء.
- ألم رجيع في كل من الكتف والذراعين وفي الظهر أحيانا.
أهمية فحص الجهد في تشخيص مرض الشريان التاجي
يُعتبر فحص الجهد من الفحوصات المهمة لتشخيص مرض الشريان التاجي. خلال الفحص، يتم مراقبة نبضات القلب تحت الجهد البدني. الهدف من هذا الفحص هو معرفة مدى تحمل القلب للأعباء البدنية وتحديد ما إذا كان هناك نقص في التروية القلبية أثناء النشاط. يعتبر هذا الفحص مهماً لتحديد قدرة القلب على العمل تحت الضغط.
يُجرى الفحص عادةً من خلال المشي على جهاز خاص أو استخدام دراجة ثابتة، مع مراقبة رسم القلب. يُظهر الفحص إذا كانت الشرايين التاجية قادرة على توفير كمية كافية من الدم للقلب أثناء ممارسة النشاط. إذا تم الكشف عن أي قصور في الإمداد الدموي، فإن ذلك يشير إلى احتمالية وجود انسداد أو ضيق في الشرايين التاجية.
يستخدم الفحص أيضاً لتقييم مدى استجابة الجسم للعلاج بعد إجراء عمليات توسيع الشرايين أو تركيب دعامة القلب. كما يساعد في تحديد الحاجة إلى إجراء تدخلات جراحية إضافية إذا استدعت الحالة ذلك. يمكن أن يكون هذا الفحص جزءاً من التقييم الدوري للمرضى المصابين بأمراض القلب.
فحص الجهد ليس مناسباً لكل المرضى، فبعض الحالات تتطلب فحوصات أخرى أكثر دقة. ومع ذلك، فإنه يظل من الفحوصات المهمة خاصةً للمرضى الذين يعانون من أعراض الذبحة الصدرية أو ضيق التنفس المرتبط بالقلب. هذا الفحص يوفر معلومات هامة للطبيب حول حالة المريض.
استخدام فحص التصوير بالرنين المغناطيسي لتشخيص الشريان التاجي
فحص التصوير بالرنين المغناطيسي يعد أداة فعالة لتشخيص أمراض الشرايين التاجية. يستخدم الرنين المغناطيسي لرؤية تفاصيل دقيقة لأنسجة القلب والشرايين. يتيح هذا الفحص للطبيب تحديد ما إذا كانت هناك أي مشاكل في تدفق الدم أو وجود تضييق في الشرايين التاجية. يمكن للطبيب استخدام هذه المعلومات لتحديد أفضل خطط العلاج.
خلال الفحص، يتم وضع المريض داخل جهاز الرنين المغناطيسي الذي يلتقط صوراً مفصلة للقلب أثناء تشغيله. يمكن أيضاً تقييم الأجزاء المختلفة من عضلة القلب لمعرفة المناطق التي تعاني من ضعف التروية. يعتبر هذا الفحص من الأدوات الدقيقة التي تتيح فهماً شاملاً لحالة القلب والشرايين.
الرنين المغناطيسي يعتبر بديلاً جيداً للفحوصات الأخرى التي قد تتطلب إدخال أنابيب داخل الأوعية الدموية. بالإضافة إلى دقته العالية، فإنه يوفر أيضاً معلومات حول كفاءة ضخ القلب وكيفية تفاعل عضلة القلب مع الضغوط المختلفة. يمكن أن يساعد هذا الفحص في اكتشاف أي تضرر قد يكون حدث في القلب بسبب ضيق الشرايين التاجية.
مع أن الرنين المغناطيسي يوفر الكثير من المعلومات، إلا أن بعض المرضى قد لا يكونوا مرشحين جيدين لهذا الفحص، خاصةً إذا كانوا يعانون من أجهزة معدنية داخل الجسم. ولكن بالنسبة لغالبية المرضى، فإن هذا الفحص يعتبر آمناً ويوفر معلومات قيمة لتقييم حالتهم الصحية.
استخدام الفحوصات المخبرية في تشخيص مرض الشريان التاجي
تلعب الفحوصات المخبرية دوراً مهماً في تشخيص مرض الشريان التاجي. يتم فحص مستويات الكوليسترول، الدهون الثلاثية، والبروتينات الدهنية في الدم لتحديد المخاطر المرتبطة بتصلب الشرايين. تشير الزيادة في هذه المؤشرات إلى احتمال وجود انسداد أو تضييق في الشرايين التاجية. تساعد هذه الفحوصات الطبيب في وضع خطط العلاج المناسبة.
بالإضافة إلى فحوصات الدهون، تُجرى فحوصات أخرى مثل فحص مستوى الإنزيمات القلبية التي تظهر عند حدوث ضرر لعضلة القلب. تُعتبر هذه الفحوصات أساسية للكشف عن أي نوبة قلبية حدثت أو احتمال حدوثها. كذلك، يتم قياس مستوى السكر في الدم، حيث يرتبط مرض السكري بزيادة خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي.
تعتبر الفحوصات المخبرية وسيلة غير مكلفة وسهلة للمساعدة في تشخيص المرضى وتحديد مدى خطورة الحالة. يتم أيضاً فحص مستويات البروتين التفاعلي (CRP) الذي يُشير إلى وجود التهاب يمكن أن يُساهم في تطور أمراض الشرايين التاجية. هذه الفحوصات تقدم للطبيب معلومات دقيقة حول حالة المريض الصحية.
تعمل الفحوصات المخبرية كخطوة أولى قبل إجراء الفحوصات التصويرية أو التدخلات الأخرى. بناءً على نتائج الفحوصات، يتمكن الطبيب من تحديد ما إذا كان المريض بحاجة إلى مزيد من الفحوصات أو إذا كان العلاج الدوائي هو الخيار الأمثل. تُساهم الفحوصات المخبرية في الوقاية من المضاعفات المتعلقة بأمراض الشرايين التاجية.
تقييم مخاطر الإصابة بمرض الشريان التاجي
تقييم مخاطر الإصابة بمرض الشريان التاجي يعتمد على مجموعة من العوامل التي تؤثر على صحة الشرايين. تشمل هذه العوامل العمر، الجنس، التاريخ العائلي، ومستوى النشاط البدني. المرضى الأكبر سناً وذوي التاريخ العائلي لأمراض القلب هم أكثر عرضة للإصابة بمرض الشريان التاجي. تقييم المخاطر يساعد الطبيب في اتخاذ قرارات العلاج الوقائي المناسبة.
بالإضافة إلى العمر والتاريخ العائلي، هناك عوامل أخرى مثل التدخين، ارتفاع ضغط الدم، وزيادة مستويات الكوليسترول التي تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة. يجب على المرضى الذين يعانون من هذه العوامل التوجه إلى الطبيب لإجراء فحوصات دورية تهدف إلى تقييم حالتهم الصحية واتخاذ التدابير اللازمة للحد من الخطر.
التقييم الدوري لمستوى الجهد البدني والوزن مهم أيضاً، حيث أن السمنة وقلة النشاط البدني تزيدان من خطر الإصابة بأمراض القلب. الحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بمرض الشريان التاجي. هذا النوع من التقييم مهم جداً لتحديد مدى حاجة المريض للتدخل العلاجي.
أحد الأدوات الشائعة في تقييم المخاطر هو مقياس درجة الخطورة (Framingham Risk Score) الذي يأخذ في الاعتبار جميع هذه العوامل. يتمكن الطبيب من خلاله من تقدير احتمال إصابة المريض بمرض الشريان التاجي خلال السنوات القادمة، وتقديم النصائح المناسبة لتقليل المخاطر.
تجارب المرضى الأعزاء