في بعض الحالات لا تستدعي مشاكل صمامات القلب الخضوع لأي علاج. إذا كان العلاج ضرورياً، فمن الممكن استخدام بعض الأدوية أو اللجوء لإجراء آخر يسمى توسيع الصمام بالبالون عن طريق القسطرة. في أغلب الأحيان تكون جراحة القلب المفتوح هي أفضل خيار. إن مصطلح القلب المفتوح يشير إلى فتح القفص الصدري واستخدام ماكينة القلب -الرئة لاستبدال القلب خلال عملية اصلاح الخلل الموجود في القلب. تُستخدم عمليات القلب المفتوح لاستبدال الشريان التاجي، تغيير الصمام الميترالي ، تصحيح العيوب الخلقية في القلب، لاستبدال صمامات القلب التالفة و كذلك لإزالة بعض أورام القلب.
خطوات جراحة تغيير الصمام الميترالي او الأورطي
قبل الدخول إلى المستشفى يتعين على المريض مراعاة الآتي:
١. التوقف عن التدخين: وذلك لأن التدخين ينتج المزيد من الافرازات في الرئتين، يرفع ضغط الدم و يزيد من سرعة ضربات القلب. إذا استمر المريض في التدخين ستزداد المضاعفات وخصوصاً تلك التي تؤثر على الرئة. إن استمرار هذه المضاعفات لفترة طويلة سيجعل المريض يعتمد على جهاز التنفس الصناعي و قد تصاب الرئتين بالعدوى.
٢. الحصول على شهادة تفيد بسلامة الأسنان: قبل التوجه لإجراء تغيير الصمام الميترالي او الأورطي يجب أن يقوم المريض بفحص أسنانه. لا يجب الاستهانة بهذه المعلومة لأنه إذا كان المريض يعاني من أي عدوى بكتيرية في الفم، من الممكن أن يسبب ذلك عدوى في صمامات القلب. فالتهاب بطانة القلب المعدية التي قد تصيب الصمام الميكانيكي من الأمراض الخطيرة التي تستلزم الخضوع للعلاج لفترة طويلة وربما الخضوع لجراحة أخرى.
٣. التوقف عن تناول مضادات التجلط: إذا كان المريض يتناول دواء ورفارين (المعروف تجارياً باسم كومادين) أو يتناول أدوية تحتوي على الأسبرين، سيطلب الطبيب منه التوقف عن تناولهم قبل إجراء الجراحة.
٤. توفير حاجته من أكياس الدم، حيث يقوم الطبيب بتحديد الكمية المطلوبة.
اقرأ المزيد : تغيير الصمام الاورطي .
دخول المستشفى
يدخل المريض المستشفى قبل يوم من الجراحة، وذلك لإعادة كافة التحاليل المعملية والفحوصات اللازمة. كذلك يجب التأكد من توافر أكياس الدم اللازمة أثناء الجراحة. يجب التوقف عن الأكل و الشرب عند منتصف الليل. يتم تناول الأدوية اللازمة مع رشفة صغيرة من الماء بعد منتصف الليل.
جراحة تغيير الصمام الميترالي
يتم نقل المريض إلى المنطقة خارج غرفة العمليات قبل ساعات من بدء الجراحة. في هذه المنطقة يقوم فريق التخدير بإدخال خط وريدي لتهدئة المريض. بمجرد أن يستعد فريق الجراحة يقوم طبيب النخدير باصطحاب المريض إلى غرفة العمليات، حيث يتم تخديره بالكامل. بعد ذلك يتم ادخال أنبوب رغامي (أنبوب تنفس)، كما يتم توصيل المريض بالعديد من الأنابيب والأجهزة لمراقبة القلب، ضغط الدم، التنفس و غير ذلك من وظائف الجسم.
من خلال إحداث شق بطول عظمة القص (العظمة الموجودة في منتصف القفص الصدري)، يتم كشف القلب، و فتح الغشاء التاموري. يتم توصيل المريض بجهاز القلب -الرئة الذي يساعده على التنفس و يساعد الدورة الدموية على العمل أثناء الجراحة.
بعد ذلك يقوم الجراح بإزالة الصمام التالف واستبداله. يكون الصمام الجديد واحداً من هذين النوعين: صمام ميكانيكي مصنوع من المعدن أو البلاستيك، أو صمام مصنوع من أنسجة حيوية، في الغالب من البقر أو الخنازير. بعد ذلك يتم تقطيب القلب أوالأوعية الدموية وإغلاقها ويتم فصل المريض عن جهاز القلب -الرئة. يتم إغلاق الصدر بطبقات من الغرز ويتم إغلاق الجلد ببعض الغرز أو الدبابيس.
بعد إجراء جراحة تغيير الصمام الميترالي او الأورطي التي تستغرق عدة ساعات يقضى المريض يوم أوعدة أيام في وحدة العناية المركزة حيث يتم ملاحظة عمل القلب و مراقبة كافة الوظائف الحيوية الأخرى.
سوم يتم نقل المريض بعد ذلك إلى غرفته ثم إلى منزله بعد بضعة أيام.
اقرأ المزيد : تغيير الصمام الميترالي بالمنظار .
جراحة تغيير الصمام الأورطي
جراحة تغيير الصمام الأورطي هي إجراء جراحي يُجرى لاستبدال الصمام الأورطي في القلب عندما يكون متضررًا أو لا يعمل بشكل صحيح. الصمام الأورطي هو أحد الصمامات الأربعة في القلب، وهو يقع بين البطين الأيسر والشريان الأورطي، ويتحكم في تدفق الدم من القلب إلى الجسم.
الأسباب الشائعة للحاجة إلى هذه الجراحة تشمل تضيق الصمام الأورطي (التضيق) أو تسرب الصمام (الارتجاع). تضيق الصمام يعني أن الصمام لا يفتح بشكل كامل، مما يحد من تدفق الدم. الارتجاع يعني أن الصمام لا يغلق بشكل محكم، مما يسمح للدم بالتسرب إلى الخلف.
الأعراض التي قد تشير إلى مشاكل في الصمام الأورطي تشمل ضيق التنفس، الإرهاق الشديد، ألم في الصدر، الشعور بالدوار أو الإغماء، وتورم القدمين أو الكاحلين. ومع ذلك، قد لا تظهر أي أعراض في بعض الحالات حتى تصبح المشكلة خطيرة.
قبل الجراحة، يخضع المريض لسلسلة من الفحوصات والاختبارات، مثل تخطيط صدى القلب، لتحديد حالة الصمام وتخطيط الجراحة. يتم تحديد نوع الصمام البديل (صناعي أو بيولوجي) بناءً على عمر المريض وحالته الصحية وتفضيلاته.
خلال الجراحة، يتم إجراء شق في الصدر للوصول إلى القلب. يتم استخدام آلة القلب والرئة للحفاظ على تدفق الدم والأكسجين في الجسم خلال العملية. يقوم الجراح بإزالة الصمام التالف ويستبدله بالصمام الجديد.
بعد الجراحة، يتم نقل المريض إلى وحدة العناية المركزة للمراقبة الدقيقة. الشفاء من جراحة الصمام الأورطي يتطلب وقتًا ورعاية، ويشمل متابعة مع الطبيب، العلاج الطبيعي، والالتزام بتعليمات ما بعد الجراحة لضمان الشفاء الأمثل وتجنب المضاعفات.
الجراحة تعد بتحسين كبير في نوعية الحياة للمرضى الذين يعانون من مشاكل خطيرة في الصمام الأورطي.
عمليات استبدال الصمام الميترالي او الاورطي بالمنظار
عمليات استبدال الصمام الميترالي أو الأورطي بالمنظار تُعد ثورة في مجال جراحات القلب، حيث توفر هذه التقنية حلاً فعالاً لمرضى تلف الصمامات القلبية بطريقة أقل توغلاً وأسرع شفاءً مقارنة بالجراحات التقليدية. في هذه العمليات، يتم استخدام المنظار، وهو أداة طويلة ورفيعة مزودة بكاميرا وأدوات جراحية، لإجراء الجراحة من خلال شقوق صغيرة بدلاً من الشق الكبير في الصدر.
أحد أبرز مزايا هذه التقنية هي الدقة العالية التي توفرها الصور المكبرة والثلاثية الأبعاد للمنطقة المُعالجة، مما يمكّن الجراحين من إجراء التصحيحات بشكل دقيق ومحكم. كما أنها تقلل من الألم ومدة البقاء في المستشفى، وتسرع من عملية الشفاء، مما يمكّن المرضى من العودة إلى حياتهم اليومية بسرعة.
عملية استبدال الصمام تتطلب إزالة الصمام التالف واستبداله بصمام صناعي، يكون إما ميكانيكياً أو مصنوعاً من أنسجة بيولوجية. الاختيار بين النوعين يعتمد على عدة عوامل منها عمر المريض، حالته الصحية، ونمط حياته.
رغم المزايا العديدة، فإن استبدال الصمام بالمنظار قد يحمل بعض المخاطر والمضاعفات، كأي إجراء جراحي كبير. لذلك، يُعد التشخيص الدقيق واختيار المريض المناسب والفريق الطبي المتخصص عوامل حاسمة لنجاح العملية.
فيديوهات تشرح خطوات جراحة تغيير الصمام الميترالي او الأورطي
الختام
بعد إتمام جراحة تغيير الصمام الميترالي أو الأورطي، يبدأ المريض مرحلة هامة من النقاهة والتعافي. العناية والمتابعة بعد الجراحة تلعب دوراً حاسماً في تحقيق النتائج المرجوة والحد من مخاطر المضاعفات. مباشرة بعد الجراحة، يتم نقل المريض إلى وحدة العناية المركزة لمراقبة حالته الصحية بشكل مستمر ولضمان استقرار وظائف القلب والرئتين.
خلال هذه الفترة، يتم تقديم الدعم الطبي للمريض، بما في ذلك الأدوية لتسكين الألم، منع العدوى، وضمان تخثر الدم بشكل مناسب. كما يتم تشجيع المريض على القيام بتمارين تنفسية لتسهيل عملية التنفس ومنع حدوث الالتهاب الرئوي. فترة البقاء في المستشفى تختلف بين المرضى، لكنها غالباً ما تكون بين بضعة أيام إلى أسبوع.
بعد الخروج من المستشفى، يحتاج المريض إلى متابعة منزلية ورعاية دقيقة. يتضمن ذلك الالتزام بالأدوية الموصوفة، الحفاظ على نظام غذائي صحي، وتجنب النشاطات الجسدية المجهدة للقلب. كما ينصح بالمشاركة في برامج إعادة التأهيل القلبي التي تساعد المرضى على استعادة قوتهم وتحسين أداء القلب تدريجياً.
من الضروري أيضاً المتابعة الدورية مع الطبيب المعالج لمراقبة وظائف الصمام الجديد والتأكد من عدم وجود أي مضاعفات. في هذه المرحلة، يمكن للمريض أن يستفيد من الدعم النفسي والعاطفي من العائلة والأصدقاء، فالرعاية الشاملة لا تقتصر على الجسد فحسب، بل تشمل الصحة النفسية والعاطفية أيضاً.
تجارب المرضى الأعزاء