كم مرة تعرّضت لضيق التنفس المفاجئ؟ بالطبع يتعرض أغلب الناس، في مرحلةٍ ما، لأيٍّ من درجات ضيق التنفس، على تفاوت في درجته وخطورته. ووِفق بعض التقارير الحديثة؛ يعاني أكثر من 25% من مرضى الطوارئ ضيقًا حادًا بالنتفس، ونظرًا لأهمية الأمر؛ فإنَّا نقدم لكم في مقالنا الآتي كافة التفاصيل حول أسباب ضيق النفس المفاجئ والطرق الأمثل لعلاجه والوقاية منه.
ما ضيق التنفس؟
يُعد ضيق التنفس (Dyspnea) أحد أبرز المشكلات الصحية، المرتبطة – في أغلب الأحوال – بأمراض الجهاز التنفسي والقلب. وتختلف درجة ضيق التنفس حسب شدّة المرض الذي يُعانيه المريض، كما يتباين أمَد ضيق التنفس تبعًا للمرض المُسبِّب له؛ فقد يكون ضيق التنفس عارِضًا مُفاجِئًا يزول بالتعامل الطبي السريع مع سببه، وقد يكون مزمنًا، ناجمًا عن مرضٍ دائمٍ يشكو منه المريض.
ونظرًا لارتباط ضيق التنفس بعدد كبير من الأمراض المختلفة، فإنّ التعامل السليم معه يتطلب طبيبًا ذا خبرة عريضة؛ لإبقاء المريض بوضع آمن ريثما تُجرى الفحوصات المطلوبة لتشخيص سبب ضيق التنفس، واتخاذ اللازم لعلاجه.
أسباب ضيق التنفس المفاجئ
هناك عدد غير محدود من أسباب الإصابة بضيق التنفس، والتي ترتبط بأمراض الجهاز التنفسي والقلب. بالرغم من شيوع بعض هذه الأسباب عن البعض الآخر إلا أننا نذكرها لك جميعاً:
- الرَّبو.
- الحساسيّة.
- فشل القلب.
- النوبة القلبية.
- فقر الدم الحاد.
- انخماص الرئة.
- فيروس كورونا.
- التصلُّب المتعدد.
- الالتهاب الرِّئوي.
- الانصمام الرِّئوي.
- كسر في الضلوع.
- انخفاض ضغط الدم.
- فتق الحجاب الحاجز.
- اضطراب نظْم القلب.
- تناول دواء بجرعة زائدة.
- تسمُّم أول أكسيد الكربون.
- دخول جسم غريب لمجرى التنفس.
- الارتفاع الشديد في درجة حرارة الجسم.
اقرأ أيضاً: ضيق التنفس بعد عملية القلب المفتوح
أعراض ضيق التنفس المفاجئ
تختلف أعراض الضيق المفاجئ في النفس حِدّةً تبعًا لطبيعته؛ ففي ضيق النفس المفاجئ تكون الأعراض أشد منها في ضيق التنفس المزمن، وتتمثل أعراض ضيق النفس المفاجئ فيما يلي:
- السُّعال.
- قصر النّفَس.
- خفقان القلب.
- ضيق الصدر.
- سرعة التنفس.
- أزيز عند التنفس.
- الشعور بالاختناق.
سبب ضيق التنفس المفاجئ وخفقان القلب
غالبًا ما يسبب ضيق التنفس نقصًا في تركيز الأكسجين بالدم، وبالتالي تفتقر أنسجة الجسم للأكسجين، وكرَدّ فعل لتعويض ذلك النقص؛ يبذل القلب جهدًا أكبر، أملًا في تلبية احتياجات باقي الجسم من الدم المشبّع بالأكسجين، وبالطبع يُسبب استمرار ذلك الوضع، خفقان القلب، وبذلك – عزيزي القارئ – يتضح سبب ضيق التنفس وخفقان القلب.
اقرأ أيضاً: تمارين التنفس بعد جراحة القلب
خطورة ضيق التنفس المفاجئ
يتمثل الخطر الأكبر لضيق النفس المفاجئ في نقص الأكسجين بالدم، وبالتالي افتقار مختلف أنسجة الجسم إليه، ويُسبب ذلك حالة من صعوبة الوعي، كما يؤثِّر سلبًا على أعضاء الجسم المختلفة في حال ضاق النفس بشدة.
وقد أشارت مصادر طبية موثوقة إلى أن التعرُّض المتكرر لحالات نقص الأكسجين، قد يُسبب نوعًا من الاختلالات الإدراكية الدائمة لدى المريض وهذا في حالات متقدمة وليس ضيق النفس العادي. بالإضافة إلى بعض المضاعفات الخطرة مثل: توقف التنفس، وتوقف القلب، ولذا يتعامل الأطباء مع الضيق المفاجئ في التنفس كحالة طارئة.
علاج ضيق التنفس المفاجئ
يعتمد علاج ضيق التنفس المفاجئ على سبب حدوثه، إذ يُجرِي الطبيب فحوصات خاصة، حسب حالة كل مريض، ومن ثَم يُحدد سبب ضيق التنفس، ويبدأ علاجه على النحو الآتي:
- مضادات الحساسية، في حالات الحساسية.
- المضادات الحيوية، لعلاج الالتهاب البكتيري.
- الأدوية الموسِّعة للشعب الهوائية، في حالات الرّبو.
- الأدوية المذيبة للجلطات، لحالات الانصمام الرئوي.
- الأدوية الخافضة للحرارة، في حالات الحُمَّى الشديدة.
- علاج أمراض القلب المقترنة بضيق النفس المفاجئ.
- العلاج بالأكسجين، مع هبوط مستوى الأكسجين بالدم.
اقرأ أيضاً: نصائح للوقاية من أمراض القلب
علاج ضيق النفس في البيت
على الرغم من اعتبار ضيق النفس المفاجئ حالة طارئة، إلا أن بعض الحالات يُمكن علاجها منزليًّا باتباع بعض الإرشادات التي تُحسِّن من قدرة المريض على التنفس، وهي أكثر اختصاصًا بحالات الرّبو، وإليك طريقة علاج ضيق التنفس في البيت:
- ابتعد فورًا عمَّا تشتبه في كونه سبب الضيق المفاجئ في التنفس.
- تناول الأدوية الموسعة للشُّعَب، حال كنت تعاني الربو.
- اجلس مائلًا للأمام قليلًا لتحسين التنفس.
- تنفَّس بعمق، وأخرج النفس ببطء.
- استنشِق بخار الماء الدافئ.
- تناول مشروب الزنجبيل.
بجانب ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أن شرب كوب من القهوة قد يُساعد في تحسين التنفس لديك، مع الحذر من تناول كميات كبيرة، خصوصًا مع اعتلال القلب.
ونود التنويه على أن علاج ضيق التنفس في المنزل قد لا يكون فعّالًا مع كثيرٍ من الحالات الحادة، ولذا فإن الخيار الأكثر أمانًا يتمثّل في زيارة أقرب مستشفى أو مركز طبي، للحصول على الرعاية اللازمة.
الوقاية من ضيق التنفس المفاجئ
تعتمد الوقاية من ضيق التنفس على بعض التغييرات العامة في نمط حياة المريض، بجانب عدد من التوصيات الطبية الخاصة بحالته الصحية، ومما يحمي من ضيق النفس المفاجئ، ما يلي:
- علاج سبب ضيق التنفس.
- التخلص من الوزن الزائد.
- المداومة على ممارسة الرياضة الخفيفة.
- تناول أدويتك بانتظام، وبالجرعات المحددة.
- الإقلاع عن التدخين، وتجنب مجالسة المدخنين.
- تجنّب بذل مجهود كبير في درجات الحرارة العالية.
- تجنّب التعرض المباشر للمواد التي تعاني حساسيّةً تجاهها.
أسئلة شائعة حول ضيق التنفس المفاجئ
هناك عدد كبير من التساؤلات الدائرة حول ضيق النفس المفاجئ، نتناول معكم في الفقرات القادمة أهم تلك التساؤلات، مع أفضل الأجوبة العلمية عنها:
1. ماذا تفعل عندما تشعر بضيق في التنفس؟
عندما تشعر بضيق التنفس، فإن أول ما يجب عليك فعله، هو الحفاظ على تهوية جيدة، والابتعاد عن الدخان والأتربة وأي شيء قد يزيد ضيق التنفس لديك، بجانب تناول الأدوية المساعدة على تحسين حالتك، وإذا لاحظت تفاقم الأعراض وعدم تحسنها؛ بادر بزيارة الطبيب للحصول على الرعاية الطبية اللازمة.
2. كيف اعرف ان ضيق التنفس من القلب؟
يمكن التفريق بين ضيق التنفس الناتج عن مشكلة صحية بالقلب، وبين غيره، عبر ملاحظة الأعراض القلبية المصاحبة لضيق التنفس، كما يرتبط ضيق التنفس، المقترِن بالقلب، ببذل المجهود، وقلَّما يحدث أثناء الراحة.
3. ما هي أسباب ضيق النفس المفاجئ أثناء النوم؟
تتعدد أسباب ضيق التنفس المفاجئ عند النوم، ومن أبرز تلك الأسباب، ما يلي:
- احتقان الأنف.
- تناول المهدئات.
- كِبَر محيط الرقبة.
- زيادة وزن الجسم.
- ضيق مجرى التنفس.
- فشل القلب الاحتقاني.
- ارتفاع مستوى ضغط الدم.
- داء السكري من النوع الثاني.
4. هل ضيق التنفس المفاجئ يمكن أن يكون خطيرًا؟
نعم، ضيق التنفس المفاجئ يمكن أن يكون خطيرًا إذا كان ناتجًا عن حالة صحية تستدعي تدخلاً طبيًّا. يجب ألا يُهمل المريض الأعراض المصاحبة لضيق التنفس، مثل ألم الصدر، الشعور بالدوار، أو فقدان الوعي. هذه الأعراض قد تشير إلى مشكلات خطيرة مثل النوبة القلبية أو الانصمام الرئوي. إذا حدث ضيق التنفس بشكل مفاجئ وشديد، يجب التوجه إلى المستشفى فورًا للحصول على العناية اللازمة.
في بعض الحالات، قد يكون ضيق التنفس نتيجة لأمراض مزمنة مثل الربو أو الحساسية، ويمكن السيطرة عليه بالأدوية. لكن حدوثه بشكل مفاجئ قد يعني تفاقم الحالة أو وجود مشكلة جديدة تتطلب فحصًا دقيقًا من الطبيب. لا تستخف بالأعراض حتى لو كانت معتادة لديك.
التدخل السريع في حالات ضيق التنفس المفاجئ يمكن أن يقلل من المضاعفات ويزيد من فرص الشفاء السريع. إذا كنت تعاني من أي حالات صحية معروفة تزيد من خطر ضيق التنفس، مثل أمراض القلب أو الرئة، تأكد من اتباع نصائح طبيبك وتناول الأدوية الموصوفة بانتظام.
الوقاية تلعب دورًا مهمًا في تقليل مخاطر ضيق التنفس المفاجئ. الحفاظ على نمط حياة صحي، مثل ممارسة الرياضة وتجنب التدخين، يمكن أن يقلل من احتمالية التعرض لهذه الحالة الخطيرة.
5. كيف يمكن للطبيب تشخيص سبب ضيق التنفس المفاجئ؟
لتشخيص سبب ضيق التنفس المفاجئ، يبدأ الطبيب بأخذ التاريخ الطبي الكامل للمريض، لمعرفة الأعراض المصاحبة وأي مشكلات صحية سابقة. قد يسأل الطبيب عن أوقات حدوث ضيق التنفس، ومدته، وما إذا كان يحدث أثناء الراحة أو بعد مجهود بدني. هذه المعلومات تساعد في تحديد السبب المحتمل للمشكلة.
بجانب التاريخ الطبي، يقوم الطبيب بإجراء فحص سريري شامل للتحقق من العلامات الحيوية، مثل معدل التنفس والنبض وضغط الدم. الفحص الجسدي يساعد الطبيب في تحديد أي علامات واضحة قد تشير إلى حالات مثل فشل القلب، الالتهاب الرئوي، أو الربو.
تشمل الفحوصات الأخرى التي قد يطلبها الطبيب: الأشعة السينية للصدر، مخطط كهربائية القلب (ECG)، وفحوصات الدم. كل هذه الفحوصات تساعد في الكشف عن أي مشكلة قلبية أو رئوية قد تكون السبب في ضيق التنفس المفاجئ. في بعض الحالات، قد يلجأ الطبيب إلى استخدام الأشعة المقطعية (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للحصول على صورة أوضح.
تحديد سبب ضيق التنفس بدقة هو الخطوة الأولى نحو العلاج الفعّال. لذا يجب عدم التهاون في البحث عن تشخيص دقيق ومتابعة العلاج المناسب بناءً على توجيهات الطبيب المختص.
6. هل يمكن الوقاية من ضيق التنفس المفاجئ عند مرضى القلب؟
نعم، يمكن الوقاية من ضيق التنفس المفاجئ لدى مرضى القلب عن طريق اتباع نمط حياة صحي يساهم في تحسين صحة القلب وتقليل الضغط عليه. الالتزام بتناول الأدوية الموصوفة بانتظام هو أولى خطوات الوقاية، لأنها تساعد في تنظيم ضربات القلب ومنع تراكم السوائل حول الرئتين. الالتزام بخطة العلاج يقلل من فرص حدوث ضيق التنفس المفاجئ.
ممارسة الرياضة الخفيفة بانتظام يمكن أن تحسّن من أداء القلب وتقلل من ضيق التنفس. لكن يجب استشارة الطبيب قبل البدء في أي برنامج رياضي، خاصةً إذا كان المريض يعاني من مشاكل قلبية مزمنة. الابتعاد عن العوامل التي تسبب الإجهاد البدني والنفسي مفيد أيضًا في تقليل احتمالات حدوث ضيق التنفس.
الإقلاع عن التدخين وتجنب التواجد في أماكن مليئة بالدخان أو الملوثات الجوية من العوامل الرئيسية في الوقاية من ضيق التنفس المفاجئ. التدخين يزيد من الضغط على القلب والرئتين، مما يجعل التنفس أكثر صعوبة. لذلك، يعد الإقلاع عن التدخين من أفضل الأمور التي يمكن القيام بها لتحسين جودة الحياة والصحة العامة.
الالتزام بمتابعة طبية دورية وإجراء الفحوصات اللازمة يساعد في اكتشاف أي مشكلة مبكرًا قبل أن تتفاقم وتسبب ضيق التنفس. تواصل دائمًا مع طبيبك واستشره عند ظهور أي أعراض غير طبيعية.
7. متى يجب طلب المساعدة الطبية لضيق التنفس المفاجئ؟
يجب طلب المساعدة الطبية فورًا إذا كان ضيق التنفس المفاجئ مصحوبًا بأعراض خطيرة، مثل ألم في الصدر، الغثيان، الدوار، أو فقدان الوعي. هذه الأعراض قد تكون مؤشرًا على حالة صحية خطيرة، مثل النوبة القلبية أو الانصمام الرئوي، التي تحتاج إلى تدخل طبي عاجل.
إذا كان ضيق التنفس يحدث أثناء الراحة وليس بعد مجهود بدني، فهذا قد يشير إلى مشكلة قلبية أو رئوية تتطلب فحصًا دقيقًا. يجب على المريض مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد السبب بشكل دقيق. يمكن أن يؤدي تأجيل طلب الرعاية الطبية إلى تفاقم الحالة.
في حالة حدوث ضيق التنفس بشكل متكرر ومفاجئ، يجب عدم الانتظار حتى تزداد الأعراض سوءًا. قد يكون من المفيد الاحتفاظ بسجل للأعراض، يتضمن الأوقات والظروف التي يحدث فيها ضيق التنفس، لمساعدة الطبيب في التشخيص. الحفاظ على تواصل دائم مع الطبيب يمكن أن يكون ضروريًا لإدارة الأعراض بفعالية.
في النهاية، استشارة الطبيب المختص عند حدوث أي تغيرات غير طبيعية في نمط التنفس هو أمر أساسي للحفاظ على سلامتك. لا تتردد في طلب المساعدة عندما تشعر أن ضيق التنفس ليس طبيعيًّا أو متكررًا بشكل يثير القلق.
خاتمة
- تساهم بعض أمراض القلب في الضيق المفاجئ في النفس.
- غالبًا ما يكون الضيق المفاجئ في التنفس حالة طبية طارئة، تستدعي تدخلًا طبيًّا عاجلا.
- احرص على تناول أدويتك بانتظام إذا كُنت مريضًا بالربو، أو غيره من أسباب ضيق التنفس.
- تجنّب استنشاق الدخان، وكذلك المواد التي تُسبب لك حساسية، للوقاية من ضيق التنفس المفاجئ.
تجارب المرضى الأعزاء