تشير كلمة ارتفاع ضغط الدم بالنسبة لكثير من الناس الى التوتر المفرط، العصبية و الإجهاد. من الناحية الطبية تشير كلمة ارتفاع ضغط الدم إلى استمرارية ارتفاع ضغط الدم في الشرايين بغض النظر عن السبب. يشتهر مرض ارتفاع ضغط الدم بلقب القاتل الصامت و ذلك لأنه قد يستمر لسنوات بدون ظهور أية أعراض على المريض حتى يصاب احد اجهزة الجسم بضرر جسيم. قد يؤدي ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط إلى خطر التعرض لمشاكل صحية مثل السكتة الدماغية، تمدد الأوعية الدموية، فشل القلب،النوبات القلبية وأيضا الفشل الكلوي.
مدى انتشار ارتفاع ضغط الدم
يظهر مرض ارتفاع ضغط الدم في الغالب لدى كبار السن – لدى حوالي ثلثي ممن تبلغ اعمارهم 65 فيما فوق- بينما تقل النسبة لتصبح الربع لدي من تتراوح اعمارهم بين 20 إلى 74 عاما. يزداد خطر الاصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 90٪ لدي الاشخاص البالغين من العمر 55 عاما ويتمتعون بضغط دم طبيعي في الوقت الحالي. تتضاعف نسبة الاصابة بارتفاع ضغط الدم لدي الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة عن أولئك الذين ليسوا كذلك.
كيفية قياس ضغط الدم
عندما يتم فحص ضغط الدم، يتم تسجيل قراءتين. تعكس القيمة الأعلى أقصى ارتفاع للضغط في الشرايين عندما ينقبض القلب (خلال الانقباض)، ببنما تعكس القيمة الاقل أدنى ارتفاع للضغط في الشرايين قبل أن يبدأ القلب في الانقباض مرة أخرى (خلال الانبساط). يتم تسجيل قراءة ضغط الدم على هيئة : الضغط الانقباضي / الضغط الانبساطي، على سبيل المثال : 120/ 80 ملم زئبق، ويشار إلى هذه القراءة ب “120 على 80.”
معايير تشخيص ارتفاع ضغط الدم
يعرف ارتفاع ضغط الدم بضغط الدم الانقباضي وقت الراحة حين يبلغ في المتوسط 140 ملم زئبق أو أكثر، وبضغط الدم الانبساطي وقت الراحة حين يبلغ في المتوسط 90 ملم زئبق أو أكثر. ومع ذلك فكلما ازداد ارتفاع ضغط الدم ازداد خطر حدوث المضاعفات – حتى وإن كان ارتفاع ضغط الدم في الحدود المسموح بها- ولذلك فإن هذه الحدود غير موضوعية إلى حد ما. في معظم الشباب الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم يكون كل من الضغط الانقباضي والانبساطي مرتفعا. في المقابل، يعاني العديد من كبار السن الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم من ارتفاع ضغط الدم الانقباضي (140 ملم زئبق أو أكثر) بينما يكون الضغط الانبساطي طبيعيا أو منخفضا (أقل من 90 ملم زئبق) . يسمى هذا الاضطراب ارتفاع ضغط الدم الانقباضي المعزول.
أعراض ارتفاع ضغط الدم الحاد
يكون ارتفاع ضغط الدم حادا عندما يصل قياس ضغط الدم لأكثر من 180/120 ملم زئبق دون التسبب في ضرر واضح لأي عضو من أعضاء الجسم، كما أنه لا يسبب أي أعراض في العادة.
ارتفاع ضغط الدم الطارئ
يعد ارتفاع ضغط الدم الطارئ شكل خطير من اشكال ارتفاع ضغط الدم. في هذه الحالة يصل قياس ضغط الدم إلى 180/120 ملم زئبق على الأقل ويكون هناك أدلة واضحة على وجود ضرر كبير في واحد أو أكثر من اعضاء الجسم الحيوية كالمخ، القلب أو الكلى وغالبا ما يرافقه مجموعة متنوعة من الأعراض. تعد حالات ارتفاع ضغط الدم الطارئ غير شائعة بشكل عام، ولكنها أكثر شيوعا بين ذوي البشرة السوداء أكثر من ذوي البشرة البيضاء وبين الرجال أكثر منها بين النساء، وبين المجموعات من ذوى المستوى الاجتماعي الاقتصادي الأقل أكثر منها بين ذوي المستوى الاجتماعي والاقتصادي الأعلى. قد يتسبب ارتفاع ضغط الدم الطارئ في الوفاة في حالة عدم الاسراع في علاجه.
أسباب ارتفاع ضغط الدم
هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. بعض هذه الأسباب تشمل العوامل الوراثية، نمط الحياة غير الصحي مثل تناول كميات كبيرة من الملح، السمنة، قلة النشاط البدني، والتوتر. يمكن أن تسهم بعض الأمراض والحالات الصحية أيضاً في ارتفاع ضغط الدم، مثل أمراض الكلى، اضطرابات الغدة الدرقية، وتناول بعض الأدوية.
من المهم تحديد الأسباب الكامنة وراء ارتفاع ضغط الدم لتقديم العلاج المناسب. يمكن للطبيب أن يطلب مجموعة من الفحوصات والتحاليل لتحديد الأسباب المحتملة ولتقييم مدى تأثيرها على الصحة العامة.
التغييرات في نمط الحياة يمكن أن تكون فعالة في خفض ضغط الدم. تتضمن هذه التغييرات تحسين النظام الغذائي، ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، الإقلاع عن التدخين، وتقليل تناول الكحول.
مضاعفات ارتفاع ضغط الدم
إذا لم يتم التحكم في ارتفاع ضغط الدم، يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تشمل السكتة الدماغية، النوبات القلبية، والفشل الكلوي. يمكن أن يتسبب ارتفاع ضغط الدم المستمر في تلف الأوعية الدموية والشرايين، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
قد يؤدي ارتفاع ضغط الدم أيضاً إلى مشاكل في الرؤية وتلف الأوعية الدموية في العين. يمكن أن يؤثر على وظائف الكلى ويسبب تلفاً في أنسجتها، مما يؤدي إلى الفشل الكلوي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسبب ارتفاع ضغط الدم مشاكل في الذاكرة والتركيز.
من المهم متابعة ضغط الدم بانتظام والحصول على الرعاية الطبية المناسبة للوقاية من هذه المضاعفات. العلاج المبكر والمستمر يمكن أن يساعد في الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية وتقليل خطر المضاعفات.
تشخيص ارتفاع ضغط الدم
يتم تشخيص ارتفاع ضغط الدم من خلال قياس ضغط الدم باستخدام جهاز قياس الضغط. يجب أن يتم القياس في أوقات مختلفة وعلى مدى عدة أيام للحصول على قراءة دقيقة. يمكن للطبيب أن يطلب من المريض قياس ضغط الدم في المنزل لتتبع القراءات بمرور الوقت.
بالإضافة إلى قياس ضغط الدم، قد يطلب الطبيب بعض الفحوصات الأخرى لتقييم مدى تأثير ارتفاع ضغط الدم على الجسم. تشمل هذه الفحوصات تحاليل الدم، تحليل البول، وفحوصات القلب والأوعية الدموية. تساعد هذه الفحوصات في تحديد أي مشاكل صحية أخرى قد تكون مرتبطة بارتفاع ضغط الدم.
بناءً على النتائج، يمكن للطبيب وضع خطة علاجية مناسبة تتضمن تغييرات في نمط الحياة وأدوية خفض الضغط. من المهم الالتزام بالعلاج والمتابعة المنتظمة مع الطبيب لضمان التحكم في ضغط الدم والوقاية من المضاعفات.
علاج ارتفاع ضغط الدم
يتضمن علاج ارتفاع ضغط الدم تغييرات في نمط الحياة واستخدام الأدوية. يمكن أن تكون التغييرات في نمط الحياة فعالة جداً في خفض ضغط الدم وتشمل تناول طعام صحي قليل الملح، ممارسة الرياضة بانتظام، الحفاظ على وزن صحي، والإقلاع عن التدخين.
قد يصف الطبيب أدوية خفض الضغط إذا لم تكن تغييرات نمط الحياة كافية للتحكم في ضغط الدم. تتضمن هذه الأدوية مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، حاصرات بيتا، مدرات البول، وموسعات الأوعية. من المهم تناول الأدوية بانتظام وفقاً لتعليمات الطبيب.
يمكن أن يتطلب علاج ارتفاع ضغط الدم متابعة منتظمة مع الطبيب لتقييم فعالية العلاج وإجراء تعديلات عند الحاجة. التحكم الجيد في ضغط الدم يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر المضاعفات ويحسن نوعية الحياة.
الوقاية من ارتفاع ضغط الدم
الوقاية من ارتفاع ضغط الدم تتطلب تبني نمط حياة صحي. من المهم الحفاظ على وزن صحي من خلال اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام. يجب تجنب تناول كميات كبيرة من الملح والسكر، والإكثار من تناول الفواكه والخضروات.
الإقلاع عن التدخين وتقليل تناول الكحول يمكن أن يساعد أيضاً في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم. من المهم إدارة التوتر بطرق صحية مثل ممارسة اليوغا، التأمل، والهوايات الممتعة. يمكن أن تساهم هذه الخطوات في الحفاظ على ضغط الدم في المعدلات الطبيعية.
إجراء الفحوصات الدورية لقياس ضغط الدم والمتابعة مع الطبيب يمكن أن يساعد في الكشف المبكر عن أي تغييرات وضبطها قبل أن تتفاقم. التعليم والتوعية حول أهمية الوقاية من ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يكون له تأثير كبير على صحة المجتمع.
لا تنس قراءة >> هل عملية القلب المفتوح خطيرة؟
لا تنس قراءة >> كيف يتم تغيير الصمام الأورطي.
تجارب المرضى الأعزاء